نسمة.. قصة فتاة متعددة المواهب من ذوى الاحتياجات الخاصة
ولدت نسمة سعيد عليوة طفلة طبيعية في عام ١٩٩٤، وعند بلوغها سن سنتين و٨ أشهر، أصيبت بضمور فى بعض خلايا المخ، مما سبب لها تلف دماغي مع انقطاع الكلام وعدم القدرة على البلع، ونتج عن ذلك أنها أصبحت تعاني من عدم القدرة علي الاتزان أثناء الحركة وحركات لا إرادية في الجسم والرأس والعنق.
وأجمع الأطباء على أنه لا أمل فى شفائها، لكن والدتها لم تستسلم ولم تيأس، وبدأت تتعامل معها على أنها طفلة حديثة الولادة، وبدأت في تنشيط حواسها مع قيامها بعمل جلسات علاج طبيعى وتخاطب لها.
استمرت نسمة فى هذه الجلسات حتى سن دخول المدرسة، وقامت والدتها بعمل اختبار ذكاء لها لتتأكد من استطاعتها لتلقي العلم، وحصلت على درجة ذكائها عالية، لكن كل المدارس رفضت قبولها لأنها لم تكن بإمكانها الحركة بدون مساعدة والدتها، لذا كان يستدعي أن تكون معها مرافق طوال الوقت.
عرضت والدتها على جميع المدارس التي تقدمت لها بأوراق ابنتها، استعدادها أن تكون مرافقة لها، ولكن المدارس رفضت ذلك، بالرغم من اجتياز نسمة جميع اختبارات القبول الذهنية.
استمرت والدتها فى البحث عن مدرسة تقبل ابنتها، ولكن النتيجة كانت دائما الرفض، وحتي المدارس الفكرية رفضت قبولها لأنها ليست ذات احتياجات خاصة ذهنية.
وأخيرا وجدت والدة نسمة مدرسة لغات استحدثت قسم خاص لقبول الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية والجسدية، وداومت نسمة على التعليم بمساعدة والدتها، وتفوقت في جميع مراحل التعليم، فقامت إدارة المدرسة بنقلها من القسم الخاص إلى قسم اللغات بالمدرسة لتتلقى تعليمها مثلها مثل باقي طالبات المدرسة، وبعد الصف الثالث الإعدادي، نقلت إلى الدبلومة الأمريكية، وتفوقت فيها وحصلت علي تقديرات عالية، والتحقت بالأكاديمية البحرية.
كانت نسمة من المتفوقين طوال دراستها بالأكاديمية، وحصلت على تقديرات عالية، وتخرجت هذا العام بتقدير عام جيد جدًا، وكطالبة مميزة فى الأكاديمية تم دعوتها من قبل الأكاديمية لحضور ملتقى The Story لذوى النجاحات الخاصة، وحفل مسابقة جمال العالم للسياحة، وكذلك مؤتمر التنمية المستدامة.
وبالإضافة إلى تفوقها الدراسي، تمارس نسمة السباحة والفروسية، وحصلت على درع ملتقى أولادنا الثالث فى الفنون التشكيلية والحرف اليدوية ٢٠١٩، لتفوقها أيضا فى عمل الاكسسوارات بالخرز، كذلك هي تهوي الطهي واشتركت مؤخرا في مسابقة برنامج أحلي أكلة مع الشيف علاء الشربيني.
