رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد صدور ديوانه الثالث.. الشاعر سيد تونى: "أنحاز لقصيدة النثر"

الشاعر سيد التوني
الشاعر سيد التوني

الشاعر سيد التوني ورحلة مع الشعر بدأت منذ ما يزيد على عقود ثلاث، التوني الذي شغلته الأسفار ومهنة التدريس والمعيشة عن تراكمات شعرية كانت قد بدأت تلوح في الأفق منذ سنوات سبعة عندما أصدر ديوانه الأول "أملك الآن سري" وتلك المشاركات الجادة في دواوين مع شعراء في ظل قصيدة النثر، وتلك الأيام التي انفلتت في غفلة العمل والنشاط المهني كمسئول تربوي وثقافي، يتحدث لـ"الدستور" الشاعر سيد التوني عن قديمه في الشعر وديوانه الجديد الثالث، سألته بداية:
- بعد دواوينك الثلاثة وآخرهم (موسيقى الجسد) كيف ترى تجربتك الشعرية في إطار الفصحى أو قصيدة النثر؟
أنا أنتمي إلى القصيدة الفصحى بكل صورها، فقد بدأت الكتابة في الشكل العمودي ثم كتبت قصيدة التفعيلة وها أنا أكتب حاليا قصيدة النثر، كانت لي بعض التجارب القليلة في شعر العامية لكنها لم تكتمل، قصيدة النثر حاليا هاجسي الأوحد، طبعا أحترم كل الأشكال الشعرية طالما هي مبدعة وراقية ومحلقة، ومازلت استمتع بالقصيدة المقفاة الكلاسيكية للرواد من الشعراء والقدماء كأني أسمعها لأول مرة.

- بعد هذه السنوات من احترافك الشعر ألم تر أن هناك قلة في منتجك الشعري، فسر لنا موقفك من مفهومي الكم والكيف فيما يخص تجربتك الشعرية؟
حقيقة أنا من الشعراء الذين ظلموا أنفسهم، فقد بدأت الكتابة في عامي الثاني بكلية دار العلوم جامعة القاهرة حوالي سنة ١٩٨٠ والتحقت بجماعة الشعر والتي كان يرأسها من الطلاب صديقي الراحل الشاعر الدكتور مشهور فواز والذي كان يسبقني بعامين وله الفضل في تشجيعي واستمراري فيما بعد بالكتابة، وكذلك أستاذنا الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم، في هذه الفترة كتبت الكثير من القصائد وشاركت في المهرجان الشعري الكبير الذي أقامته الكلية سنة ١٩٨٤ مع كبار الشعراء آنذاك مثل فاروق شوشة والطاهر أبوفاشا وغيرهم، حدث بعد ذلك أن توفي والدي وسافرت إلى العراق لمدة عامين وهناك كانت كتابتي نادرة، بعد عودتي إلى مصر عملت بالتدريس وقل اهتمامي بالكتابة وانشغلت بمهنة التدريس، بعد فترة انقطاع طويل عدت إلى الكتابة منذ ٢٠١٠ تقريبًا وحتى الآن، كانت عودتي هذه المرة تنحاز إلى قصيدة النثر وذلك لقدرتها على التعبير الأكثر دهشة وخيالا دون قيود من الوزن أو القافية.

- ليتك تحدثنا عن تشريحك للمشهد الشعري في مساري العامي والفصيح خاصة في السنوات العشر الأخيرة، وهل هناك بالفعل طغيان كلي لقصيدة النثر على شعر العامية؟
المتابع للحركة الأدبية يرى أن الخطين الإبداعيين يسيران في مسار متواز، فلكل منهما جمهوره ورواده، وشخصيًا أعشق قصيدة العامية الجميلة الراقية التي تقدم لي الجديد المبتكر، حتى قصيدة النثر العامية لها شعراؤها وخاصتها، أما قصيدة النثر الفصيحة فما زالت تسيطر على ذائقتي ولا أجد بديلا عنها في الوقت الحالي، قصيدة النثر لها جمهورها ونقادها وشعراؤها الكبار الذين يملأون الساحة الأدبية وهذا لا يتعارض أبدا مع قصيدة العامية.

- حدثنا عن مدى علاقة التيارات النقدية بحركات الشعر في مساراته المتعددة وخاصة النقد التنظيري والصحفي.
أنا ضد مقولة أن الحركة النقدية في واد والشعر في واد آخر، فهناك الكثير من الكتب النقدية والمجلات الأدبية وحتى الصفحات الإلكترونية التى تواكب الحركة الشعرية وتحللها وتنظر لها، خذ على سبيل المثال لا الحصر مجلة أدب ونقد ومجلة إبداع والقاهرة الجديدة وأخبار الأدب ومجلة ميريت وموقع الكتابة وموقع الأنطولوجيا وغيرها الكثير من الدراسات والأبحاث التي تواكب الإبداع الشعري وتنظر له.

- كيف ترى مؤثرات عوالم السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي على شكل وجماليات المنتج الشعري؟
حقيقة لقد استفدت على المستوى الشخصي من مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت على مقربة وصداقة لشعراء كبار كنت أقرأ لهم أو أسمع عنهم بل وأصبحت على صداقة حقيقية ببعضهم في مصر والكثير من البلاد العربية، مما جعلني أتابع إبداعاتهم واستفيد من تجاربهم وخبراتهم وبذلك أطور من منتجي الشعري والأدبي بصفة عامة، نعم هناك الكثير من الغث والركيك أو الأعمال المتدنية لكنك لن تعدم إذا بحثت عن الجواهر والدرر النفيسة وسط الركام.

- فيما يخص معوقات الإبداع الثقافي والفني والجمالي أين تكمن المشكلة في الكم أم الكيف أم في مسألة النشر؟ اشرح لنا تلك المعوقات من خلال تجربتك الشخصية مع الشعر والكتابة.
كانت مسألة النشر بالنسبة لي هي المعوق الرئيسي منذ بدأت الكتابة، لقد كتبت ما يقارب عشرة دواوين على الأقل وكانت كلها حبيسة الأدراج، ولما أتيحت لي فرصة النشر على حسابي الشخصي كانت تلك القصائد قد فات أوانها ولم تعد تواكب المرحلة، أنت تعرف أن الأعمال إن لم تنشر في زمانها فلا قيمة لها، وهذا ربما يفسر قلة إنتاجي، وليس من المعقول مثلا أن أنشر الآن ديوانا كتبته بالشعر العامودي مثلا سنة ١٩٨٤ وما بعدها.

- فيما يخص نشاطك الثقافي على أكثر من مستوى وفي أكثر من جهة ثقافية، كيف ترصد لنا الأسباب الحقيقية وراء عدم الاهتمام بالمنتج الشعري خاصة فيما هو مرتبط بمسألة جوائز الدولة، وهل هناك بالفعل موقف رافض من قبل الدولة وجوائزها فيما يخص قصيدة النثر؟
أولا أؤكد على شيء، أن الجمهور المتلقي للإبداع موجود، وقارئ الشعر بصفة خاصة يبحث عن روافده ويستمتع بالقصيدة الجيدة وقد لاحظت ذلك بصفتي رئيس نادي أدب منف التابع لوزارة الثقافة حيث تمتلئ ندوتنا الإسبوعية بالجمهور العادي محب الإبداع والذي يطرب للعمل الفني الجميل لا فرق بين قصيدة النثر أو القصيدة العامية.
أما عن الشق الثاني من السؤال: من القائمون على جوائز الدولة؟ ومن أي جيل هم؟ إنهم يرون أنفسهم آلهة الشعر ورهبانه، لذا فهم دائما في حالة إقصاء لمن يخالف تجاربهم والتي كانت يوما ما مرحلة في تاريخ الإبداع لا ينكرها إلا جاحد وقد تعلمنا منهم الكثير ولكن عليهم أن يدركوا التطور الحادث في الأدب وأن الشباب لهم منتجهم الخاص ورؤيتهم ولغتهم الخاصة ومجازاتهم المبتكرة وهنا يكمن سر قوتهم واستمراريتهم رغم الموقف العام من قصيدة النثر.

سيرة ذاتية
الاسم: سيد عبدالوهاب توني
اسم الشهرة: سيد التوني
(شاعر)
تاريخ الميلاد: 18/4/1961
محل الميلاد: المنيا، ديرمواس
المؤهل الدراسي: ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة سنة ١٩٨٤، دبلوم عام في التربية جامعة عين شمس سنة ١٩٩٤، تمهيدي ماجستير بقسم الأدب جامعة عين شمس سنة ٢٠١٠
المهنة: كبير معلمين بوزارة التربية والتعليم.
رئيس نادي أدب منف بالمهندسين والتابع لوزارة الثقافة.
الأعمال الإبداعية:
1- ديوان (أملك الآن سري) صادر عن دار مصر اليوم 2015.
2- المشاركة في ديوان (عيلان الكردي) الصادر عن مؤسسة البابطين 2016.
3- ديوان (كذلك سولت لي نفسي) صادر عن دار روافد للنشر والتوزيع 2016.
4- يصدر قريبا ديوان (موسيقى الجسد).
5- نشرت قصائدي في العديد من المجلات المصرية والعربية مثل: أخبار الأدب، الثقافة الجديدة، الرافد وغيرها.
6- حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من وزارة التربية والتعليم في مجالات الإلقاء والمسرح المدرسي وورش العمل الخاصة بالإبداع في مجالي الشعر والقصة.