رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنى عبدالعزيز: أنتظر سيناريو يناسب تاريخى للعودة إلى السينما

لبنى عبدالعزيز
لبنى عبدالعزيز

أحلم بفيلم يتحدث عن الإسلام الوسطى ويكشف حقيقة الإرهابيين
أصبحنا نذهب لمهرجانات السينما العالمية كى نلتقط الصور فقط




رغم أن أعمالها السينمائية قليلة مقارنة بجيلها، إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة مهمة فى تاريخ السينما المصرية.. «هاميس أو سميحة أو جهاد».. كلها أدوار صنعت اسمًا سيعيش طويلًا فى ذاكرة المصريين. هى النجمة لبنى عبدالعزيز التى كشفت عن أنها لا تزال تبحث عن سيناريو يناسب تاريخها، وتحلم بتقديم فيلم عن الإسلام يوضح صحيح الدين ويظهر حقيقة الجماعات الإرهابية، معتبرة أن «مصر ليس بها منتجون يستطيعون تمويل فيلم تاريخى، وجميع الأفلام التى تقدم حاليًا تجارية تستهدف الربح».



■ هل تفكرين فى العودة إلى الفن؟
- نعم.. أنا مستعدة دائمًا للتمثيل، ولكننى لا أجد عملًا فنيًا يناسبنى ولا أريد المشاركة فى فيلم أو مسلسل أقل جودة مما كنت أقدمه فى الماضى، فعلى سبيل المثال تلقيت عرضًا للعمل فى فيلم جديد منذ ٣ أشهر، وأبلغت المخرج برفض المشاركة فى العمل بعد قراءة السيناريو لنفس الأسباب.
والحقيقة أننى أنتظر أن أجد سيناريو جيدًا ودورًا يليق بتاريخى وسنى بإنتاج كبير، فلا أريد أن أقدم دورًا أقول فيه لأحدهم: «اتفضل القهوة».
وأنشغل حاليًا بالكتابة فقط، فأنا أكتب مقالًا أسبوعيًا فى «الأهرام ويكلى» منذ ٢٠ عامًا، كما أكتب سكريبت برنامج الأطفال الإذاعى الذى أقدمه.
■ ما الدور الذى تحلمين بتجسيده؟
- لا أضع شروطًا تتعلق بحجم الدور أو عدد المشاهد، كل ما أريده أن تكون الشخصية محورية، وأتمنى أن أقدم مشاهد تؤثر فى الجمهور، وأنا أحلم بتقديم فيلم عن الإسلام.
■ هل تحلمين بتقديم فيلم تاريخى مثل «وا إسلاماه»؟
- نعم.. ولكن الحقيقة أننا لا نملك إمكانيات لصناعة فيلم مثل «وا إسلاماه» فى الفترة الحالية، فالأفلام الكلاسيكية القديمة لا يمكن أن تتكرر، والفنانة إسعاد يونس تكلمت فى هذا الأمر قبل ذلك، ولكن هذا لا يمنع أننى أحلم بتقديم فيلم يتحدث عن الإسلام الوسطى ويكشف جرائم التنظيمات الإرهابية.
■ لماذا لا نستطيع صناعة فيلم تاريخى مصرى؟
- لأن الأمر يحتاج إلى إنتاج ضخم يسمح بتقديم فيلم عالمى، وللأسف مصر ليس بها منتجون قادرون على تمويل وتسويق فيلم كهذا، لذا لا تشارك الأفلام المصرية بشكل مناسب فى المهرجانات العالمية، على عكس ما كان يحدث فى الماضى، فالأفلام المصرية كانت تنافس بقوة- فى يوم ما- أمام الأفلام العالمية، وكان المخرجون المصريون مشهورين فى جميع أنحاء العالم، ولكن الآن أصبحنا نذهب للمهرجانات العالمية لالتقاط الصور التذكارية فقط.
أصبحت الآن لا أتابع السينما ولا التليفزيون، فقد أدركت بعد يأس، أننى لن أجد عملًا جيدًا لأشاهده.
■ ما أسباب تراجع السينما فى مصر من وجهة نظرك؟
- لأننا نقدم أفلامًا تجارية «عشان نكسب قرشين وخلاص»، ولا نراعى جودة السيناريو، ولا نحرص على أن يكون العمل هادفًا، لذا لا نشارك بالشكل المناسب فى المهرجانات العالمية.
فى الماضى، كان الوسط الفنى مليئًا بالنجوم، مثل المخرجَين الرائعين يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وغيرهما، ففى ستينيات القرن الماضى كنا ننتج ١٥٠ فيلمًا سنويًا، وكان لنا وجود بارز فى المهرجانات الدولية، وكانت الهند هى المدرسة السينمائية التى تنافسنا وتتساوى معنا فى عدد الأفلام التى تنتج سنويًا، وكنا ننافس دائمًا إنجلترا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا، ونصل إلى المركز الرابع أو الخامس فى التصنيفات الدولية.
كانت السينما المصرية مزدهرة، وكان ذلك بفضل مخرجين وأدباء مثل يوسف شاهين ويوسف السباعى ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم والصديق الجميل الراحل إحسان عبدالقدوس.
وأحب أن أشير إلى أن الدراما التليفزيونية تفوقت على السينما فى مرحلة ما، لأنها كانت تعتمد على أعمال كتاب عمالقة مثل أسامة أنور عكاشة، ولكن الآن الجميع يبحث عن الربح، ولا أحد يفكر فى صناعة فيلم أو مسلسل للتاريخ.
■ متى جسدت أول شخصية فى حياتك.. وكيف أقنعت عائلتك بالتمثيل؟
- مثلت لأول مرة فى المدرسة، وكانت سنى حينها ٣ سنوات، أما عن عائلتى فأبى لم يرفض الفكرة، لأنه كان روائيًا مثقفًا وواعيًا، فقد تعلم فى إنجلترا وكان يعمل صحفيًا فى جريدة الأهرام، وكان يترجم روايات عالمية.. خالى هو من اعترض على فكرة التمثيل وصفعنى على وجهى عندما أخبرته بذلك.
■ كم كانت سنك حينما صفعك خالك؟.. وما تفاصيل الواقعة؟
- كانت سنى ٦ سنوات، وكان يزورنا فى البيت، وسألنى ذات مرة: «عاوزه تبقى إيه يا شاطرة؟» فأجبت: «أريد أن أصبح ممثلة»، فصفعنى على وجهى، وقال لى إننى أنتمى إلى عائلة كبيرة، وهذه المهنة لا تناسب الوضع الاجتماعى لعائلتى.
حينها أحسست بالفعل أننى لن أستطيع أن أحقق حلمى وأصبح ممثلة، ليس بسبب خالى، فأنا لم أسع لإقناعه بفكرتى، لأن ذلك الأمر لا يخصه.. ومرت الأيام وأصبحت أول فتاة جامعية تمثل فى السينما.
■ كيف كان إحساسك حينما حقق فيلم «أنا حرة» نجاحًا دوليًا؟
- أعتبر فيلم «أنا حرة» نقلة مهمة فى السينما المصرية والعربية، فقد كان حديث النقاد فى المهرجانات، وأتذكر أن مهرجانًا فى بيروت خصص ٣ ساعات لنقد الفيلم، وبالطبع كنت أشعر بسعادة بالغة.
وأرى أن سبب نجاح «أنا حرة» هو أنه نجح فى تغيير الصورة النمطية للفتاة المصرية فى الأفلام، فبينما كان يقتصر ظهور المرأة المصرية أمام الكاميرا على تقديم دور مظلومة أو راقصة، فاجأ هذا الفيلم الجميع بفتاة من نوع خاص. أما فى مصر فالفيلم الذى حقق نجاحًا كبيرًا وأحبه الجمهور هو «الوسادة الخالية».
■ كيف كانت تجربتك مع الكوميديا؟
- نجحت فى تقديم كوميديا مختلفة عما كان يتم تقديمه فى الستينيات، خاصة فى فيلم «آه من حواء»، وقبل ذلك كانت المرأة لا تقدم بطولة كوميدية مطلقة، بل تقدم دورًا ثانويًا مثل الراحلة مارى منيب.
ولأن تقديم بطولة نسائية كوميدية كان غير مطروح وقتها، كان المنتجون يشعرون بقلق بالغ ويطلبون منى أن أقدم أدوارًا رومانسية فقط، ولكننى كنت أتعمد تجسيد أدوار متنوعة، منها دور «الفتاة الغلبانة»، الذى جسدته فى فيلم «هذا هو الحب»، ودور الفلاحة الذى جسدته فى فيلم «أدهم الشرقاوى».
وأتذكر أن أحد الصحفيين الكبار سألنى: «لماذا يناديك الجمهور دائمًا بأسماء الشخصيات التى تجسدينها، مثل سميحة وهاميس وجهاد ولا يستخدمون اسمك الحقيقى؟»، فأجبت: «لأنهم لا يرون لبنى عبدالعزيز فى الأفلام.. بل شخصيات أخرى».
■ إذا تحدثنا عن بعض الشخصيات فى مشوارك.. وصفت إحسان عبد القدوس بالصديق الجميل.. كيف بدأت علاقتكما؟
- كان جارى فى جاردن سيتى، حيث كان بيته فى الشارع الموازى لشارعنا، وكان والده صديقًا لوالدى، وكنت أصادفه وأنا ذاهبة إلى المدرسة، وكان يستوقفنى ويقول لى: «نفسى أشوفك بتمثلى فى فيلم»، وذلك بعد أن رآنى أجسد دورًا فى مسرحية قدمتها خلال حفل بالجامعة الأمريكية، وحينها حققت تلك المسرحية نجاحًا كبيرًا، وكتبت عنها مجلة «آخر ساعة» تقريرًا فى ٤ صفحات.
■ ما حقيقة محاولة عبدالحليم حافظ منعك من العمل مع فريد الأطرش؟
- الواقعة حقيقية، فقد اعترض عبدالحليم حافظ على فكرة عملى مع فريد الأطرش، وطلب من صحفيين كبار مثل كامل الشناوى وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين أن يضغطوا علىّ لكى أرفض العمل مع «الأطرش»، وطلب منى العندليب ذلك بشكل مباشر، قائلًا: «إوعى تعملى العملة دى».
■ لماذا فعل العندليب ذلك؟
- حينها كان يريد أن أشاركه فى بطولة فيلم، ولم أكن أعلم حينها طبيعة العلاقة بين العندليب وفريد الأطرش، فلم أكن أهتم بأخبار الوسط الفنى ولا أبحث عن الأسرار.
■ كيف كانت علاقتك بالفنان الراحل رشدى أباظة؟
- رشدى كان شخصًا لطيفًا جدًا وكريمًا ومهذبًا وكوميديًا، وهو أكثر فنان أحب أن أشاركه أمام الكاميرا، وعملنا معًا فى ٥ أفلام، وكان يرسل لى باقات الورد يوميًا.. «كان بيملا الأوضة ورد».
وأكثر ما كان يميزه هو احترامه للمرأة، فكان يحب المرأة.. أى مرأة.. كبيرة كانت أو صغيرة، وفى المقابل كانت النساء تعشقنه، لأنه كان يعامل أى سيدة كأنها المرأة الوحيدة على الأرض، وكان لذلك تأثير لا يقاوم، وأعتقد أنه كان يستطيع الزواج من أى سيدة عمل معها. رأيته لأول مرة خلال فيلم «وا إسلاماه»، وكان يجسد دورًا صغيرًا جدًا، وحينها سألت فريق عمل الفيلم، متعجبة: «لماذا لا تستفيدون من هذا الشاب الوسيم الذى يملك كاريزما تؤهله لدور كبير؟»، وعلمت حينها أنه يعمل بالوسط الفنى منذ ١٠ سنوات.. وبعد انتهاء هذا الفيلم انطلق رشدى ليصبح نجمًا كبيرًا، والمخرج الراحل فطين عبدالوهاب هو من رشحه للبطولة أمامى فى فيلم «عروس النيل».