رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنة أولى رعاية.. هكذا تؤهل الكنيسة الأساقفة والكهنة قبل بدء خدمتهم

جريدة الدستور

تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم السبت طقس أولى تجليس الأساقفة الجدد خلال الشهر الجاري وهم الأنبا ثاؤفيلس أسقف منفلوط على أن تجلس الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بأخميم، على أن تجلس أسقف البحر الأحمر الأنبا إيلاريون في27 يوليو الجاري.

ووفقا لقرار المجمع المقدس والذي يعد الأول من نوعه عندما أقرت لجنه الإيبارشيات في اجتماع المجمع في يونيو الماضي بتأجيل تجليس الأساقفة الجدد فترة من شهر إلى 3 أشهر حتى يتفرغ الأسقف للدراسة وتبادل الخبرات الإدارية والمالية والتنظيمية ومواجهة المشكلات، ذلك الأمر لا يقتصر فقط على الأساقفة بل الكهنة أيضًا والذين يجتازون دورات تدريبية قبل بدء الخدمة الكنسية بشكل فعلى، وترصد "الدستور" التفاصيل الكاملة لتأهيل أساقفة الكنيسة والكهنة إلى الخدمة الكنسية:

*خبرة عملية للأساقفة بالإيبارشيات
أوصى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال قداسات سيامات الأساقفة الجدد بالشهر الماضي بضرورة استضافة الأساقفة المجلسين بالكنيسة والإيبارشيات للأساقفة الجدد لكي يطلعوا على أمور الخدمة الكنسية بالإيبارشيات المختلفة على مدار شهر كامل حتى مراسم تجلسيهم رسميًا.

وقام الأساقفة الجدد بزيارة الإيبارشيات منها شرق السكك الحديد والذي استقبل الأنبا مارتيريوس أسقف كنائس الشرق السكك حديد الأنبا متاؤس أسقف دير العذراء بأخميم والأنبا مكاريوس أسقف المنيا عندما استقبل الأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر وذلك للوقوف على النظم الإدارية والمالية قبل تجليسهم
وكشف مصدر كنسي أن من أهم الأمور التي أطلع عليها الأساقفة الجدد خلال زيارتهم للإيبارشيات قبل تجليسهم هي قداسات السيامات.

وأشار المصدر الكنسي لـ"الدستور" إلى أن عدد من الأساقفة قد حضر قداسات السيامات للكهنة بالإيبارشيات المختلفة خلال فترة التدريب التي يجتازونها، وذلك في إطار حرص الكنسية على معايشة طقس سيامات الكهنة الجدد استعدادًا لتطبيقه في كنائس الإيبارشيات التي سيجلسون عليها.

وأكد المصدر أن الإيبارشيات التي استضافت الأساقفة الجدد قبل تجلسيهم حرصت أيضًا على إطلاعهم بأمور الخدمات الكنسية من حدمات الشباب والأطفال وكبار السن وغيرها من الخدامت بالإيبارشيات.

وأوضح أن غالبية الإيبارشيات التي استضافت الأساقفة لجدد خلال فترة تدريبهم على الخدمة قد استمرت فترة ضيافتهم بكل إيبارشية ما لايقل عن يومين يشاركون خلالهم في ترأس الصلوات الخاصة بالعشية والقداسات بالإضافة إلى الإجتماعات الروحية لفئات مختلفة بالإيبارشية، وذلك للحرص على اكتسابهم خبرات بالأمور الكنسية لمختلف الفئات العمرية عقب تجليسهم رسميًا على كرسي إيبارشيتهم.

* دورات للأساقفة للتدريب على إدارة الخدمات الكنسية
تضمّن برنامج تأهيل الأساقفة الجدد عقد لقاءات مع البابا تواضروس ودورات تدريبة في معهد النظم والإدارة والتابع للبطريركية.

وفسر الأنبا دانيال أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس أن الكنيسة الأرثوذكسية
وجدت عند ذهاب الأسقف مباشرة الى مقر إيبارشيته يمتلك الخبرة الروحية الكافية لإدارتها ولايمتلك الخبرة الإدارية التى تساعده على نجاح الخدمة بالإيبارشية فحددت الكنيسة هذة الفترة والتي تتراوح بين شهر إلى ثلاث أشهر لكى يتأهل الأسقف الجديد بارشاد من البابا وكبار مطرانة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذيين يتفقدون إيبارشيتهم.

بالإضافة إلى حرص الكنيسة على تأهيلهم في تدريبات الإدارة وكيفيتها وكيفية إدارة الأمور المادية بحيث عند سفره أو زيارته لإيبارشية يتمتع بخبرة إدارية جديدة.

أما عن إمكانية تأهيل الأب الأسقف بكورسات في معاهد الإدارة التى انشائها قداسة البابا تواضروس الثاني منذ توليه أكد الأنبا دانيال في تصريحات صحفية له أن الكثير من الأساقفة يخضعون لهذه الكورسات فيتم تأهيلهم على إدارة الإيبارشيات بشكل متكامل وهذا الأمر يخضع في معهد التنظيم والإدارة الذي يتبع الكاتدرائية فتم تدريبهم 6 أيام على مدار 3 أسابيع مؤكدا أن أغلب الأساقفة يتم اختيارهم من بين الرهبان الذين خدموا في العالم ولهم احتكاك مباشر بالخدمة خلافا على خبرته بالنواحى الإدارية بالدير.

ومن ناحيته أكد الأنبا غبريال أسقف بنى سويف أن تأجيل تجليس الأساقفة الجدد يرجع الى اكتساب خبرات جديدة والمامهم بعلوم الإدارة وغيرها من النواحى الإدارية من خلال زيارتهم الإيبارشيات والحصول على كورسات في الإدارة والتدريب على النواحى المالية.

أما على مستوى الكنيسة الكاثوليكية أكد الاب هانى باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر أكد في تصريحاتًا خاصة لـ "الدستور"، أن الفاتيكان ينظم سنويا مؤتمر في الفترة من5 ل 12 سبتمبر من كل عام لتأهيل الأساقفة الجدد بيتم فيه تأهيل المطارنة من النواحى الإدارية وغيرها.
مضيفًا إن المطارنة لديهم المعرفة المسبقة في القانون خلال دراستهم بالكلية الإكلريكية والذي يتم تأهيل المطران خلال دراسته تأهيل كاملا؛حيث يدرس المواد الخاصة بالإهوت والقانون الكنسي والفلسفة والعلوم الإنسانية بالكلية الإكلريكية.

*شهرين مدة تدريبات الكهنة قبل بداية خدمتهم

لم يقتصر الأمر على الأساقفة فحسب، فكما يتعامل الأساقفة مع الشعب، فكذلك يتعامل الكهنة من قساوسة وقمامصة، الذين يعتبرون الفئة الاكثر تعاملا مع الرعية، حيث تنظم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، دورات تدريبية متخصصة للكهنة "القمامصة والقساوسة"، يتولى مسؤوليتها معهد المشورة الكنسية بالمعادي، برئاسة الأنبا دانيال، أسقف المعادي للأقباط الأرثوذكس.

بدأت الدورات المشار اليها للمرة الأولى في ابريل 2015، وتُدرس بالنسبة لرعاة القاهرة الكبرى في كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للاقباط الارثوذكس بمنطقة كوتسيكا بايبارشية المعادي، حيث مقر معهد المشورة، وتستمر 8 اسابيع للدورة الواحدة، وبالنسبة لرعاة الاقاليم فتدرس لهم في فروع معهد المشورة بالايبارشيات المختلفة من قبل محاضرين معتمدين من المعهد.

وفي تصريحات سابقة قال الأنبا دانيال، أسقف المعادي والنائب الباباوي وسكرتير المجمع المقدس، أن الكنيسة القبطية الارثوذكسية حرصت كل الحرص على تنظيم تلك الدورات استهدافا منها لمساعدة ودعم الرعاة – لاسيما الجدد منهم، على التغلب على اللمشاكل التي تواجههم في عملهم الرعوي، ولمشاعدتهم على التعامل بسلاسة بفئات الشعب المختلفة من الناحية البيئية والتربوية والعمرية.

وتأتي أهمية ذلك في قيام الراعي باتمام طقوس سر "التوبة والاعتراف" والمتمثل في استماع الكاهن لكافة خبايا وأسرار المعترف مما يتطلب أن يكون لدى الكاهن خبرة في التعالم مع المشاكل وخصوصًا السرية منها كالانحرافات الشبابية والسقطات الجنسية، بالإضافة إلى التأكيد على عنصر "قبول" الكاهن لابناؤه في الكنيسة من خلال اكتساب عدة مهارات مثل التعاطف والاستماع الجيد.

الاب أ. م، أحد القساوسة الذي تمت رسامتهم حديثًا –طلب عدم ذكر الاسم، قال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه حينما رسم قضى فترة الأربعين يوما التأهيلية الخاصة به في دير الانبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادي النطرون، مؤكدًا أنه خلال تلك الفترة شارك بالحضور في دورة للكهنة الجدد، درس خلالها عدة محاضرات هامة قام بالتدريس بها عدد من المحاضرين جاء اهمهم وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي – وبحسب تصريحاته- حرص على لقاء كل راعي والتقاط الصور التذكارية معهم.

واشار الأب المرسوم حديثا الى أن الدورة التدريبية التي درسها اشتملت على 3 أركان الأول هو الركن النفسي لتأهيله للتعامل مع كافة الانواع من البشر لا يكون أبا لهم جميعا دون تفرقة بين فرد واخر حتى غير الاسوياء منهم، والركن الثاني هو الركن الكنسي ليتعلم كيف يصبح راعيا كنسيا وكيف يتمم طقوس الصلوات وعلى راسها القداس الالهي، يضاف الى ذلك الركن الاخير وهو الركن الروحي كي تطمئن الكنيسة على حياة الراعي الروحية والتي يجب ان ينقل اختباراتها الى أبنائه في الكنيسة لاسيما المعترفين عنده والذين يستمعون الى عظاته.