"الدستور" داخل أول محلج مطور للقطن بالفيوم (فيديو)
منذ أكثر من قرن من الزمان عندما أنشأ الإنجليز منظومة صناعة حلج القطن والغزل والنسيج في مصر عام 1892، مر القطن المصري وصناعة الغزل والنسيج بفترات ازدهار كبرى حول العالم، لكن مع تقادم المكينات التي أدخلها الإنجليز لمصر لم تهتم الحكومات السابقة بتطوير صناعة الغزل والنسيج وحلج القطن حتى تعرض لفترات انكسار وخسائر وصلت مؤخرا إلى 2.5 مليار جنيه.
ومع اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنمية الصناعة المحلية وعودة القطن المصري لمكانته وسمعته العالمية، وضعت الدولة خطة لتطوير المصانع ومحالج القطن بتكلفة إجمالية بلغت 21 مليار جنيه، بدأت بتطوير محلج قطن الفيوم بتكلفة استثمارية بلغت 250 مليون جنيه بعد تعاقد مع مكتب وارنر الأمريكي للاستشارات وبصناعة هندية للماكينات وتكنولوجيا أمريكية لحلج القطن المصري طويل التيلة حتى يعود للمنافسة في الأسواق العالمية.
"الدستور" زارت أول محلج مطور للقطن بالفيوم تم التشغيل التجريبي له مطلع الشهر الجاري عقب زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ووزيري قطاع الأعمال العام والزراعة لتلقي الضوء على بشائر التنمية الاقتصادية التي أجرتها الدولة.
250 مليون جنيه تكلفة التطوير
قال المهندس علي غالي، رئيس شركة مصر لحليج الأقطان، إن التكلفة الاستثمارية للتطوير تبلغ 250 مليون جنيه، حيث رصدتها الدولة من أجل تطوير المحلج.
وأضاف غالي أن تطوير المحلج بالتكنولوجيا الحديثة سيساهم في عودة القطن المصري لسمعته ومكانته للمنافسة في الأسواق العالمية.
بداية تطوير المحلج
بدوي أبوهيف مدير محلج الفيوم المطور، قال إن محالج الأقطان في مصر لم يتم تطويرها منذ الإنجليز لنا أكثر من 100 سنة لم يتم تطويرها إلا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بدأت الدولة حاليا في تطوير الغزل والنسيج وتم البدء بمحلج الفيوم.
وأضاف أبو هيف أنه تم استخدام التكنولوجيا الحديثة مع تقليل العنصر البشري، حيث أن العمل في المحلج القديم لم يكن مناسب للبيئة وغير جيد.
مرحلة تنظيف القطن من الشوائب
وقال أبو هيف إن القطن يوضع في الحوش الموجود بالخارج، حيث يتم تضريبه، ويأتي القطن في المحلج ثم يدخل للبريمة عقب تنظيفه ومن خلال ضخ الهواء ينزل للمخازن أسفل ماكينات المحالج الجديدة، مشيرا إلى أن البذرة الخاصة به تُفصل وتذهب لمعاصر زيت بذرة القطن.
ولفت إلى أن القطن يُسحب عبر التكنولوجية الأمريكية وتصنيع معدات هندية ويوجد مصايد تسقط فيها الشوائب ويتم تنظيف القطن وفرده.
وأشار إلى أن المرحلة التالية يتم سحب القطن أليا ويدخل علي جهاز مجفف إذا كانت هناك نسبة رطوبة ثم يتم دخوله لمرحلة الحلج.
مرحلة الحلج
يتم حلج القطن عقب تنظيفه من الشوائب ويتم تشغيل المحلج ويبدأ القطن ينزل علي مرحلة الحليج وفصل البذرة عن الشعر والشعر يتم سحبه وشفطه في المواسير ثم يتم تنظيفه وتنزل البزرة في بريمة ثم تنزل في المكان المخصص لها من أجل تخزينها لنقلها لمصانع العصر.
ولفت إلى أنه يوجد 12 وحدة والوحدة منظومة حليج تحلج من 8 لـ10 قنطار في الساعة الواحدة بينما الطاقة القصوي خلال 24 ساعة، موضحا أنه في اليوم يتم حلج 2000 قنطار وفي مرحلة التشغيل التجريبي تم حلج 800 قنطار.
وقال إن التكنولوجيا الجديدة ساهمت في تنظيف القطن نظافة عالية للغاية وتم تجريبه في صنف جيزة 95 من الصعيد وجيزة 94 من المحلة والقطن المصري أما طويل التيلة أو متوسط الطويلة.
على مساحة 10 أفدنة
ويقول محمد عبد اللطيف مهندس فني بالمحلج، إنه تم البدء في تطوير المحلج من سنة وشهرين وهذه الأرض مساحتها 10 أفدانة كانت من ضمن الشون التابعة للمحلج كونها من خارج نطاق الحيز العمراني وهي على الطريق الدائري وقريبة للغاية من منطقة الإنتاج حيث توفر من تكاليف النقل.
المرحلة الثانية من التطوير
وأوضح أن الدولة رصدت 250 مليون جنيه، تم صرف حتى الأن ما يقرب من 150 مليون جنيه والمرحلة الثانية ستكون إنشاءات إدارية للمواظفين واليهئات التي تشرف على القطن من الوزارات الأخري ومظلات وورش.
ولفت إلى أنه تم الانتهاء من مناطق التشغيل والإنتاج وهناك مكان جاهز للمعصرة يتم توريد المعدات الخاصة به من أجل التشغيل.
وأوضح أنه تم صرف من الـ250 مليون جنيه، 42 مليون جنيه قيمة معدات مستودرة من الهند وباقي التكلفة إنشاءات، والمشروع تم على مرحتلين، الأولى إنشاء عنبر الحليج وعنبر التضريبة ومبنى فصل البذرة والمباني الخدمية وغرفات المحولات.
وأوضح أن عدد العمالة بلغ 60 عاملا، وتم إجراء تجارب على 5 آلاف قنطار ووصلنا لأفضل النتائج وحصلنا على 5 آلاف قنطار قطن جيزة 94، وأرسلنا النتائج لهيئة تحكيم القطن، ووصلت لأفضل النتائج وأصبح لدينا بالة على أفضل مستوي وخالية من الشوائب.
ولفت إلى أن القطن المصري له سمعة جيدة في الخارج، وكان ينقصتا الحفاظ على الجودة وبالطريقة الحالية نستطيع المنافسة مع الأقطان الأمريكية وسيتم رفع سعر الأقطان بعد إدخال هذه التكنولوجيا الحديثة.