رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غراميات فوق الـ60.. حكايات خاصة لـ"سيدات ورجال" دخلوا عش الزوجية بعد الشيخوخة

جريدة الدستور

انفصلت "نادية مختار" 68 عامًا، عن زوجها وهي في سن الثلاثينات، لكن الحياه لم تقف لديها عند تلك المحطة، رغم الأثر النفسي السيء الذي تركته في داخلها تجربتها الزوجية الأولى، فتزوجت مرة أخرى بعد تخطيها الستين.

"نادية" ليست السيدة الوحيدة التي تزوجت بعد سن الستين، وبدأت حياتها مرة أخرى، ضمن تجارب زوجية عديدة بدأت بعد الستين، رصدت "الدستور" حكايات هؤلاء لمعرفة كيف عادوا التجربة مرة أخرى بعد هذا العمر.

تقول نادية، أنها كانت في العشرين من عمرها عندما تزوجت من أحد أقاربها الذي كان أكبر منها بـ24 عام، بالإضافة إلى أن لديه طفلين من زوجته الأولى التي لقت حتفها بعد صراع مع المرض، وعاشت معه منغمسة في تربية أولاده.

تضيف أنها أنجبت منه طفلة لكنها توفيت يومًا ما في حادثة، وهي عائدة من عملها على الطريق السريع، وقتها شعرت السيدة أنها وحيدة خاصة عندما بدا زوجها يعاملها معاملة سيئة، ونظرة أولاده لها على أنها وريئة معهم في تركة والدهم.

"مشيت من الشقه بعد وفاته حتى ما أخدتش هدومي ودهبي، واستقريت بعد كده في دار مسنين لحد ما اتعرفت على شريك حياتي الحقيقي"، قابلت نادية نصفها الآخر بعد مرور 62 عام من عمرها، موضحة أن زوجها الحالي يسمى "سليمان"، وكان يعمل كمدير آمن للدار التي استقرت بها، وتقول أنها قابلته منذ أول يوم تترد فيه على المكان: "كان أول واحد يستقبلني، وهو اللي شال شنطتي لحد الأوضة".

لم تمر عدة أشهر حتى تقدم إليها "سليمان" للتزوج منها، خاصة أنه كان أعزب دون شريكة حياة، وكان يُبادلها ذات المشاعر الرومانسية داخل المكان الذي شهد على قصة حبهم، وهذا العام يكون الذكرى السادسة على عقد زواجهم بعد أن عاشوا أجمل قصة حب في حياتهم التي احتوت على كل معاني التقدير والإحترام.

تعددت حالات الزواج من قبل كبار السن مؤخرًا في مصر، فقد أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن هناك 10 آلاف حالة زواج لكبار السن فى الفئة العمرية من 60-65 عام خلال عام 2018، بالإضافة إلى 1408 امرأة فى تلك الفئة العمرية تزوجن العام الماضي.

كان عدد الرجال 8859 رجل فى عمر 65 عام فأكثر، طبقًا لإحصائيات الجهاز المركزي، وبلغ إجمالي حالات الزواج التى سجلها كبار السن فى العام الماضي، 10.267 ألف حالة، بنسبة 1.1% من إجمالي حالات الزواج لعام 2018، والذي بلغ 887 ألف و 315 زيجة.

محمود الصياد، 66 عامًا، من قاطني مدينة المحلة الكبرى يقول في حديثه مع "الدستور" أن زوجته قد توفيت منذ أكثر من 10 أعوام دون إنجاب أي أطفال لتتركه وحيدًا في منزله الصغير، لكن كان هناك سبب واحد يهون عليه الأعوام الأخيرة، وهو انتقال إحدى السيدات للعيش وحدها في الشقة المجاورة له، موضحًا إنه كان يكتفي بالنظر إليها من بعيد ليكون سعيدًا.

"فضلت شهور بشوفها من بعيد لحد ما قررت افتح كلام معاها علشان نتعرف"، يقول "الصياد" أنه كان يتربص الفرصة المناسبة للتعرف على السيدة، وعندما جاءته لم يتردد حتى وجدها تطرق على بابه يومًا ما لتسأله عن انقطاع المياه، وهنا بدأ الرجل استخدام الحيل الرومانسية للاستيلاء على قلب السيدة خاصة بعد سماع صوتها الذي دخل قلبه ولم يخرج.

يضيف الصياد، أنه طلب منها في أول الأمر أن تعلمه كيفية الطهي كونه يعيش وحيدًا، وسرعان ما وافقت السيدة حتى يكتشف بعد ذلك أنها تبادله ذات المشاعر الطيبة التي ظلت بينهم طوال ستة أعوام من الزواج، ويستطرد أنه فاجأها يوم الزواج حتى يجعلها ذكرى لا تُنسى، قائلًا: "بتقتح الباب بقتني قدامها لابس بدلة وفي إيدي بوكيه ورد، وقولتلها المأذون واقف تحت أناديله".

قصة حب "الصياد" الذي شهد عليها أهالي المنطقة بمدينة المحلة الكبرى تظل دائمًا بين الأفواه، فقد تجمعوا يوم الزفاف لإحياء يوم خاص بهم، و يتناوبوا عليهم الزيارات بشكل يومي للإطمئنان على صحتهم، ومساعدتهم في أي شئ يحتاجونه، ويختتم الرجل حديثه: "الست دي كانت عوض ربنا ليا بعد سنين كتير، ولازم أحافظ عليها لآخر يوم في عمري".