رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: إغلاق نصف مستشفيات ألمانيا يجعل الرعاية الصحية أفضل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال خبراء في ألمانيا إن إغلاق أكثر من نصف عدد المستشفيات في ألمانيا من شأنه أن يحسن الرعاية الصحية هناك.

واقترح خبراء مؤسسة بيرتلسمان، في دراستهم، التي أعلنت المؤسسة نتائجها، اليوم الإثنين، في مدينة جوترزلوه، مقر المؤسسة، الإبقاء على أقل من 600 مستشفى، من قرابة 1400 مستشفى في جميع أنحاء ألمانيا حاليًا، على أن يتم اختيار المستشفيات التي ستظل مفتوحة، لتكون الأكبر والأفضل، على مستوى ألمانيا، ثم يتم تزويدها بمزيد من العاملين وبتجهيزات أفضل.

وأكد معدو الدراسة أن المستشفيات ذات الأقسام المتخصصة الأكبر حجمًا، والتي يقصدها عدد أكبر من المرضى، هي التي تمتلك خبرة كافية لتقديم علاج أفضل.

وتوقع الخبراء أن يصبح من الممكن تجنب الكثير من الشكاوى وحالات الوفاة من خلال ضم أعداد من الأطباء والعاملين من أكثر من مستشفى، وكذلك المعدات الطبية مع بعضهم البعض في عدد أقل من المستشفيات، حيث إن المستشفيات الصغيرة لا تمتلك، في كثير من الأحيان، التجهيزات الطبية والخبرة اللازمة، للتمكن من التعامل مع حالات الطوارئ الخطيرة، مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، بالشكل المناسب.

ورأى أصحاب الدراسة أنه لا يمكن شغل الأقسام التخصصية بالشكل الكافي على مدار 24 ساعة، سوى في المستشفيات الكبيرة، وأن ضم الأعداد الكبيرة من المستشفيات في عدد أقل من المستشفيات الكبيرة والأفضل تجهيزا، من شأنه أن يوفر أجهزة الأشعة المقطعية وغيرها من الأجهزة المهمة في جميع المستشفيات، مؤكدين أن ذلك يمكن أن يحسن جودة التعامل مع حالات الطوارئ، والجراحات التي تقبل الترتيب المسبق.

كما توقع الخبراء أن يؤدي ضم المستشفيات إلى بعضها البعض إلى خفض النقص في أعداد العاملين في المستشفيات، "حيث إن عدد الأطقم الصحية أقل بكثير من المطلوب للحفاظ على الأعداد الحالية للمستشفيات"، حسبما أكد رئيس مشروع الدراسة، في مؤسسة بيرتلسمان، يان بوكن.

يشار إلى أن هناك، منذ وقت طويل، نقاشا في ألمانيا بشأن خفض أعداد المستشفيات، حيث كان وزير الصحة الألماني، ينز شبان، قد أكد مؤخرا أن "وجود مستشفى محلي في المنطقة يمثل قطعة وطن للكثير من المواطنين الذين يسكنون هذه المنطقة"، مشددا أيضا على أن الحالات الصحية الطارئة، بالذات، تحتاج لرعاية صحية أسرع.

وقال وزير الصحة الألماني إن المستشفيات في المناطق الريفية ستحصل مستقبلا على مزيد من المال، وأنه من المقرر ضخ مساعدات مالية إضافية لهذه المستشفيات، من قبل شركات التأمين الصحي، حيث من المقرر ضخ 400 ألف يورو، مساعدات مالية، لـ120 من هذه المستشفيات، وذلك خلال العام المقبل، بقيمة إجمالية 48 مليون يورو.

غير أن أصحاب هذه الدراسة يرون أن سرعة الوصول لمستشفى صغيرة ليس إلا ميزة وهمية، خاصة إذا لم يكن هناك طبيب متخصص في هذا المستشفى، لأن عدم توفر الطبيب المختص يعتبر عيبا خطيرا.

وتشير البيانات الحديثة إلى أن الوضع المالي للكثير من المستشفيات في ألمانيا متأزم، حيث تشير بيانات جمعية المستشفيات الألمانية إلى أن ثلث المستشفيات في ألمانيا تعرضت للخسارة، عام 2017، وأن إدارات هذه المستشفيات قد استنفدت ما يسمى بإجراءات الترشيد المتاحة، وفقا لما أوضحته الجمعية.