رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكين تحتضن المنتدى الاقتصادي "الصيني-الإماراتي"

جريدة الدستور

في إطار الزيارة التي يقوم بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين، احتضنت العاصمة الصينية، بكين، يوم الاثنين المنتدى الاقتصادي الصيني- الإماراتي لعام 2019، الذي شهد حضور لفيف من المسؤولين الصينيين والإماراتيين، كان على رأسهم من الجانب الصيني، يوي جيان هوا نائب وزير التجارة الصيني، ومن الجانب الإماراتي السيد سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي.

وتحت عنوان "شراكة مستدامة، استثمار مستدام"، شهد المنتدى، الذي حضره أكثر من 500 شخص، إلقاء كلمات من الجانبين الصيني والإماراتي، أكدت على عمق الروابط الاستراتيجية بين البلدين، وروجت للفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة لدى كل منهما.

وفي كلمته خلال المنتدى قال يوي جيان هوا، نائب وزير التجارة الصيني، إنه مع الاحتفال هذا العام بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين تأخذ بعدا جديدا ولا سيما على صعيد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما.

وأوضح يوي أن الإمارات تعتبر نموذجا للتنوع الاقتصادي في البلدان النامية وأهم مركز لوجستي تجاري ومالي في منطقة الشرق الأوسط والخليج، مؤكدا أنها شريك طبيعي للصين مع إمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، نظرا لما يربط البلدين من صداقة طويلة ومفاهيم تنموية مشتركة وأهداف سياسية متشابكة.

وتابع يوي أن الصين اتخذت إجراءات متعددة لتعزيز انفتاحها على العالم، شملت تسهيل نطاق الوصول إلى الأسواق ودفع بناء مناطق وموانئ تجريبية للتجارة الحرة والموافقة على قانون الاستثمار الأجنبي، ما سيخلق المزيد من الفرص التعاونية أمام الصين ودول العالم، بما فيها الإمارات.

وسعيا لتوطيد وتطوير العلاقات الصينية الإماراتية على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، قدم يوي 4 اقتراحات تتمثل في تعزيز بناء الحزام والطريق، وتشجيع التعاون الثنائي التجاري والاستثماري، وتعميق التعاون الابتكاري في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والاقتصاد التشاركي، إضافة إلى الحفاظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف بشكل مشترك.

ومن جانبه قال سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، إنه مع مرور 35 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، باتت الروابط بين البلدين أوثق وتمثل نموذجا عالميا حافلا بالإنجازات والتعاون المشترك حيال مختلف القضايا.

وأوضح المنصوري أن دولة الإمارات عازمة على بذل الجهود لمواصلة الارتقاء بعلاقات البلدين، التي وصلت اليوم إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مدفوعة بالرغبة المشتركة والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين.

ووصف وزير الاقتصاد الإماراتي الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي إلى الإمارات بالتاريخية، لافتا إلى أن تلك الزيارة أسفرت عن توقيع 13 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون وشراكة واستثمار في مجالات حيوية عديدة شملت الطاقة والطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية والزراعة والأمن الغذائي والخدمات المالية وغيرها.

وحول العلاقات التجارية بين البلدين، قال المنصوري إن الصين تعد، وللسنة الخامسة على التوالي، هي الشريك التجاري الأول عالميا للإمارات في التجارة غير النفطية، حيث بلغ حجم التبادلات التجارية غير النفطية بين البلدين أكثر من 43 مليار دولار في عام 2018.

وأوضح المنصوري أن الإمارات تضم أكثر من 4000 شركة صينية و327 وكالة تجارية صينية ونحو 6600 علامة تجارية صينية مسجلة حتى نهاية عام 2017، فيما بلغ رصيد الاستثمارات الصينية المباشرة في الإمارات حتى العام ذاته 4.6 مليار دولار.

واستطرد وزير الاقتصاد الإماراتي قائلا إن الصين هي سابع أكبر مستثمر في الإمارات، حيث شهدت الاستثمارات الصينية في الإمارات قفزة كبيرة خلال الفترة من 2013 إلى 2017 بنسبة تقدر بنحو 276 في المائة، ما يعكس الأهمية الكبيرة للأسواق الإماراتية بالنسبة للشركات الصينية.

وحول مبادرة الحزام والطريق، أشار المنصوري إلى أن حضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي ببكين في أبريل الماضي، مثل رسالة مهمة تعكس ثقة الإمارات بهذه المبادرة وإيمانها بقدرتها على دفع الاقتصاد العالمي قدما.

وأشار إلى أن هذه الدورة من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي شهدت إطلاق مشاريع ضخمة في دبي، أبرزها مجمع "سوق التجار" باستثمارات صينية تصل إلى 2.4 مليار دولار، و"سلة الخضروات" بتمويل من صندوق الاستثمار العربي الصيني بقيمة مليار دولار.

كما شهد المنتدى توقيع 19 مذكرة تفاهم واتفاق تعاون وشراكة واستثمار بين الجانبين الصيني والإماراتي في العديد من المجالات، والتي بدورها ستمنح زخما جديدا للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتعزز الروابط الثنائية والتبادلات فيما بينهما.

وخلال المنتدى قام مسؤولون إماراتيون معنيون بالترويج للاستثمار والتجارة في الإمارات، بتقديم عروض لتعريف الحضور بالفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة في دولة الإمارات.