رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. حكاية الخُوصة والمسجد

جريدة الدستور

من الاعتقادات التي اندثرت في الصعيد الجواني هي عادة الخوص والمسجد، والتى كانت مرتبطة بتأخر الأطفال عن المشي، والتي نسردها في السطور التالية.

لمّا كنا صغارًا، وأثناء صلاة الجمعة تحديدًا، كنا نختلس النظر إلى الرضيع المربوط في قدميه بخوص من زعف النخيل، يحمله أحد أقاربه بيد، ويحمل في اليد الأخرى علبة حلوى، ويقف به أمام باب المسجد، في انتظار خروج أول شخص من الصلاة، ليقوم بفكه وأخذ الحلوى ليوزعها على بعض المصليّن، وبخاصة الصغار منهم، تبركًا بالمسجد وبصلاة الجمعة؛ لطرد الحسد عن ساقي الصغير، حتى يستطيع المشي بعد تأخره عن موعده الطبيعي.

وما كان يدهشنا ونحن صغار، وما زال يدهشنى حتى اليوم، هو قُدرة الطفل على المشي قبل قدوم الجمعة التالية، لتجده أمام المسجد يجرى، وكأن قيوده قد حُلت على حين غفلة. شاهدت ذلك بعيني وما زلت عاجزًا عن التفسير، رغم اختفاء هذه الظاهرة.