رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علوان الجيلانى: نجيب محفوظ أصبح رمزا عالميا بعد نوبل (2_2)

جريدة الدستور

يكشف علوان جيلانى، الشاعر اليمنى فى الجزء الثانى من حواره للدستور، عن دور نجيب محفوظ فى الأدب العربى، وحال المشهد الثقافى فى الوطن العربى، وإلى نص الحوار:

*هل ترى أن نجيب محفوظ هو من وضع الأدب العربي في بؤرة الاهتمام العالمي بعد نوبل؟
نجيب محفوظ فعل أكثر من ذلك قبل أن يحصل على الجائزة، لقد غير زاوية النظر إلى السرد، وضع الكتابة الروائية في قلب اهتمامات الكاتب العربي، ومن خلال اخلاصه سنوات لمشروعة السردي شكل حالة أحب الكثيرون في أنحاء البلاد العربية تمثلها، شخصيًا فرحت بفوز محفوظ بنوبل كنت عام فوزه أنتقل من ثانية ثانوي إلى ثالثة ثانوي وكنت قد قرأت أربعين رواية له، كنت أذاكر حين سمعت الخبر من إذاعة مونت كارلو فبكيت، كان من كثرة قراءتي له قد صار أبي، وبعد نوبل تحول إلى رمز عالمي.

*يرى عدد من المفكرين العرب ممن ينتمون للثقافة العالمية مثل أمين معلوف أن الرهان في القرن الحالي على الثقافة.. كيف يكون ذلك في ظل ما نشهده من اتجاه نحو التسلح النووي؟
الاتجاه إلى التسلح النووي يظل محكومًا بتوازنات دولية لا مناص منها، ولا يمكن الرهان على القوة النووية من أجل أن تكون أمة حاضرة، أما الرهان على الثقافة فهو ميدان صراع يمكن أن يكون متاحًا لكل الأمم، شرطه الحرية وتنمية الانسان وبناء مؤسسات ثقافية فاعلة، والقدرة على الابتكار والتشويق والتسويق والتأثير.

*الشعر العربي يشهد طفرة مع انتشار قصيدة النثر.. كيف ترى المسألة؟
الطفرة في قصيدة النثر موجودة منذ وقت لكن سهولة النشر ساعدت على رؤية الأصوات والتعرف عليها، هناك طفرة في جميع في فنون الكتابة، السرد أيضًا يشهد طفرة أكبر، لكن الأهم من ذلك كله هو الجودة، ولكي نعرف مدى الجودة نحتاج إلى قراءات طويلة ومتأنية.

*وماذا عن النقد؟
النقد غائب حاضر، غائب بسبب قلة عدد النقاد وعدم قدرتهم على مواكبة ما يُكتب، وحاضر من خلال الجهود التي تقدمها القلة القليلة من محاولات دائبة لتقديم قراءات حارّة ومتحررة من كآبة المناهج الصارمة، لكنها تظل قليلة أمام هذا السيل الهادر من المنتج الابداعي.

*مع تداخل الأشكال الأدبية، هل انتهت الحدود بين الأجناس الأدبية؟
الميديا بكل تجلياتها تساهم اليوم في تقديم نماذج من التداخل لم تكن تخطر على البال، لا أدري إن كنا نكسب بهذا أم نخسر ؟ لكن ما يحدث ممتع على أية حال. أما الإجابة فلا استطيع الجزم بنهاية حقيقية.

*يرى البعض أن التحولات المتتابعة في العقود الأخيرة تؤدي إلى نهاية فن الشعر.. كيف ترى المسألة؟
الشعر توأم الوجود الانساني لا يستطيع أي تحول تكنولوجي أو ثقافي أن يمنع قلب الانسان أن ينبض وأن تفيض مشاعره تجاه حالات الوجود مثل الحب والموت والغضب والحرب وجمال الطبيعة وجمال الانسان نفسه، مادام هناك قلب ينبض ومشاعر تجيش ورغبة في الغناء سيظل الشعر موجودًا، نحن فقط اعتدنا أن يكون الشعر حاضرًا في كل شيء، الشعر- فقط- ترك بعض المناطق لفنون أخرى، لم يعد الشاعر صوت القبيلة او مداح الحاكم وهجّاء العدو، صارت القنوات الفضائية هي من يقوم بذلك.

*لديك حياة وندوات مستمرة فى القاهرة.. هل ننتظرها في كتاب يحمل عنوان مشاوير الجيلانى في مصر؟
أنا أعشق القاهرة عشقًا كبيرًا وقد راكمت فيها تجارب كثيرة، العام الماضي صدر لي كتاب شعري نسجت فيه حزني لرحيل أبي بروح القاهرة وأمكنتها الحميمية، ولدي كتاب جديد هو ابن هذه المدينة الرائعة، وهناك مشاريع قادمة.