رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. إسماعيل عبدالغفار: الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تتعاون مع كبرى الجامعات الدولية

د. إسماعيل عبدالغفار
د. إسماعيل عبدالغفار

قال الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إن الأكاديمية أصبحت قوة تعليمية فاعلة وجاذبة ومؤثرة فى شتى مناحى العلوم، مشيرًا إلى الإنجازات التى تحققت فى الفترة الأخيرة، سواء على المستوى العلمى أو الرياضى. وأضاف «عبدالغفار»، فى حواره مع «الدستور»، أن الأكاديمية تضم ٢٥ ألف طالب وطالبة يدرسون بمختلف فروعها، لافتًا إلى ارتفاع عدد الطالبات، اللائى يحرصن على دراسة العلوم البحرية، وبعضهن يأتى من دول عربية وإفريقية.

■ تحظى الأكاديمية بإشادة على مختلف المستويات، آخرها من سفراء دول مختلفة.. كيف ترى ذلك؟

- أشير فى البداية إلى نقطة غاية فى الأهمية، ألا وهى أن ما تشهده الأكاديمية من طفرة على مدى السنوات الثمانى السابقة لم يكن ليتحقق دون استراتيجية واضحة محددة، شهدت تكاتفًا وتضافرًا من جميع العاملين فى هذا الصرح العلمى العملاق، فالأكاديمية تمتلك لفيفًا من الأساتذة والخبراء ذوى الخبرة الدولية، القادرين على دعم الدول العربية من حيث تقديم الاستشارات والقيام بالدراسات فى المجالات العلمية التى تتميز بها الأكاديمية.

وبالفعل استقبلت الأكاديمية مؤخرًا سفراء دول «بنما والنرويج وإسبانيا وزامبيا ورواندا» فى ضوء بحث سبل تعزيز التعاون، فنحن نرتبط بعلاقات مميزة مع الجميع ودائما ما تحظى الأكاديمية بإعجاب سفراء الدول الأجنبية، أما فيما يتعلق بالدول الإفريقية فنحن نسعد دائمًا باستضافة أشقائنا الأفارقة، كما تحرص مصر دائمًا على دفع عجلة التنمية فى القارة الإفريقية من منطلق ترسيخ هويتها وانتمائها للقارة السمراء.

أما بالنسبة للسفير البنمى فقد أثنى على ما رآه فى الأكاديمية من منشآت كبيرة متقدمة، وأكد أنه منذ تولى منصبه قبل ٨ أشهر، وخلال هذه الفترة، وهو يتابع أخبار الأكاديمية، وكان يتطلع لهذه الزيارة، ويأمل أن تحقق منفعة متبادلة للجانبين.

وقال السفير إنه يتطلع لتوثيق العلاقات بين الأكاديمية وبنما، مشددًا على أن التجارة البحرية من أهم أعمدة الاقتصاد ببنما، وأنه تم تطوير اللوجستيات والبنية التحتية والموانئ؛ نظرًا لموقعها الفريد، حيث إنها تطل على المحيط الأطلنطى والمحيط الهادى، لذا فهى أصبحت واحدة من أهم الموانئ العالمية.

■ ماذا عن هذه الاستراتيجية التى أسهمت فى وصول الأكاديمية إلى تلك الطفرة؟

- نحن نولى اهتمامًا كبيرًا بزيادة كفاءة الأداء الأكاديمى والبحث العلمى وجودة المخرجات، وشعارنا واضح فى هذا الشأن وهو ‎«التميز‎ ‎والجودة» ‎لتحديد‎ ‎اتجاهات‎ ‎العمل‎ ‎المستقبلى،‎ ‎وفق‎ ‎رؤية‎ ‎ورسالة‎ ‎وأهداف‎ ‎واضحة،‎ ‎فقد أصبح التميز والجودة مرجعية‎ ‎أساسية‎ ‎للأكاديمية ‎وكلياتها ‎ومراكزها‎ ‎المختلفة‎ ‎فى‎ ‎إعداد‎ ‎الخطط‎ ‎السنوية‎ ‎والبرامج‎ ‎التطويرية‎، فى ‎ظل‎ ‎التقدم‎ ‎العلمى‎ ‎وثورة‎ ‎تكنولوجيا‎ ‎المعلومات‎ ‎والاتصالات‎ ‎التى‎ ‎يشهدها‎ ‎العالم،‎ ‎والتى ‎تحتم ‎ ‎علينا ‎وضع‎ ‎استراتيجيات‎ ‎تمكننا‎ ‎من‎ ‎الارتقاء‎ ‎بخدمات ‎وأنظمة ‎الأكاديمية؛ ‎لتُصبح‎ ‎ضمن‎ ‎مصاف‎ ‎الجامعات‎ ‎المرموقة‎ ‎من‎ ‎حيث‎ ‎معايير‎ ‎الجودة‎ ‎والنوعية.

■ كيف أثر «التميز والجودة» على سمعة الأكاديمية بين الجامعات فى أوروبا وأمريكا؟

- الاستراتيجية الخاصة بالأكاديمية، والتى تعتمد فى المقام الأول على التميز والجودة أفردت محورًا خاصًا لتوسيع شبكة العلاقات بين الأكاديمية وكبرى الجامعات والمعاهد والمؤسسات البحثية الدولية المرموقة، أما عن تأثير استراتيجيتنا، فهى أرست قواعد واضحة بهدف بناء الثقة بيننا وبين كبرى المؤسسات التعليمية الدولية.

■ تعد الأكاديمية أحد النماذج المشرقة للعمل العربى المشترك.. ما الأهداف التى أسست من أجلها؟

- سعت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى دائمًا- وبكل ما أوتيت من قوة- لأداء مهمتها الأساسية كمنارة للمعرفة وقلعة شامخة وعلامة بارزة فى عالمنا العربى، حيث مثلت أحد أهم وأبرز المعالم الهامة الناجحة فى مجال العمل العربى المشترك، وذلك منذ تأسيسها فى عام ١٩٧٢، حيث أرست الأسس والمعايير الراسخة فى مجال التعليم والتدريب فى المنطقة العربية.

■ ما الدور الذى تلعبه الأكاديمية كإحدى الأذرع الفنية للجامعة العربية؟

- يتمثل الدور الأساسى للأكاديمية فى الإسهام فى بناء القدرات بالدول العربية، عن طريق التعليم والتدريب وتجهيز الكوادر الوطنية التى تؤهل لبناء المجتمعات العربية، فضلا عن تقديم الاستشارات وإجراء الدراسات والبحوث فى المجالات العلمية، التى تتميز بها الأكاديمية، وهى الهندسة، والنقل، والإدارة، واللوجستيات، وسلاسل الإمداد، والقانون، والسياحة، وعلوم الحاسب، واللغات وعلوم الاتصال.

■ هل دورها بالنسبة للدول العربية يقتصر فقط على التعليم؟

- تعمل الأكاديمية على توسيع قدراتها لتشمل بجانب تعليم العلوم والتكنولوجيا، والتدريب عليها، تسخير هذه العلوم فى خدمات بحوث المجتمع وتقديم الاستشارات العلمية والفنية للمنطقة العربية بأسرها، فالهدف الأسمى للأكاديمية هو تلبية احتياجات مجتمعنا العربى من عناصر بشرية- منتجة وفعالة- من أجل النهـوض بأوطاننــا وتحقيــق التنميـة المستـدامة؛ ليعــود الخـير علـى شعوبنـا ويعـم عليهـا الرخـاء.

■ ما الآلية التى تتبعها لتنفيذ هذا الدور؟

- تحرص الأكاديمية على مواكبة آخر وأحدث المستجدات العلمية والتقنية على الساحة الدولية، وتقديم خدمة تعليمية وتدريبية مراقب جودتها، وفقًا لمتطلبات سوق العمل بصورة تكفل استمرارية التميز من خلال دورها كمؤسسة تعليمية تسهم فى إعداد الكوادر العربية المتخصصة، بالإضافة لمساهمتها بشكل فعال فى دعم وتنمية مجالات الاستشارات والتنمية المستدامة بالوطن العربى باعتبارها إحدى مؤسسات العمل العربى المشترك.

■ أصبحت الأكاديمية فى السنوات الأخيرة قِبلة للدارسين من مختلف البلدان العربية والأفريقية.. ما السبب؟

- لأنها عززت من مكانتها كقوة تعليمية فاعلة وجاذبة ومؤثرة فى شتى مناحى العلوم، وبالأخص فى مجال النقل البحرى، حتى حجزت موقعًا مميزًا على خريطة الجامعات والمعاهد على مستوى العالم، بعد أن استطاعت أن تبنى لنفسها مكانة دولية سمحت لها بعقد العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع كبريات الجامعات والمعاهد العلمية فى مختلف دول العالم.

■ ما أبرز الاتفاقيات والشراكات مع كبريات الجامعات؟

- الأكاديمية أصبحت مؤسسة تعليمية جامعة جاذبة للدارسين من مختلف البلدان وشتى التخصصات العلمية، ويكفى أن كثيرًا من الدرجات العلمية التى تمنحها تتم بالاشتراك مع جامعات أجنبية عريقة، وهىّ تخصصات نجد الدول العربية فى أشد الحاجة إليها.

ولدينا الكثير من اتفاقيات التعاون مع الجامعات الدولية والعربية والمصرية، من أهمها ما يلى: اتفاقيات التعاون العلمى بين الأكاديمية وجامعة التكنولوجيا الماليزية «UTM»، وكارديف بالمملكة المتحدة، وجامعة توليدو بولاية أوهايو بالولايات المتحدة، وجامعة ميسورى بالولايات المتحدة، وجامعة هازردفيلد بالمملكة المتحدة، وجامعة أتونوما ببرشلونة، بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون مع أهم الجامعات فى مصر.

■ ماذا عن الاعتمادات الدولية التى حصلت عليها الأكاديمية؟

- حصلت الأكاديمية على العديد من مجالات الاعتراف الدولى فى مجالات النقل البحرى والدولى والهندسة والإدارة والجودة وغيرها من المجالات، ومن أهمها قرار المفوضية الأوروبية باعتماد التعليم والتدريب البحرى، ونظم إصدار الشهادات بمصر، باعتبار الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى «AASTMT» هى المعهد البحرى المعترف به من المنظمة البحرية الدولية «IMn»، والحصول على اعتماد هيئة «ABET» الأمريكية، وهو ما يعد إنجازًا فى حد ذاته، إلى جانب حصول قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة والتكنولوجيا على اعتماد هيئة «Royal Institute of British Architects «RIBA بمستوييها الاثنين RIBA1 وRIBA2.

أما فى مجال التدريب فتُقدم الأكاديمية العديد من البرامج التدريبية والدورات ذات الصلة بمختلف الأنشطة الاقتصادية، حيث إن بها أرقى معاهد للتدريب فى ذات المجالات، كما تمنح العديد من الشهادات الاحترافية العالمية، على سبيل المثال فى مجال النقل والتجارة وترحيل البضائع تمنح الأكاديمية شهادات «IRU،IATA، FIATA»، ويتم منح العديد من شهادات السلامة والأمن البحرى والأمن الصناعى وتدريب الحرفيين على العديد من أنواع الأعمال الحرفية والتقنية.

■ فى مقابل خطتكم العلمية.. هل هناك خطة توسعية فى فروع الأكاديمية؟

- اتسعت المساحة التى تحتلها الأكاديمية فى مجالات التعليم والبحث العلمى والاستشارات أفقيًا مع الزيادات الرأسية، وتحقيق أفضل مستويات الجودة فى تقديم خدماتها، والمؤسسة ذاتية التمويل، وبفضل الله تعالى وبدعم من مصر تم تجديد عقود أرض ميامى والمبنى المؤجر بمدينة أسوان لمدة ٣٠ عامًا جديدة، وتجديد حق انتفاع أرض المقر الرئيسى بأبوقير لمدة ٢٥ عامًا، فالتطوير والتحديث لم يكن محصورًا فى فروع الأكاديمية القائمة فقط، بل تم وضع خطة لزيادة فروع الأكاديمية داخليًا وخارجيًا، مع إنشاء عدد من الكليات الجديدة بالأكاديمية، إلى جانب فرع القرية الذكية وبورسعيد وأسوان، الذى يعد أحد الرموز المعمارية والحضارية بمدينة أسوان.

■ ماذا عن فرع العلمين الجديدة؟

- تم اختيار الأكاديمية لتكون المنارة العلمية بالمدينة الجديدة بالعلمين، فتم تخصيص ٦٢ فدانًا لإنشاء فرع الأكاديمية بها، يستوعب أكثر من ١٠٠٠ طالب، ليكون صرحًا عملاقًا من صروح التعليم والبحث العلمى، ومطابقًا لأحدث نظم المؤسسات التعليمية والبحثية فى العالم، على أن تبدأ الدراسة فى سبتمبر ٢٠١٩.

ويأتى ذلك فى إطار سعى مصر نحو التنمية الاقتصادية وبناء مجتمعات جديدة، حيث اكتسبت الأكاديمية قوتها، منذ تأسيسها منذ ٤٦ عامًا، من عناصر عديدة، أهمها دعم وتبادل الخبرات العربية والشراكات التعليمية الدولية لإثراء التعليم العالى والبحث العلمى.

■ وبالنسبة لفرع «خورفكان» بدولة الإمارات؟

- وقّعنا مذكرة تفاهم مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لإنشاء فرع للأكاديمية فى مدينة «خورفكان» بإمارة الشارقة، على مساحة ١٥ فدانًا، حيث تتولى حكومة الإمارة تقديم الدعم اللوجستى للمقر بكامل منشآته وتجهيزاته التعليمية وغيرها، وفقًا لأرقى معايير الجودة.

وتعد الأكاديمية فى «خورفكان» إضافة نوعية كبيرة للتعليم العالى المتخصص فى النقل البحرى والنقل الدولى واللوجستيات فى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة الشارقة بوجه خاص، والتى تتوافر بها بيئة علمية أكاديمية متكاملة، ومن المتوقع أن يبدأ الفرع التشغيل بشكل جزئى فى سبتمبر ٢٠١٩، فى تخصصات النقل البحرى والتكنولوجيا والنقل الدولى واللوجستيات.

ويأتى ذلك فى إطار دور الأكاديمية كبيت خبرة عربى متخصص، تقدم خدماته للأمة العربية، من خلال المقار والفروع الخارجية التابعة لها، وبهدف تحقيق رسالتها فى المساهمة فى بناء عناصر التنمية الشاملة فى وطننا العربى.

■ ما أبرز الإنجازات العلمية والرياضية التى حققتها الأكاديمية؟

- رفع طلاب الأكاديمية، من كليتى الهندسة والحاسبات بالإسكندرية، علم مصر عاليًا خفاقًا بعد الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم فى المسابقة العالمية للغواصات البحرية «ROV 2019»، والتى أقيمت فى مدينة كنجسبورت بولاية تينيسى فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل الفريق على أعلى درجة فى إنجاز المهام تحت الماء.

أما على الصعيد الرياضى، فخير مثال بطلة العالم فى الاسكواش نور الشربينى، وآية مدنى، المدرس المساعد بكلية النقل الدولى بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وبطلة رفع الأثقال سارة سمير، والمبارز علاء أبوالقاسم، والبطل الأوليمبى هشام مصباح، وغيرهم الكثير.

■ هل هناك إقبال من النساء على دراسة النقل البحرى؟

- نسبة عدد الطالبات بالنقل البحرى ارتفعت بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة على عكس ما اعتدنا عليه سابقًا، ومن بين الطالبات أميرة سعودية، وأيضًا هناك العديد من السيدات من نيجيريا بمجال الملاحة، ومؤخرًا بدأت الفتيات المصريات الإقبال على هذا القسم.

■ ما مدى إمكانية تحول الأكاديمية إلى جامعة رقمية؟

- بالفعل تحولنا لأول جامعة رقمية من خلال اتفاقية تعاون مع منصة «Kortext» للتحول إلى الكتاب الرقمى العالمى.

وتوفر الاتفاقية لطلاب الأكاديمية والباحثين، البالغ عددهم نحو ٢٥ ألف طالب، الوصول إلى المواد التعليمية الرقمية عالية الجودة من جميع ناشرى التعليم الرئيسيين على مستوى العالم، وستوفر بيئة تعليمية شخصية حقيقية، وخبرة لجميع المتعلمين، فى الوقت الذى تعمل فيه على توليد التحليلات لضمان أن كل طالب يمكنه الوصول إلى أقصى إمكانياته بما يتوافق مع طموحات الأكاديمية لضمان جودة فى التعليم العالى فى المنطقة.