رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«غش التفويلة».. محطات وقود تتلاعب في أسعار وكميات البنزين

جريدة الدستور

لكل أزمة سبوبة، يستغلها أطراف محيطون بها بطرق غير قانونية، لتحقيق أعلى مكسب من الممكن أن يصلون إليه، دون وضع اعتبار لأي شيء آخر ربما تصيبه خسائر، فالهدف الأول والأخير لمنتظري السبوبة دائمًا هو تحقيق أي مكسب.

والغضب الذي لاحق رفع سعر الوقود في مصر مؤخرًا للمرة الخامسة، استغله بعض أصحاب محطات الوقود لتحقيق أعلى مكسب من أصحاب السيارات، تارة بزيادة سعر البنزين عن التعريفة المقررة ومخالفة القرار والقوانين، وتارة أخرى بالتلاعب في كميات الوقود وغشه.

"الدستور" رصدت ذلك من خلال وقائع خاصة لمواطنين أصحاب سيارات تعرضوا لغش البنزين في محطات الوقود، عقب أيام من قرار الحكومة برفع سعر المحروقات، في غياب الرقابة عليهم.

أحمد حسين، 25 عامًا، أحد المتضررين، تعرض لسرقة عدد من لترات البنزين الخاص بسيارته، في أحد محطات الوقود بمحافظة الجيزة، فتعود على ملء "تانك" السيارة كاملًا إلا أن عامل المحطة لم يكمله إلى آخره ومحاسبته على سعر لترات أزيد.

"حسين" أصر بعد اكتشافه غش عامل المحطة في الوقود والأموال، على التوجه إلى مدير المحطة وتقديم شكوى ضده، إلا أن الأخير لم ينصفه كما توقع، بدعوى أن سعر البنزين زاد خلال الفترة الأخيرة ولا يمكن تعويض الخسائر إلا بذلك.

لم يكن "حسين" الحالة الوحيدة التي تعرضت لسرقة أو غش البنزين، فـ"أشرف عثمان"، 30 عامًا، صاحب سيارة، لم يسلم من تلك الألاعيب في إحدى محطات الوقود بمنطقة باب الشعرية.

يقول: "رأيت جهازين إلكترونيين داخل الطلمبات التابعة للمحطة، ومتصلين بلوحة التشغيل، ومتصل بهما أيضًا جهاز استقبال بقصد التلاعب، وصرف كميات من الوقود أقل من قراءة العداد المدونة على الشاشة بقصد التربح، ومحاسبة صاحب السيارة على الكمية كاملة".

وتكررت شكاوى المواطنين بشأن التلاعب في محطات الوقود منذ رفع سعر البنزين، منهم من حرر محاضر في مباحث التموين ضد محطات الوقود، ومنهم من التقط بعض الصور للمحطة ليضيفها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ويحذر المواطنين من استخدام بنزين بعض المحطات.

منى السيد، 44 عامًا، مواطنة أخرى تمتلك سيارة، والتي تستقل سيارتها صباح كل يوم لتوصيل أطفالها إلى مدارسهم، وتفويل السيارة من محطة وقود قريبة بمنطقة الهرم، توضح إنها تغش في لترات البنزين من سيارتها التي دفعت أجرها كامل.

تقول: "فولت العربية على الآخر، وبعد ما مشيت بساعة فوجئت أن الخزان فاضي تمامًا؛ موضحة أنها عادت مرة أخرى إلى محطة الوقود لتحرير شكوى ضدهم، ما زالت يتم دراستها حتى الآن دون جدوى أو نتيجة.

"فولت العربية من محطة بنزين، والطرمة كانت هتضرب بيا بعد 80 كم"، يقولها ريمون مجدي، 27 عامًا، والذي تعرض هو وأسرته للخطر على الطريق الصحراوي، بسبب سخونة حدثت في خزان الوقود عقب تفويل سيارته، ليكتشف بعد ذلك أن البنزين الذي أضافه من المحطة كان مخلوطًا بمواد شفافة شبيهة بالجاز الأبيض، وكثافتها أعلى من كثافة البنزين.

لم تقف الرقابة الإدارية مكتوفة الأيدي أمام تلك الألاعيب، بل تمكنت من شن حملات بمحطات الوقود في محافظة المنيا على مختلف المراكز التابعة لها، وضبطت مجموعة من المحطات التي تتلاعب فى عدادات الطلمبات وتبيعها أعلى من السعر الرسمي بالمحافظة.

محمد محسن، 24 عامًا، صاحب سيارة ومتضرر آخر، تعرض لغش بنزين سيارته عن طريق إضافة الماء والمواد الشفافة إليه من قبل إحدى محطات الوقود في الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن ذلك تسبب في تعرض سيارته للوقوف تمامًا على الطريق الدائري، وتلف موتور السيارة بالكامل.

ورغم ذلك، تنفي الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجهاز حماية المستهلك، لـ"الدستور" تلقي الجهاز أي شكاوى خاصة بغش البنزين، مشيرة إلى أنه في حالة وجود مثل هذه الشكاوى سيتحرك الجهاز فورًا للعمل على الإبلاغ ضد محطة الوقود التي تتم بها هذه الممارسات، ومن ثم إغلاقها على الفور.