رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "خفير الدرك" مين هناك؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أربعين سنة، كانت شوارع القرى في الصعيد معتمة بلا كهرباء، تُلقب عند العامة بأسماء العائلات التي تسكنها، بينما تلقب في بيت العمدة وقسم الشرطة بـ"الدَرَك" فيقولون: شارع عائلة كذا هو درك الخفير الفلانى، لذا حين يحين الليل يظهر الخفير بزيه الشهير حاملًا سلاحه يتمشى في الشارع من أوله حتى آخره وإذا لمح خيال قطة يهرع إليه، ويقول بصوت أجش: "مين اللى هناك".

وبطبيعة الحال كان فصل الصيف أرحم على خفير الدرك من فصل الشتاء الذي كان يذوق فيه الأمريّن، حيث اتفاق البرد والظلام عليه، فيوقد نارًا يستأنس ويستدفئ بها حتى يقضى ليلته على خير، ومع تطور الأيام وظهور الكهرباء في الصعيد لم يعد الشارع دركًا، لذا انتهت مهنة "خفير الدرك"، ولم تبق من حكايته إلا عبارة "هاه مين هناك".