رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بإمكانك أن تصنع الكثير


صاحب شركة صغيرة كان غارقًا فى الديون، وأُغلقت فى وجهه كل السكك.. قارب على الإفلاس.. رفضت البنوك إقراضه.. وذات يوم وهو فى قمة يأسه جلس على أريكة فى إحدى محطات الأتوبيس.. جلس بجواره رجل طاعن فى السن وقال له: مالك؟ فحكى له قصته ويأسه.

الرجل العجوز قال له: «أعتقد أنى أقدر أساعدك على حل مشكلتك»، وأخرج من محفظته شيكًا وقلمًا وكتب فيه وأعطاه لصاحب الشركة الصغيرة، وقال له: سأقابلك هنا بعد عام من الآن حتى ترد لى ما أخذته منى، وتركه ومضى. فتح صاحب الشركة الشيك، فوجده مكتوبًا فيه مليون دولار! بتوقيع چون دى روكفيلر، وهو يعد واحدًا من أغنى الرجال فى العالم. فكر صاحب الشركة وقال أنا أقدر الآن أن أحل كل مشاكلى وأسدد كل ديونى بهذا الشيك!! وبعد تفكير عميق وخوف من أنه لا يستطيع أن يسدد هذه الأموال الضخمة قرر أن يحتفظ بالشيك فى خزانته ويعمل محاولة أخيرة لإخراج نفسه من ورطته، ولو فشل فالشيك موجود معه لتغطية أى خسائر، وفعلًا بدأ صاحب الشركة فى إيجاد حلول، وبدأ يتعامل مع مشاكله المالية وتمكن من حل جزء كبير منها، ووقف على قدميه وسدد ديونه، والشيك لا يزال معه كما هو، مضت السنة والشيك الذى لم يُصرف كما هو معه، وقرر أن يذهب لنفس محطة الأتوبيس وهو سعيد بإنجازه، وأنه سيرد الشيك كما هو لچون دى روكفيلر، وفعلًا وجد چون مقبلًا عليه.. وفى الوقت الذى وضع يده فى جيبه ليخرج الشيك إذا بممرضة أقبلت على جون وأمسكته من يده وقالت: «الحمد لله إنى لقيتك» وهى تتأسف لصاحب الشركة قائلة له: «أرجو إنه ما يكونش ضايقك.. هو راجل مسن وأنا الممرضة المسئولة عن حالته.. هو دايمًا يهرب من البيت ويدعى أنه چون دى روكفيلر، الملياردير المشهور ويتصرف كأنه من أغنى أغنياء العالم». وأخذت الرجل المريض وغادرت، ووقف صاحب الشركة مذهولًا!!! وقال لنفسه «بقالى سنة ببيع وأشترى وأعقد صفقات وأحل مشاكل.. اعتقادًا منى بأن ضهرى محمى بمليون دولار». الواقع أنه ليست الأموال التى معه هى التى أنقذته، ولكن الشخص الجديد الذى ولد بداخله فأحس بالثقة لمجرد إحساسه بالأمان. نفس هذه التصرفات كان يستطيع صاحب الشركة أن يعملها من غير أموال، لكن خوفه وقلقه المبالغ فيهما كانا ما نعنيه. عزيزى القارئ إن لدينا أشياء كثيرة تهون علينا التوتر والقلق، ولكننا لا نتطلع إلا لما ينقصنا. إن الله سبحانه وتعالى القوى القدير لا يمكن أن يتركنا، وقربنا منه يمنحنا الطاقة والقوة للتغلب على العقبات التى تواجهنا.

فلماذا تقلق وهو منحك الكثير وفى يدك الكثير الذى تستطيع أن تفعله؟!!