رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سرقة علّنية.. «الدستور» تفضح تجارة صناديق القمامة في حي شبرا

جريدة الدستور

تجارة من نوع آخر، ربما لم تخطر على بال أحد، فلا تتوقع أن تجني أموالًا من وراء صناديق قمامة موجود بالشارع، رغم أن ملكيتها تعود إلى رئاسة الحي إلا أنها أصبحت عرضة للتجارة والسرقة كل يوم في أحياء ومناطق محددة.

حي شبرا، هو واحد من تلك الأحياء التي تتعرض إلى سرقة صناديق القمامة يوميًا، والذي سُرق به ليلًا عدد من صناديق القمامة على يد أحد مشرفي النظافة م.ع" 31 عامًا، بالتعاون مع أحد العمال"ت.أ" 36 عامًا؛ لبيعها بسوق الخردة بـ2000 جنيهًا للصندوق الواحد، الأمر الذي دفع الأهالي لملاحظة الأمر؛ وإبلاغ الشرطة بذلك حتى تم ضبط المتهمين.

"الدستور" انتقلت إلى حي شبرا الخيمة الذي حدث به هذه الواقعة الأخيرة للتواصل مع بعض المواطنين الذين رصدوا المتهمين بالسرقة، وقاموا بإبلاغ الشرطة، لاسيما أنها ليست الواقعة الأولي في نفس الحي، وتكررت الشكاوى من قبل الأهالي.

فتحية أحمد، ربة منزل 32 عامًا، من سكان شبرا الخيمة، وأحد الشاهدين على سرقة هذه الصناديق تقول: "استيقظت أنا وأولادي على صوت ضوضاء ودق بأدوات معدنية، وكأننا أصبحنا مجاورين فجأة لإحدى الورش، فخرج زوجي يستطلع سبب هذه الأصوات ليفاجأ بإثنين من الأشخاص، وهم يفككون صناديق القمامة باستخدام بعض الأدوات المعدنية".

تستكمل فتحية: "أنهما لم يباليا بالأمر في المرة الأولى، ولكنهما لاحظا كل مرة تحدث بها هذه اختفاء صناديق القمامة باليوم الذي يليها، لذا قررا السكّان إبلاغ الشرطة والحي بهذه الوقائع".

التقط منها أطراف الحديث، أحمد عادل 35 عامًا، مدرس يقطن بنفس الحي قائلًا: " كل يوم يختفي صندوق"، موضحًا تكرار عدد مرات السرقة، والتي تتم دون رقيب أو محاسب، وعلى الدولة أن تتصدى لمثل هذه الوقائع، بمراقبة جميع العمّال ومحاسبتهم على أدواتهم النظافة.

أحمد خلف، 33 عامًا، أحد عمال النظافة بالمنطقة، يوضح أن عاملوا النظافة مثلهم مثل الجميع منهم الأمين ومنهم السارق، مشيرًا إلى ضرورة الرقابة على مشرفي النظافة كما تتم الرقابة عليهم هم العمال حتى لا تتكرر مثل هذه الوقائع.

اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية الأسبق، أوضح أن مرحلة جمع القمامة هي أكثر مراحل منظومة النظافة احتياجًا للمتابعة والدقة، مشيرًا أنه لابد من سرعة إتمام عمليات التجميع بسرعة حتى يتم نقلها بأماكن التدوير الخاصة دون إتاحة الفرص لعمليات العبث.

قال: "كلما تتابعت مراحل تنفيذ منظومة النظافة سريعًا، كلما تضاءلت فرص الفساد والسرقات"، مؤكدًا على ضرورة الاتجاه لايجاد البدائل التي يصعب معها عمليات السرقة، ويجب على الدولة تدريب ومراقبة كل العاملين بمنظومة النظافة، باستحداث الوسائل التكنولوجيا اللازمة واستخدامها.

إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، صرحت لـ"الدستور" بأن هناك تعاونًا دائم بين المحافظة ورؤساء الأحياء بها، وبين المواطنين لرصد مثل هذه التجاوزات من سرقات وغيرها، عن طريق المتابعة والرصد لكافة العاملين بالمنطقة.

وأضافت: "ومن ثم الإبلاغ الفوري عن أيًا من المخالفات، وهنا تعمل كل من المحافظة والأحياء على الفور باتخاذ اللازم بمعاقبة من له اليد، كما أن أدوات النظافة جميعًا تعتبر عهدة يوقع على استلامها عامل النظافة، ويسلمها للعامل الذي يليه بالوردية بنفس الطريقة".

وتابعت: "وهنا لايجب لأي عامل أن يستلم عهدة ناقصة كصناديق أو غيرها دون إخطار المشرف، بينما ما حدث بهذه الواقعة هو تواطؤ المشرف نفسه مع عامل النظافة في سرقة هذه الصناديق، وهو الأمر الذي وصفته بأنه لايتكرر كثيرًا".

وشددت على أن جميع هذه المشكلات ستنتهي قريبًا بتطبيق المنظومة الجديدة للنظافة بحي شبرا الخيمة وباقي الأحياء، حسب الخطة التي تتم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتعاون المشترك بين ثلاث وزارت وهما وزارة التنمية المحلية، البيئة، ووزارة الإنتاج الحربي.

وأوضحت أنه سيضخ عدد أكبر من عاملين النظافة؛ للتغلب على قلة أعدادهم، والتي تسبب مثل هذه المشكلات حيث يتم الاستعانة بعمّال يومية مجهولين من الهيئة لسد هذا العجز، كما سيتم الدفع بالحاويات الكبيرة بدلًا من هذه الصناديق، وبذلك ستستحيل عمليات السرقة.

إبراهيم عوض، المتحدث باسم محافظة القاهرة، قال أنه تجنبًا لهذه السرقات، وغيرها من مشكلات منظومة النظافة الحالية، اتجهت محافظة القاهرة إلى تطبيق المنظومة الجديدة بالنظافة.

توضح أن غالبية صناديق القمامة الموجودة بمحافظة القاهرة تم إزالتها، ولم يتبق سوى عدد قليل منها في طريقه أيضًا للإزالة، وذلك تطبيقًا لمنظومة النظافة الجديدة، التي ستحل الحاويات الكبيرة والتي يصعب سرقتها محل هذه الصناديق، لتختفي معها مثل هذه الوقائع المشينة.