رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تخطي 36% من طلاب الثانوية العامة مجموع الـ90% هذا العام؟

جريدة الدستور

رغم حالات الانتحار والاعتراضات العديدة، التي رافقت نتيجة الثانوية العامة منذ ظهورها، إلا أن الأرقام والإحصائيات الرسمية التي خرجت من قبل الجهات المعنية بشأن النتيجة، كشفت عن مؤشرات غريبة ربما تشهدها الثانوية العامة للمرة الأولى.

بمراجعة سريعة للأرقام نجد أن نسبة المتفوقين مقارنة بالأعوام الماضية أعلى، فكشف الإحصاء الصادر عن وزارة التربية والتعليم، أن نسبة الطلاب الحاصلين على مجموع 95% إلى 100% هذا العام يقرب من 17%، وكذلك الحاصلين على 90% إلى 95% مثّلوا نسبة 19% من الطلاب، ليأتي المجموع الإجمالي للطلبة الحاصلين على نسبة أعلى 90% فأكثر هذا العام حوالي 36% من إجمالي طلاب الثانوية العامة.

وهي النسبة التي تعبر عن ارتفاع غير مسبوق بأعداد المتفوقين في هذه المرحلة الدراسية، بمعنى أن ثلث طلاب الثانوية العامة لهذا العام كانوا من المتفوقين، فهل يمثل هذا الارتفاع مؤشرًا إيجابيًا بنظام التعليم المصري؟ "الدستور"حلّت ذلك اللغز من خلال خبراء التعليم".

كمال مغيث، الخبير التربوي يرى أن معدلات الارتفاع في أعداد المتفوقين هذا العام بالثانوية العامة مؤشر جيد، غيد أنه ما زالت امتحانات الثانوية العامة تعتمد على اختبارات تقيس قدرة الطالب في مهارتي الحفظ والتذكر فقط، وتغفل مهارات أخرى كثيرة لدى الطالب كالذكاء والفهم.

ويشير إلى أن هذا الارتفاع لا يتسق والمنحنى الجرسي لمعدلات النجاح المثالية بالأعوام الدراسية، فالمنحنى المثالي يقتضي تفوق عدد قليل من الطلبة ونجاح أعداد كبيرة ورسوب أعداد قليلة كذلك، وهو ما لم يحدث بنتائج الثانوية هذا العام.

ويوضح أن ارتفاع أعداد المتفوقين يتعارض مع ما صرح به وزير التعليم من قبل، وهو أنه لم يعد هناك ارتفاعات كبيرة في مجاميع الثانوية العامة بالمستقبل، مما يدعو لإثارة بعض الشكوك حول تواجد حالات من الغش الجماعي قد حدثت داخل بعض لجان الامتحانات أدت إلى ذلك.

يضيف: "وزارة التربية والتعليم ما زالت تتجه بخطواتها الأولية نحو تطبيق خطتها الجديدة المتعلقة بنظام الثانوية العامة، ولم تنته من تنفيذها بعد حتى نستطيع القول بأن نجاح هذه المنظومة متعلق بارتفاع معدلات التفوق بالثانوية.

أحمد سالم، الخبير التعليمي، والباحث في تطوير منظومة التعليم، يوضح أن مؤشرات التفوق هذا العام تدعو إلى القلق والخوف، خاصة مع استمرار أزمة نظام الثانوية العامة، التي لا تزال عبئًا على كاهل الطالب وأسرته بالكامل.

ويستطرد بقوله أن هذا الارتفاع بمعدل تفوق طلاب الثانوية من شأنه الضرر بمصلحة الطلاب أنفسهم، وذلك من خلال الارتفاع الموازي الذي سيحدث لدرجات قبول كليات القمة، مشيرًا إلى أن درجات القبول بالكليات تتحدد حسب مؤشرات نتائج الطلبة، مما يؤدي معه إلى حرمان الكثيرمن الطلاب الدخول بالكليات التي يرغبون فيها.

ويضيف: "نظام الثانوية العامة يحتاج إلى استخدام الوسائل التكنولوجيا في طرق التدريس؛ للخروج بجيل يستطيع مواكبة تكنولوجيا العصر الحديث، وتطبيق هذه التكنولوجيا بآليات التصحيح لضمان دقة نتائج الطلبة بالصورة المرجوة".

ويشدد على ضرورة دعوة الخبرات المصرية المهاجرة، وتهيئة سبل العمل لهم بمصر حتى يتسنى خلق منظومة تعليمية قوية لا تعتمد على التفوق بالحفظ والتلقين، ولكن تعتمد على التفوق بمستويات الذكاء والإبداع الحقيقي.

"الامتحانات لم تميز بين مستويات الطلاب المختلفة"، بتلك الكلمات فسرت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم، ارتفاع نسب التفوق بالثانوية هذا العام، موضحة أن هذه النتيجة تؤكد أن الامتحانات جاءت من السهولة بما يتناسب مع مستوى الطالب المتوسط فقط.

وتشير إلى أنه كان لا بد من تواجد بعض الأسئلة بالامتحانات التي من شأنها التفرقة بين مستويات الطلاب المختلفة، حتى يعتمد على نتائجها في تحديد الفروق الفردية بمجموع الدرجات بين الطالب والآخر، وبالتالي التفرقة بين الطلبة في الكليات التي يستحقون الالتحاق بها حسب مستوياتهم الفكرية.

ويذكر أنه ارتفعت نسبة الطلبة الحاصلين على مجموع من 95% إلى 100%، من نسبة 10.98% العام الماضي إلى نسبة 17.27 % هذا العام، كما ارتفعت نسبة الحاصلين على مجموع من 90 إلى 95 % من نسبة 16.81 % العام الماضي إلى 19.05% هذا العام.