رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها الـ67.. أهم 5 أفلام تناولت ثورة 23 يوليو

جريدة الدستور

كان للأفلام السينمائية المقتبسة عن روايات أدبية لفطاحل الروائيين المصريين الصدارة في تناول ثورة 23 يوليو 1952 والتي تحل اليوم الذكرى السابعة والخمسين على قيامها. ويعد على رأس هذه الأفلام وأشهرها فيلم "رد قلبي" للمخرج والمأخوذ عن رواية يوسف السباعي التي تحمل نفس العنوان. الفيلم من إنتاج 1957، وأخرجه عز الدين ذو الفقار٬ وأنتجته السيدة آسيا داغر٬ أشهر منتجة سينمائية مصرية خلال القرن المنصرم.

يتناول الفيلم الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمصر والمصريين٬ قبل وبعد الثورة٬ وكيف أنها جعلت من إبني الجنيايني "عبد الواحد" رأسا برأس مع أولاد الباشا المتغطرس.

ــ الباب المفتوح كيف حررت الثورة "ليلي" من مخاوفها؟
في فيلم الباب المفتوح عن رواية بنفس الأسم٬ للكاتبة لطيفة الزيات٬ والتي تقدم فيها لمحات من سيرتها الذاتية. بطلة الرواية "ليلي" التي كفرت بالحب وتقاوم محاولات تحرير عقلها من هواجسه٬ تلك التي طالما قام بها "حسين" المؤمن بحرية المرأة وكونها نصف المجتمع الآخر.

كانت الثورة بالنسبة لــ ليلي بمثابة الشرارة التي أطلقت عنفوانها وتوقها للتحرر من أغلالها النفسية في المقام الأول٬ فعندما تجاهلت ليلي نداء خطيبها ووالدها في محطة القطار٬ لتتجه للقطار المتجه لبورسعيد بديلا عن الفيوم٬ حيث كان اختيار والدها وخطيبها للهرب من الغارات وطلبا للحماية والأمان. اختارت ليلي لأول مرة أن يكون مسار حياتها بيدها لا بيد الآخرين: أبيها٬ خطيبها أستاذها الجامعي المتجمد في أفكاره البالية.

اختارت ليلي أن تكون ما تريده لا أن تكون ما يريده الآخرين أم تكونه. وكان لمشهد محطة القطار دلالات جمة٬ ربما من أبرزها أنها محطة فارقة في حياتها٬ ما قبل وما بعد٬ كان اختيار ليلي للإتجاه المغاير لقطار الفيوم والإلتحاق بالمقاومة خارطة طريق لمستقبل متحرر من أغلال الأفكار العتيقة عن المرأة والتقاليد القديمة التي تحصرها في مجرد مفعول به لا فاعل رئيسي في الحياة والأوطان.


ـ في بيتنا رجل.. إرهاصات الثورة
لا ينكر أحد وجود مقاومة شعبية للاحتلال الإنجليزي من أول أيامه في مصر٬ والتي توجت بقيام الثورة٬ وفي الفيلم المقتبس عن رواية إحسان عبد القدوس "في بيتنا رجل" الذي يتناول واحدة من حركات مقاومة الإنجليز المسلحة من خلال تصفية أعوانه من المصريين.

تدور أحداث الفيلم حول إبراهيم حمدي واحد من المنخرطين في فصيل مسلح يقاوم الاحتلال٬ يغتال رئيس الوزراء الموالي له٬ وعند القبض عليه يصاب فيدخل للعلاج في المستشفي التي يهرب منها لاحقا٬ ولا يجد ملجأ سوى زميله الجامعي محيي زاهر المعروف عنه ابتعاده عن العمل السياسي والذي كان نشاطا بارزا لكل الطلاب في تلك الفترة.

تتوالى الأحداث وبعد أن يهيئ زملاء إبراهيم حمدي في التنظيم فرصة سفره للخارج٬ يتراجع عن الهرب٬ ويقرر أن يبقى في مصر ليكمل مشواره في مقاومة الإنجليز٬ بل ويستشهد وهو يفجر أحد مسكراتهم. لينتهي الفيلم بقيام الثورة والتي يقرر ضباطها الإفراج عن السجناء السياسيين خلال فترة الملكية٬ ومن بينهم محيي زاهر٬ وابن عمه.

ــ غروب وشروق.. حاشية الملك الفاسدة
في العام 1970 يقدم المخرج السينمائي كمال الشيخ٬ واحدا من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية٬ فيلم "غروب وشروق" عن قصة كتبها جمال حماد واحد من الضباط الأحرار٬ ورأفت الميهي الذي سيصير لاحقا أحد أهم مخرجي تيار الأفلام الفانتازية. يفتتح الفيلم بمشهد لإبنة رئيس القلم السياسي "مديحة" وسيارتها تتعطل علي الطريق الصحراوي. ينقذها سمير الطيار المدني٬ وما يلبث أن يتزوجها ويحكي لها عن شلته ومغامراتهم النسائية.

سرعان ما تنتاب مديحة حالة من الملل لإنشغال زوجها بعمله وسفره لأيام طويلة٬ تهاتف صديقه عصام٬ وتحدث نقطة التحول في الفيلم عندما يصاب عصام في حادثة ويذهب للمستشفي٬ فيكلف سمير بأن يذهب لشقته ويفتح لــ"مديحة" التي كان قد أغلق عليها الشقة. يصدم عصام عندما يري زوجته في فراش صديقه٬ يجرها بملابسها الداخلية إلى قصر والدها الذي يدبر لمقتله على أنه حادثة.

كان اغتيال سمير نقطة التحول في حياة أصدقائه٬ فيتحولا من حياة اللهو والإنصراف عن البلد وما يجري فيها للإنخراط في إحدي المنظمات السرية التي تقاوم الإنجليز وأعوانه وعلى رأسهم عزمي باشا. يتزوج عصام بمديحة ليكون عين المنظمة داخل بيت رئيس القلم السياسي٬ وكان لمجهوداته أثر كبير في كشف فساد الحاشية والإرستقراطية في تلك الفترة ومفاسدها التي وصلت لحد قتل الأبرياء. والتي بدورها كان لها الأثر في قيام الثور.

ــ الأيدي الناعمة.. مجتمع العاطلين بالوراثة
عن رواية لتوفيق الحكيم قام بكتابة السيناريو لها يوسف جوها وأخرجها محمود ذو الفقار 1964 نتعرف علي طبيعة مجتمع النخبة المخملي في فترة ما قبل الثورة٬ وكيف أن جلها كانت طبقة أثرياء عاطلين بالوراثة٬ يكرهون العمل ويحتقرونه٬ يرون أنهم أصحاب دماء زرقاء لم يخلقوا للعمل٬ فالعمل بالنسبة لهم لا يقوم به سوي العبيد ومن هم خارج طبقتهم. اختار المخرج أحمد مظهر ليلعب دور البرنس الذي أممت الثورة أملاكه٬ ويعيش وحيدا بعدما قاطع بناته اللاتي تزوجن بمصريين من عامة الشعب٬ بعيدا عن الأسرة المالكة.

بدخول الدكتور "حتى" وقام بدوره صلاح ذو الفقار٬ تتغير حياة البرنس رويدا رويدا٬ فيقنعه بقيمة العمل حتي ولو بشكل نفعي ليقيم أوده. وبمكيدة تدبرها ابنتاه تتنكر "صباح" شقيقة زوج إحدى البنتين في شخصية سيدة تبحث عن منزل لتعيش فيه مع والدها٬ وأنها قرأت الإعلان الذي نشره البرنس يعرض فيه قصره للإيجار. سرعان ما تتوالى الأحداث وتتصاعد ليكتشف البرنس اللعبة فيغضب٬ إلا أنه يكون قد عرف قيمة العمل وقدره.