رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزاميرُ سليمان

جريدة الدستور

هناك.. فى البعيد
أشلاء فجرٍ جائعٍ يأكلُ
الربات فى الأفقِ
والسماءُ راكدة تتلهفُ
للسقوطِ
أزيزُ الصبحِ يوقظُ نبوءةَ
ضوءٍ أعرجٍ يلتحفه لاجئ فى
بقعةٍ من ظلام
يتلو صلاته الركيكة عند
حطام قصيدةٍ عمياء
تتوسدها قشعريرةٌ بلهاء
وفى الأعماقِ..
ظمأ مزركش يدنو من
جسدِ وطنٍ عارٍ
يراوده عن نفسه
يضاجعُ أثداءَ النخيلِ
يرقبُ «مولوية» هدهد
من مزاميرِ سليمان
ومن حولى ضوضاء
مهاجرة
تلتهمُ مواء سحابةٍ من
رماد
تمزقُ «عيد العجوة»
أمام
شمع الميلاد
وفى الأعلى..
أسرابُ مومياوات
تزعقُ بفوضى تفتتُ
صمتَ الرمالِ المُسنةِ
تذيبُ لحمَ مجرة تسكنها
الذئاب
تسحقُ وجه طفلةٍ اخترقها
الصراخُ
راقدة تتوضأ بالبكاء
تتشبثُ أناملها اليابسة
بأهدابِ خيلٍ من قش
وعلى يمينها..
«فرات» عجوز ينتحرُ فى
عينه جنين ماء
ابتسامته غائمة يرتديها
مهرجٌ من ضباب
ومعبدٌ من ضفائرِ النساء
استباحه لعابُ اللصوصِ
وآلهة ترتلُ فى ثباتٍ
عصيانَ «بافوميت»
تعمدُ رؤوسنا بالنسيان
وطيور من حناء تستغيثُ
«بآمون»
تذبحُ القرابين
ارتعاشة ترتدينى
تفككُ الوجودَ
تلفنى كالإعصارِ
تدقُ فى يدى المساميرَ
وها هى..
«دجلة» تئنُ فى حشرجة
كغريقٍ يُعب أحزنه فى
حنجرته دونما ضجيج
تميلُ فى خشوع راهبة
نحو الهرم الأكبر
وأنا هنا..
ما زلتُ أسبحُ فى
أضرحةٍ من سرابٍ