محكمة كولومبية تبقى حظرا على الرش الجوى لمحاصيل الكوكا بمادة الجليفوسات

أبقت المحكمة الدستورية الكولومبية، على حظر قضائي بشأن رش مبيد الأعشاب الضارة "جليفوسات" على محاصيل الكوكا غير المشروعة، مشيرة إلى أنه يتعين على الحكومة أن تثبت أولا أن هذا المبيد ليس ضارا على صحة الإنسان والبيئة.

كانت حكومة الرئيس إيفان دوكي قد طلبت من المحكمة رفع الحظر، مشيرة إلى أن الجليفوسات، الذي يشتبه في أنه مادة مسرطنة، هو أداة ضرورية لمكافحة تجارة الكوكايين.

وقالت الحكومة في دفوعها بأن الجليفوسات هو الوسيلة الأنجع للقضاء على الكوكا وبالتالي فأنه ينقذ الأرواح، لأنه يمكن أن يحل محل الاقتلاع اليدوي لنبات الكوكا، الذي يستخلص منه الكوكايين، من جانب جنود سوف يتعرضون للخطر جراء دخولهم مناطق ألغام يزرعها تجار المخدرات.

لكن المحكمة أبقت على الشروط الصارمة التي حددتها في وقت سابق، بما في ذلك الاضطرار إلى تقديم دليل علمي على أن الجليفوسات آمن، وأنه ويتعين عليها التشاور مع المجتمعات المحلية في المناطق التي تحدث فيها عمليات الرش، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

ومع ذلك، قالت المحكمة إن الحكومة ليست بحاجة لإثبات الغياب التام لأي ضرر محتمل، لأن ذلك سيكون مستحيلا من الناحية العملية.

وقالت وزيرة العدل مارجريتا كابيلو إن الحكومة ستسعى للحصول على إذن من المجلس الوطني لمكافحة المخدرات: "لاستخدام الرش الجوي كأداة أخرى في الحرب على المحاصيل غير المشروعة".

وفشلت جهود بذلت على مدار عقود ومليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية في كبح تجارة المخدرات في أكبر دولة منتجة للكوكايين في العالم، حيث ارتفعت المساحة المزروعة بالكوكا إلى 171 ألف هكتار في عام 2017، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

وتبلغ قيمة الكوكايين الذي يمكن تصنيعه في تلك المنطقة 7ر2 مليار دولار في السوق المحلية.

وتم رش نحو 8ر3 مليون لتر من مبيد الجليفوسات في منطقة نارينو، بجنوب غربي البلاد، التي تنتج معظم محصول الكوكا في البلاد، خلال الفترة من 2005 حتى.2014

يشار إلى أن النمسا أصبحت هذا الشهر أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحظر الجليفوسات، بعد أن واجهت مجموعة من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة بسبب مزاعم بأنه يسبب السرطان.