رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" فى "العلمين الجديدة" قبل استضافتها أول اجتماعات الحكومة

جريدة الدستور

تعقد الحكومة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، اجتماعها الأسبوعى فى مقرها الجديد بمدينة «العلمين الجديدة»، بعد الانتهاء من إنشاءاته وتجهيزاته، وبدء عدد كبير من الموظفين الحكوميين أعمالهم فى داخله منذ أسابيع.

وبممارسة أعمالها من المقر الجديد الواقع على ساحل مصر بالبحر الأبيض المتوسط، تبعث الحكومة رسائل عديدة، تتصدرها أن «العلمين الجديدة» ليست مدينة صيفية فقط كما يعتقد البعض، لكنها تمتلئ بالحياة طوال العام.


كما أن ذلك دليل على عزم الحكومة على الاستمرار فى تنفيذ مخططها لتنمية الساحل الشمالى، حسبما أعلنت مسبقًا، بدءًا من مدينة «سلام» فى شرق بورسعيد، مرورًا بمدن دمياط والمنصورة والعلمين الجديدة.


نى مجلس الوزراء مكون من 5 طوابق بينها دور لـ«مدبولى».. جناح لكل وزير وطاقم عمله.. والموقع قريب من البحر

يضم مبنى الحكومة ٥ طوابق بينها طابق أرضى، تشتمل على جناح مخصص لكل وزير وطاقم العمل المساعد له، مع تخصيص طابق كامل لرئاسة الوزراء وأمانة المجلس وفريق العمل المساعد لرئيس الحكومة، فضلًا عن قاعة اجتماعات كبرى ومركز إعلامى على أعلى مستوى.

ويقع المقر الحكومى الجديد بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية هناك، والأخير أوشك على الانتهاء هو الآخر، وكلاهما على خط واحد بالقرب من شاطئ البحر، وفى الاتجاه الجنوبى للأبراج التى يجرى تنفيذها فى مدينة العلمين الجديدة.

وتبلغ المساحة الإجمالية الأولية لمشروع مدينة العلمين الجديدة ٤٨ ألف فدان، وفق القرار الجمهورى بتخصيص أراضٍ للمدينة، بينها ٧ آلاف فدان لـ«المنطقة الشاطئية»، بشراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية والقوات المسلحة، صاحبة الولاية على الأرض، فيما خصصت الـ٤١ ألف فدان الأخرى لـ«المنطقة غير الشاطئية»، التى تقع فى الجهة المقابلة، وهى مملوكة للهيئة، مع وجود مقترح بزيادة إجمالى مساحة المدينة لتصل إلى ١٠٠ ألف فدان، فى انتظار القرار الجمهورى بذلك.
ويبلغ حجم استثمارات المرحلة الأولى من مشروع «العلمين الجديدة» أكثر من ٢٠٠ مليار جنيه، بتنفيذ من جهاز المدينة، التابع لهيئة المجتمعات العمرانية، ويضم ٥ مهندسين فقط بمن فيهم رئيس الجهاز، ومن المخطط إنهاء تنفيذ هذه المرحلة فى يونيو ٢٠٢٠.

وحرص رئيس مجلس الوزراء على المتابعة اليومية لتنفيذ مشروعات مدينة العلمين الجديدة، بما فيها مقر الحكومة، وذلك عبر اتصالات تليفونية مباشرة مع المسئولين هناك، بجانب الزيارات المستمرة، وذلك وقت توليه وزارة الإسكان حتى انتقاله لرئاسة الوزراء.

وكذلك يتابع مسئولو وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الحاليون تنفيذ المشروع أولًا بأول، خاصة المهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات لشئون المدن.

وحسب ما يؤكده العاملون فى مدينة العلمين الجديدة، فإن المشروع بالنسبة لهم «رمز لدولة ومستقبل جديدين برؤية جديدة، بعد إهمال المنطقة آلاف السنين»، مشيدين بالإدارة المحترفة من قبل هيئة المجتمعات العمرانية لهذا الكم الضخم من الاستثمارات، التى أهلتها لأن تكون «أكبر مطور عقارى فى العالم»، وفق مؤسسات دولية عديدة.
«مهندسو الجيش» طهروا المنطقة من الألغام.. توافق تام مع السكان المحليين.. وإشراك المجتمع المحلى فى التنمية

روى المهندس أسامة عبدالغنى، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، تفاصيل إنشاء المدينة منذ اختيار الأرض وإجراء دراسات عليها لبيان مدى صلاحيتها من عدمه لإقامة الإنشاءات المخططة.

وقال «عبدالغنى» إنه قبل البدء فى تنفيذ المشروع تم إجراء دراسة «اتزان الشاطئ» وفق مقياس معين بمعرفة هيئة قناة السويس، وبواسطة متخصصين على أعلى مستوى من الكفاءة فى هذه الأعمال، ثم عرضت الدراسة على هيئة حماية الشواطئ، واللجنة العليا للتراخيص التى تضم ٧ وزارات بجانب هيئة العمليات بالقوات المسلحة، للحصول على الموافقات اللازمة قبل العمل، مرجعًا تلك الخطوات إلى «ضمان الحفاظ على مستقبل الاستثمارات والمنشآت».

وأشار إلى أن هذه الأرض لم تكن ممهدة لأى إنشاءات، لاحتوائها على «ألغام» منذ الحرب العالمية الثانية، لكن جرى تطهيرها بالكامل من قبل سلاح «المهندسين» بالقوات المسلحة، واصفًا تلك الخطوة بأنها «الأصعب» فى إنشاء المدينة.

وسبقت الانتهاء من الإجراءات الأولية المتعلقة بالتراخيص والتطهير من الألغام عملية التخطيط للمدينة، وحسب «عبدالغنى»: «تخطيط المدينة أتاح دمج الأحوزة العمرانية القديمة، وإدخالها ضمن المساحة الإجمالية المخصصة للمدينة».

وشدد على مراعاة ذلك التخطيط احتياجات أهالى المنطقة الموجودين هناك منذ زمن بعيد، وهم من «العرب»، موضحًا أن «الفكرة الأساسية فى عملية التنمية هنا تعتمد على إشراك المجتمع المحلى وإقناعهم بأهمية ما سيجرى طواعية وليس بطريقة فرض الأمر الواقع، وهو ما تم بالفعل، حتى وصل الأمر إلى أنهم يأتون لنا ويطلبوننا للعمل فى مناطقهم، والتنسيق معهم بشكل يومى».

وقال: «هناك حوار مجتمعى مع عرب العلمين الجديدة منذ ٢٠١٤، بحضور الدكتور عاصم الجزار، رئيس هيئة التخطيط العمرانى آنذاك، وزير الإسكان الحالى، والدكتورة سحر عطية، أستاذ العمارة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، لمعرفة طبيعة المجتمع هنا، فضلًا عن المهندس مصطفى مدبولى نفسه وقت وجوده وزيرًا للإسكان».

وأضاف: «ذلك الحوار الذى نُظم قبل إقرار المخططات جاء لمعرفة ما إذا كانت هناك أمور قد تسبب مشكلات، مثل اختيار موقع معهد أزهرى أو مسجد، أو تحديد جزء معين ستكون به أنشطة سياحية، إلى أن تم الاتفاق على كل شىء بتوافق مجتمعى».

ويقدر عدد السكان المحليين فى العلمين بنحو ١١ ألف نسمة جميعهم من القبائل العربية، وهم مقيمون فى مناطق «العلمين القديمة» و«الشمامة» و«سيدى عبدالرحمن» و«تل العيث» و«أولاد مزغولة» و«طه» و«السمالوس».
من الصعب أن تجد من يتحدث معك فى مواقع العمل بمدينة العلمين الجديدة، فالوقت هنا هو أغلى شىء بالنسبة لهم، خاصة مع الإدارة الحازمة من قبل ممثلى الدولة.

ويدير المهندسون الخمسة بجهاز المدينة حجم أعمال يزيد على ٢٠٠ مليار جنيه، رغم أن الكود العالمى للاستثمارات التى يمكن أن يديرها المهندسون تبلغ ٤ ملايين جنيه للمهندس الواحد، وهو ما لا يمكن مقارنته بما يحدث هنا فى العلمين الجديدة، وفق رئيس جهاز المدينة.

بجانب هذا الرقم القياسى فى إدارة الاستثمارات من قبل مهندس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حصل هؤلاء المهندسون على شهادات تقدير بشأن رقم آخر لا يقل أهمية، وهو تخطى ٣ ملايين ساعة عمل بدون حوادث، وهو ما يرجعه «عبدالغنى» إلى «اتباع أعلى درجات تجنب المخاطر، بجانب حصوله شخصيًا على دورة مكثفة فى هذا الشأن بالسويد عام ٢٠٠١».

ولم يكن الوصول لهذه الأرقام نابعًا من فراغ، فهنا فى «العلمين الجديدة» توجد ٣ مراكز تأهيل للعمالة قبل بدء العمل بشكل رسمى، فوفق رئيس جهاز المدينة: «كل شركة لديها مركز تأهيل، فهناك مركز المقاولون العرب، ومركز أوراسكوم، ومركز أبناء حسن علام، وهكذا».

وأوضح: «داخل كل مركز تأهيل توجد عدة فصول تعليمية، كل فصل منها متخصص فى مهنة، وقبل تسليم أى عامل مهمته يتم تعريفه بطبيعة عمله، والمخاطر المحتمل أن تقابله وطرق تفاديها، وكيف يقلل من تأثيرها وحدتها، خاصة أن وسائل الاتصال فى بعض الأعمال تكون صعبة، فهناك من يعمل على أوناش برجية بارتفاعات كبيرة، ونتحدث عن مواقع بها أكثر من ٨٠ ألف عامل».

ووجه «عبدالغنى» الشكر لقوات أمن مطروح قائلًا: «يقدرون ويعرفون ماذا يعنى مشروع قومى، فدورياتهم لا تتركنا لحظة، ويعطوننا إحساسًا كاملًا بأنهم معنا طول الوقت».

وتابع: «مكتب البريد يؤدى دورًا كبيرًا جدًا لتسهيل التواصل بين العمال وأهاليهم، من خلال سيارة بريد متنقلة لإيصال الحوالات، ونقل الرواتب، كما أن وزارة الصحة لا تتركنا يوميًا، وسيارات الإسعاف موجودة طوال الوقت».
آلاف الوحدات السكنية لمتوسطى الدخل.. و5 جامعات خاصة ومنطقة ترفيهية

انتقل المهندس أسامة عبدالغنى للحديث عن أبرز الأعمال والإنشاءات فى المدينة، التى تشهد تنفيذ ١٢٨ عمارة تضم نحو ٤١٠٠ وحدة سكنية ضمن مشروع «سكن مصر»، بتكلفة تقدر بنحو مليار و٢٠٠ مليون جنيه، وينتهى تنفيذها بنهاية العام الجارى، وذلك خلف «المدينة التراثية»، موضحًا أنها مخصصة لشريحة متوسطى الدخل.

وأضاف «عبدالغنى»: «طرحنا أكثر من ٥٠٠ شقة إسكان مميز فوق الاجتماعى، أى للشريحة الأقل من المتوسطة، وهى بالتقسيط وتم حجزها على الموقع الإلكترونى فى أقل من نصف ساعة، وللعلم هى جاهزة للتسليم النهائى، وندرس زيادة العدد لإمكانية الطرح منها مجددًا للمواطنين فى كل مصر». وتشهد الإنشاءات كذلك تنفيذ تجمع عمرانى متكامل على مساحة ٦٠٠ فدان فى المنطقة الشاطئية، وهو مملوك لهيئة المجتمعات العمرانية بالشراكة مع القوات المسلحة، عبارة عن شاليهات وفيلات وعمارات، بها مجموعة جزر مرتبطة بالبحر، وأمامه منطقة ميناء لليخوت الصغيرة، مع تقسيم أعماله لـ٤ مناطق عمل.

ويتم تنفيذ ١٥ برجًا سكنيًا فى المدينة بارتفاع ٢٠٠ متر عن سطح الأرض، بواقع ٢٧ طابقًا متكررًا، وبإجمالى مسطح ٣٢٠ ألف متر مربع، ووصلت الأعمال الإنشائية إلى نصف الارتفاعات قريبًا، ومن المقرر الانتهاء منها فى يناير ٢٠٢٠.

وقال «عبدالغنى» عن تلك الأبراج: «تم تشطيب نماذج منها حتى يطلع عليها الراغبون فى الشراء، وطرحت وحداتها وبيعت أعداد كبيرة منها بالفعل، مع دراسة وتخطيط المنطقة، لتسع ١٠ أبراج جديدة تم إسناد تنفيذها لـ٣ شركات كبرى».


كما يجرى تنفيذ جامعة العلمين الأهلية على مساحة ١٢٦ فدانًا، وهى مملوكة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لكنها ستدار بمعرفة جامعة الإسكندرية، وتنفيذها يتم على ٣ مراحل، وحسب «عبدالغنى»: «تمكنا من إنجاز ٤ كليات جاهزة للتشغيل».

وإلى جانب الجامعة الأهلية، جارٍ تنفيذ فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا على مساحة ٦٢ فدانًا، بالشراكة مع الأكاديمية الأم، ومن المقرر افتتاح ٦ كليات هندسة بها للعمل رسميًا فى العام الدراسى المقبل.

كما أن هناك ٣ جامعات خاصة خُصصت أراضٍ لها وفى انتظار بدء التنفيذ، الأولى اسمها «لوزان»، وهى جامعة سويسرية متخصصة فى السياحة والفنادق، يجرى تنفيذها بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك فى المنطقة الشاطئية بالمدينة، والثانية تتبع الدكتورة نوال الدجوى، والثالثة اسمها الجامعة الإماراتية.

ولم تقتصر إنشاءات ومشروعات المدينة على الأبراج والعمارات السكنية والمنشآت التعليمية، بل جرى الانتهاء من تنفيذ ٤ بحيرات صناعية، منها بحيرات فى المنطقة الشرقية «الشاطئية»، وذلك بأطوال تقرب من ٨ كيلومترات وأعماق متدرجة من ٢ لـ٤ أمتار، وبها ٤ بواغيز متصلة بالبحر، مع وجود ١٤ كوبرى بخلاف كبارى الجزر، ووفق رئيس «العلمين الجديدة» تعتبر هذه البحيرات جاهزة.

وقال: «لدينا أيضًا البحيرات الغربية التى صدرت لها أوامر إسناد، وذلك بمسافة ٧ كيلومترات، من الكيلو ١١٤ للكيلو ١٢١، وبها ٤ بواغيز و٤ كبارى، بجانب البحيرات القبلية التى يصل عرضها لـ٤٠٠ متر».

وعن «المنطقة الترفيهية» فى المدينة، أشار إلى الانتهاء من التبة المعروفة باسم «الريستوران» وتشغيلها للجمهور بداية من ٢٠ يوليو الجارى، مع إنجاز ٨٠٪ من أعمالها، واستكمال تنفيذ «مصاطب جلوس» بها بتصميم لم يسبق له مثيل، لاستغلال التدرج الطبيعى للهضبة الجيرية، وتحقيق أقصى استفادة من العناصر الطبيعية المبهرة فى المنطقة.