رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من قلب النجع".. هل كان اختباء المخطوبة خجلا أم ادعاء؟

جريدة الدستور

كان للزواج فى صعيد مصر، طقوس خاصة لا ينافسهم فيها أحد، منها ماكان على سبيل الحذر، ومنها ما كان على سبيل الرجاء، ومنها ما كان من قبيل التبرك أو الحياء، وسنتناول عادة اختباء المخطوبة التى كانت تتوارى عن لقاء خطيبها.

حتى منتصف السبعينات، كان إذا طرق الخاطب باب أهل المخطوبة، أُسقط فى يدها، واستدارت حول نفسها ،لا تعرف لها وجهة، ثم تركض إلى غرفة أو تختبئ خلف جدار، فإذا دخل الخاطب، نادت الأم على ابنتها، لتقدم الشاى لخطيبها، فتتلكأ الفتاة ثم تخرج بعد النداء الثانى أو الثالث، وحين تخرج يتصبب جبينها عرقًا، وإن كانت فى شهر طوبة.

لم يكن ذلك إدعاءً، بل خجلًا حقيقيًا، فتلك الفتاه تُقابل أبناء عمومتها، ولا تكون على هذه الحال، بينما مع الخاطب وإن كان ابن عمها فالوضع يختلف، لأنها تنظر فيه إلى رجل سيرى منها مالم تره أمها، وهذا يستوجب الخجل الشديد، لذا كانت المخطوبة لا تجالس خطيبها أبدًا حتى يوم الزفاف.

مع بداية الثمانينات ودخول التلفاز إلى بيوت الصعيد، لم تعد الفتاة تخجل من خطيبها، بل أضحت تستأنس بوجوده وسط الأهل، وترسل له نظرة من طرف الخجل أحيانا.