رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصيحة الملأ "جريمة"!


التغطيات الإخبارية المباشرة فى الأحداث الأرهابية بها قدر كبير من التسرع والفوضى، تحديدًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أحد يستطيع أن يتصور أنه في عدم الكشف عن ملابسات الأحداث الإرهابية في وقتها، والتغطية الإعلامية المباشرة في حادث معهد الأورام، يسعى بها الأمن القومي للسبق وتحقيق مكسب شخصى ومهنى على حساب سرية المعلومات!.

استطاعت الأجهزة الأمنية في مصر كشف ملابسات الحادث الحادث الإرهابي بمحيط معهد الأورام، الذي حدث مساء الأحد الماضي، في أقل من ٤٨ ساعة من وقت وقوع الحادث، وذلك من خلال تتبع مصادر معلوماتية دقيقة، وهو أمر يعكس احترافية جهاز الشرطة المصري، وبلا شك أن بقية المصادر الغير معلنة، تتضمن معلومات بشأن الحادث وتوقيته والتمويل المالي والأشخاص المتورطين، ما جعل أجهزة الأمن والتحقيق الاحتفاظ بها لسريتها وأهميتها.

يتسرع البعض بالمطالبة في الكشف عن بعض المعلومات البسيطة، من الممكن أن تحدث ارتباكًا أو أزمة حقيقية، لأن تناول الإعلام للإرهاب شائك جدًا، خاصة أن الإرهاب يستغل الإعلام بشكل عكسى؛ قد تقوم وسائل الإعلام بقصد أو دون قصد، بالنشر والإعلان للحوادث الإرهابية وإعطائها حجمًا إعلاميًا لا تستحقه، وتحقيق أبعاد إيجابية للحدث الإرهابي، لم يكن حتى مخطط له، ويتم ذلك في ظل الإطار الأخلاقي والتأثير الفكري الذي يسعى العمل الإعلامي لتحقيقه!.

بمتابعة الأحداث الإرهابية حول العالم، تستطيع تكتشف أن أصعب ما في العمليات الإرهابية هو التصدي لها قبل وقوعها، وهذا ما يحدث شبه يوميًا في كل دول العالم، ومصر لديها جهاز أمني قوي، كما أن لديها أجهزة اتصالات وأمن قومي على قدر من الاستعداد لمواجهة أي تحديات تقابلها، وجميع هذه الأجهزة المعنية بحفظ الأمن القومي للبلد في تعاون وتواصل دائم يتم في غاية السرية.

أتصور أن مواجهة الأزمات والحالات الطارئة سواء بالاستعداد لها أو توقعها أو التعامل معها إذا ما حـدثت، يضع على كاهل أجهزة الدولة ومؤسساتها بناء خبرة قياداتها لأهمية استخدام وتداول المعلومات، لضمان توفير الحماية الشاملة للأفراد والمنشآت، وضروري وضع خطة شاملة توضح مراحل إدارة الأزمات والكوارث، وطبيعة تداول المعلومات خلالها، وكيفية التصرف لمواجهة الأبعاد الخطيرة ما بعد الحدث.