رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجيار" يقدم رؤية نقدية لأربعة من شعراء الأقصر ببيت الشعر

الجيار يقدم رؤية
"الجيار" يقدم رؤية نقدية لأربعة من شعراء الأقصر ببيت الشعر

نظم بيت الشعر بمقره بطريق الكباش بالأقصر، ندوة نقدية حول تجارب مجموعة من شعراء الأقصر، قدم فيها الأستاذ الدكتور شريف الجيار إضاءة حول تجارب الشعراء: أشرف فراج في ديوانه "أنغام المداد لا تجف" والشاعر محمد جاد المولى في ديوانه "جارحة الطين" والشاعر محمود الكرشابي في ديوانه "كشحاذ يمسك دفترًا" والشاعر حسن عامر في ديوانه "أكتب بالدم الأسود".

وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي ملقيا الضوء على نماذج من السيرة الذاتية لضيف اللقاء الدكتور شريف الجيار قال فيها إنه ناقد أكاديمى، أستاذ النقد والأدب المقارن بآداب بني سويف مصر، وله دراسات نقدية في العديد من الروايات المصرية والعربية ومن دراساته:
1- التداخل الثقافي في سرديات إحسان عبد القدوس.
2- شعر إبراهيم ناجي دراسة أسلوبية بنائية.
3- أثر ألف ليلة وليلة في السرد المصري المعاصر.
4- السارد الإثنوجرافي في أدب جمال الغيطاني الروائي.
- وكيل وزارة الثقافة المصرية سابقًا.
- ناقد أكاديمي ومترجم.
* حاصل على Post Doctorate فى النقد الأدبى والأدب المقارن- جامعة شيكاجو – الولايات المتحدة الأمريكية 2010م.

بدأ الدكتور شريف الجيار حديثه مطوِّفًا حول تجارب الشعراء، حيث بدأ حديثه عن الشعر بوصفه نص مجازي متخيل يعتمد على الانحراف اللغوي الذي يدخل على الكلمة فيغير معناها أو دلالتها، متحدثًا بعد ذلك عن ديوان "أكتب بالدم الأسود" للشاعر حسن عامر حيث يطرح الشاعر نصوصًا كونية شعرية إنسانية، عبر دلالة جمالية تصاعدية، تنطلق من الأنا الغنائية، مرورًا بالنحن الجمعية، ووصولًا إلى الدراما الشعرية، حتى يحلق النص في الأفق الإنساني الرحب، الذي يعاني من راهن مأزوم، على الصعيدين القومي والدولي، وذات تبحث في معظم حالاتها عن الغد والمستقبل، والأغنية المفتقدة، وسباق مفعم بالإصرار والتحدي الوجودي، حتى تتخلص الذات والإنسان والعالم من الهزيمة ويصل إلى الحرية المفقودة، لذا فالذات الإنسانية في هذا الديوان تعلن قيادتها وانتصارها للفقراء والمهمشين والجياع ليعبر بها نهر الظلمات الإنسانية:
سأصعد الجبلَ الذي كوَّنتُهُ
وأقول للزمن الذي ما زالَ يمضي
للسموات التي تمتدُّ
للأنهارِ في جريانها،
للأرضِ في دورانها
سأقولُ لم أتعب ولم تضق الجهاتُ عليّ.

ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن ديوان الشاعر أشرف فراج " أنغام المداد لاتجف" حيث استهل الحديث بقصيدة يقول فيها الشاعر:
أنا دورة واحدة
ربما شهقة غير أني اكتمال الحقائق.

متنقلًا بين قصائد الديوان التي تنوعت بين الشعر العاطفي والقصائد الذاتية التي وقعت أحيانًا في دائرة الألفاظ المعجمية التي لا يمكن قراءتها بعيدًا عن المعجم مما يحرم القصيدة لحظة الانسجام، لكن الديوان في معظمه تنويعات من الغنائية والفلسفة، والرمزية التي تمنح الدلالة الأبعد للكلمات، وقد هيمن الحس الفلسفي على بعض النصوص، وثنائية الموت والحياة، وكثيرًا ما تتمسك القصيدة بالشكل التقليدي واللعب على حرف الروي والجناس الناقص والسؤال أيضًا الذي يمنح النصوص ثراءً فالديوان في مجمله سؤال وجودي كبير.

ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن ديوان" كشحاذ يمسك دفترًا" للشاعر محمود الكرشابي وهو عبارة عن يوميات ومشاهدات بائع متجول، والديوان ينقسم إلى ثلاث أقسام القسم الأول: الزبائن وهو بناء شعري يقوم على حركة السرد البصري فيما يشبه السيناريو ليقدم لنا أنماطًا إنسانية بسيطة من واقعنا المصري ويعتمد في ذلك على الماضي الآني بوصفه سياقًا سرديًا.

وحين يتحدث عن عزة "سيدة العوانس" يقول:
عن عزة أحكي لكم
أجمل العوانس
حورية غادرها القطار
دليل عمى الرجال
عن حجرة مملوءة عن آخرها بالمواعين والمفارش والملابس والأحلام
عن صغار ينامون في عينيها
ولا ينزلون لرحمها.

والقسم الثاني من الديوان: البضاعة حيث يعتمد فيه على الرموز ذات الدلالات الواسعة مثل الحصير وهو رمز للوحدة الإفريقية كذلك ملاءة السرير والبطانية، ثم بعد ذلك القسم الثالث من الديوان: المصلحة حيث يلقي فيه الشاعر الضوء على تاجر الجملة وسائق النصف نقل والكمبيالة وبائع العسل كل هذه الرموز بوصفها نظريات اقتصادية.

ثم اختتم الدكتور شريف الجيار حديثه مع الشاعر محمد جاد المولى وديوانه " جارحة الطين" حيث تحدث عن درامية القصيدة في شعر محمد جاد ( قلتُ، قالت)
لا غير وحدتي أريد لا
ولا سوى لوحشتي أحن
قلت سيدي وما عليّ
أنا لا يشق في الهزيمة لي غبار
ولا يقر في الشتات لي قرار
أنا سيد الأحزان فارس الانكسار

ويغلب على بعض قصائد الديوان الغنائية الرافضة لعالمها مثل قصيدة جارحة الطين، والعاطفة التي هي مصدر الحياة مثل قوله:
أتهجى من عطركِ
جغرافيا الصحراء.
والذات الشاعرة عند محمد جاد المولى حلمها مؤجل لذا تأتي شعرية الديوان مفعمة بطرح الأسئلة الناجمة عن أزمة الذات مع واقعها.