رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عقدة الخواجة اتفكت».. سر انخفاض معدل زواج المصريين بالأجانب

جريدة الدستور

كان التفكير قديمًا لدى كثير من الشباب، بمجرد أن يتخرج في كليته، أن يسافر إلى الخارج والسعي للزواج من أجنبية للحصول على الجنسية، والبعض الآخر كان يتزوج من أجنبية مقيمة في مصر، ربما سعيًا وراء حياة اجتماعية ومادية أفضل.

بيد أن عقدة الخواجة تلك بدأت تنفك مؤخرًا، بعدما انخفضت معدلات زواج الشباب المصري من الأجنبيات في مصر أو العكس، وأصبح الأغلب يبحث عن شريك حياته من داخل وطنه، بعيدًا عن الأجانب المقيمين فيه.

يرجع الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، انخفاض معدل الزواج بالأجنبيات إلى تراجع السياحة بمصر، موضحًا أن أغلب مشاريع هذا الزواج تتم من خلال توافد السياح الأجانب، وبالتالي تواجد فرص للتعارف بينهم وبين المصريين بالأماكن السياحية مصر.


يشير إلى ضعف الإمكانيات الاقتصادية التي تتيح للشباب السفر للخارج، والتعارف على أجنبيات للزواج بهن، حتى لو كان بهدف الحصول على إقامة بهذا البلد، ما أصبح بمثابة شبح يطارده لا يمكنه التراجع عنه.

يفسر سعيد ارتفاع معدلات الزواج المُختلط في العام 2011 و2012 إلى حالة عدم الاستقرار والغموض السياسي التي شهدتها البلاد بهذا الوقت؛ ما دفع العديد من الشباب للهروب إلى بلدان أخرى وبدء حياة جديدة تخوفًا من المستقبل بمصر.

يضيف أنه تتزايد نسب زواج الفتيات عن الشباب بمعدل زواجهم من أجانب بأي بلد، على حسب التقاليد والأعراف المتبعة في هذا البلد، والتي تسمح بهذا الزواج من عدمه، كزيادة نسبة زواج الشباب المصريين من أجنبيات على عكس إمكانيته مع الفتيات المصريات، والذين تزداد فرص زواجهم من الجنسيات العربية لما تفرضه المجتمعات الشرقية من قيود على الفتيات.

ورغم انخفاض معدل زواج الشباب بالأجنبيات، إلا أن هناك نماذج شهدها المجتمع المصري فضَّلت الزواج بالأجانب، تواصلت معهم "الدستور".

عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نشأت علاقة صداقة منذ 15 عامًا، بين محمد عبدالحليم 40 عامًا، صاحب إحدى محطات الوقود، وفتاه تدعى "ناتاشا الأوكرانية الجنسية لتتطور إلى حب وزواج؛ ينتج عنه طفلين وهما "آدم وياسين".

محمد يقول الزواج جاء نتيجة الحب والتفاهم الذي نشأ بينه وبين زوجته دون النظر إلى تحقيق أي مصالح شخصية، موضحًا أن كلًا منهما اكتشف أنهما يجب أن يكملا حياتهما سويًا متحدين بذلك أي آراء رافضة لهذا الزواج من قبل بعض أفراد ذويهم.

يضيف أن الزواج أثمر عن انجاب أجمل طفلين وهما "آدم وياسين"، مشيرًا إلى أنه سعيد بهذا باختياره، ويعيش حياة سعيدة مستقرة مع زوجته وأبنائه.

أحمد سمير سعد، أربعيني، يعمل محاسب بأحد البنوك، جمعته هوالأخر صداقة عائلية مشتركة بزوجته هبة النابلسي، فلسطينية الجنسية، لينتج عنه زواج مستمرمنذ 10 أعوام، تعرف عليها وسط جلسة عائلية جمعت بين أسرتيهما.

كان والده تعارف على والد هبة في إحدى مرات سفره، وأثناء الجلسة نشأت علاقة تجاذب بين كل من أحمد وهبة تطورت بعد ذلك لإتخاذ قرار الزواج الذي باركه كل من الأسرتين وأثمرعن "مريم ونور".

سعيًا ورا الحصول على الجنسية، تزوج علي محمد 32 عامًا، من إحدى الأجنبيات عند سفره إلى الولايات المتحدة، موضحًا أنه أقدم على هذه الخطوة بالإتفاق مع زوجته الأجنبية، وبعلم من زوجته المصرية التي عارضت هذا الزواج ببادئ الأمر ثم اضطرت إلى الموافقة بعد إقناع علي لها أن بذلك ستتحقق مصلحتهم جميعًا.

ويختتم أحمد حديثه قائلًا أنه مثله مثل أي شاب كان يبحث عن شريكة حياته المستقبلية، غير ملتفتًا إلى جنسيتها، فكل ما يبحث عنه هو التفاهم الروحي والعقلي وهذا ما وجده في زوجته.

ولم يكن الزواج المختلط قاصرًا على الشباب فقط بل امتد إلى الفتيات المصريات أيضًا فهذه هي أمنية أحمد 28 عامًا طالبة الماجيستير بكلية الآداب، والتي تزوجت من شاب عربي يمتلك إحدى الشركات الضخمة وذلك بعد أن تعرف عليها عن طريق إحدى صديقتها.

توضح أمنية أنها بالبداية كان يمثل هذا الزواج لها وسيلة تضمن لها العيش بمستوى من الرفاهية والحياة الميسورة، إلى أن تحولت العلاقة بينها وبين زوجها العربي الثري إلى علاقة حب ومودة خاصة بعد إنجابهما طفلهما الأول زيد.

تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قال أن عدد المصريات اللاتي تزوجن من غير مصري بلغ 2087 حالة زواج، جاء معظمها زواج من سعوديين بعدد 537 حالة، ثم سوريين 244 حالة زواج، بينما بلغ عدد من تزوجن أجانب غير عرب 543 حالة زواج.