رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بارقة أمل لضحايا فيروس بي.. "الدستور" تحاور المتعايشين مع المرض

جريدة الدستور

"سرطان بالكبد"، هكذا شخص الأطباء حالته الآن بعد سنوات من الصراع مع فيروس بي وتليف الكبد، بدأت داليا (٣٠ عامًا) حكايتها مع إصابة والدها بالسرطان والذي لم يستطع مقاومته ويرقد منتظرًا النهاية.

داليا أوضحت اكتشفنا إصابة والدي بفيروس بي في مراحله المتأخرة وبعد أن تسبب في تليف كبده، فوالدي عنيد لا يقبل زيارة الأطباء أو تناول العقاقير ليتسبب الفيروس بعد سنوات بإصابته بسرطان الكبد.

وهناك 292 مليون شخص في أنحاء العالم مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي (بي) الذي يسعى العلماء الآن لإيجاد أول علاج له حسب تصريحات يحيى الشاذلي المنسق العام السابق لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على فيروس "سي" بمصر.

"الدستور" عرضت حكايات لمصابين بالمرض وحاولوا التعايش معه.

عبد الحميد حلاوة (٥٠ عامًا) أخصائي تحاليل، أصيب بفيروس بي منذ ١٠ سنوات.
قال "حلاوة": "قررت عمل تحاليل لأفهم أسباب شعوري المستمر بالإرهاق والذي لم يكن له مبرر واكتشفت زيادة في أنزيمات الكبد والكلى فقمت بعمل تحليل أكثر تخصصًا في الفيروسات لأكتشف وجود ما يتخطى ٢ مليون فيروس بي في جسدي".

وتابع: "أصبت بصدمة كبيرة فكيف انتشر الفيروس في كبدي كل هذا الوقت دون أن أشعر وهل انتقلت لي العدوي نتيجة عملي في معمل تحاليل وكيف سأتعايش معه وهل نقلت العدوي لأحد من عائلي فأنا أسمع دائما أن هذا الفيروس سهل الانتشار وينتقل بالعدوى إذا تناول أحدهم الطعام مع مصاب بالفيروس".

تمنيت لو اهتممت بصحتي أكثر من ذلك وعملت فحوصات دورية كما قال لي الطبيب وقتها لم يكن الفيروس سيتحول إلى مزمن واضطر لمعايشته ما تبقى من عمري.

حلاوة أوضح أنه مع اكتشاف علاج لمرضى فيروس سي أصبح لديّ أمل بإيجاد آخر لمرضى فيروس بي خاصة وأن هناك الكثيرين الذين يتعايشون معه وهناك من سبب تواجده لهم في إصابتهم بتضخمات في الكبد وغيبوبة ومع تفاقم الوضع يموت".

ووصل عدد المصريين المصابين بفيروس بي مليون مواطن حسب تصريحات أستاذ الكبد بجامعة المنصورة جمال شيحة.

وأحمد محمود ٥٥ عامًا حكايته مع المرض بدأت منذ شهور قليلك وقال كنت أجرى فحوصات دورية كل ٦ أشهر للاطمئنان على صحتي واكتشفت ارتفاع في وظائف الكبد مما يعني إصابتي بفيروس سي أو بي إلا أنني تأكدت بعدها بأيام قليلة إصابتي بفيروس بي.

وأضاف لم يكن للمرض أى أعراض تعب طلب مني الطبيب إجراء فحوصات أكثر دقة فاكتشفت أن الفيروس موجود فقط في الكبد وليس الدم أيضا وخامل وأوضح لي الطبيب أنه سهل السيطرة عليه طالما الفيروس في حالة خمول وتم إكتشاف الاصابة مبكرًا.

وتابع محمود أنصح كل من أعرفه بعمل فحوصات وتحاليل بصفة دورية لان أي مرض في بدايته سهل السيطرة عليه وعلاجه.

وتأتي خطورة فيرس B في أنه مرض معدي يصيب دم الإنسان، فيقوم بمهاجمة خلايا الكبد، وعلى الفور يقوم الجسم بإنتاج الأجسام المضادة لهذا الفيرس، ونتيجة لهذا التفاعل يحدث تلف بخلايا الكبد، ومع مرور الوقت يقوم بتدمير الجهاز المناعي للجسم، وينتهي الأمر

ويعاني المصابون بالفيروس من قلة العلاج على مستوى العالم ويسعى الجميع من أجل وجود حلول لتلك الأزمة، من أجل تخفيف الآلام عن المرضى.

ولكن هذه الأزمة قاربت على الانتهاء فتجري شركات أدوية عالمية أبحاثَا على بعض العقاقير المطورة، للوصول لأول علاج في العالم يقضي على "الفيروس"، بعكس العلاجات الحالية التي توقف تكاثره في الكبد فقط.

وتوقع يحيى الشاذلي المنسق العام السابق لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على فيروس "سي" بمصر وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة والسكان، اعتماد هذا الدواء خلال ٥ سنوات من الآن ليكون إنجازًا طبيًا جديدًا بعد علاج فيروس سي.

وأوضح في بيان صحفي أن فيروس بي أشرس من "فيروس سي"، موضحًا أن 15% من المصابين به يمكن تطور إصاباتهم بالفيروس إلى "سرطان الكبد" دون مروره على مرحلة "التليف".