رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنها مصر



ست سنوات مرت على مغادرة الإخوان حكمًا ظنوا أنه دائم لهم، ونسوا أن هناك شعبًا يعرف جيدًا أنهم لم ولن يعملوا يومًا لصالح مصر التى قال عنها مرشدهم «طظ فى مصر»، وعلى مدار التاريخ الحديث وبعد ثورة يوليو كانت محاولاتهم الأولى للتقرب من السلطة فى مصر فحاولوا التواصل مع الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة، وفى الوقت الذى كان فيه الضباط الأحرار فى مجلس قيادة الثورة يتفاوضون مع الإنجليز للجلاء عن منطقة القناة كان هناك من يتفاوض من الإخوان مع الإنجليز أيضًا للحصول على كرسى الحكم وطلب دعمهم فى ذلك.
نفس الأمر فى ٢٠١١-٢٠١٢ حيث كانوا يتفاوضون مع السفيرة الأمريكية طلبًا للدعم ولتقديم فروض الطاعة، فى الوقت الذى كان أعضاء المجلس العسكرى يتفاوضون معهم لتهدئة الأوضاع والنجاة بالبلاد من فخ الربيع العربى.. سياسة الإخوان منذ عشرينيات القرن الماضى وحتى الآن تؤكد أنهم صنيعة أجهزة مخابرات بريطانية وأخرى، وأن همهم ليس مصلحة مصر، ولكن الهم الأكبر هو اتخاذ مصر نقطة انطلاق لتحقيق خلافة مزعومة.
وعبر السنوات الست الماضية كانت تضحيات أبناء الشرطة والقوات المسلحة تضىء لنا الطريق، فلولا ما قدمه منسى ورفاقه من الجيش والشرطة لما كانت صورة مصر الآن وبهذه الإنجازات الرائعة التى تنقلنا من دولة كانوا يستعدون لتقسيمها إلى دولة تسطر إنجازاتها تاريخًا جديدًا لمصر الحديثة.
السنوات الست لم يتوقف فيها الإنجاز ولم يتوقف أيضًا تقديم الأبطال حياتهم فداء للوطن ودعمًا لمسيرته.. سنوات ست استطاعت فيها مصر أن تبنى وتنهض وتستمر فى مواجهة الإرهاب.. وما بين منطقة الاستاد فى يونيو ٢٠١٣ ويونيو الحالى يبدو الفارق واضحًا جليًا.. فى ٢٠١٣ كانت آثار الحجارة وأصحاب الذقون يتسلحون فى مواجهة الشعب والجيش ويشعلون النار فى كل شىء، وفى يونيو ٢٠١٩ آلاف المصريين بأزياء زاهية يحملون أعلام مصر يذهبون إلى استاد القاهرة آمنين مطمئنين ليشجعوا فريق بلدهم.. يذهبون إلى استاد القاهرة ليروا كيف أنجز أشقاؤهم هذا العمل الرائع فى ستة أشهر فقط. المار بميدان النهضة اليوم عبر أنفاق الجيزة الجديدة وفى سيولة مرورية يتذكر أيضًا كيف كان الحال فى يونيو ويوليو ٢٠١٣، الفارق صنعه الشعب المصرى بكل فئاته وشرطته وجيشه ومهندسيه وعماله.. ولم يغمض جفن أحد فى أى الأجهزة للمتابعة والعمل.. سيناء التى أرادوها خرابًا.. تبدأ مدن جنوبها فى استقبال طلبة الجامعات الجديدة هذا العام عبر أنفاق ستة تحمل الخير من الوادى لسيناء.. ويشهد وسطها مصانع جديدة تنضم لمنظومة الإنجاز وينحسر الإرهاب من عمليات تنم عن الخسة والجبن يواجهها أبطالنا وهم يعرفون جيدًا أنها محاولات ما قبل الموت. صحوة الموت للإرهابيين تخف ملامحها يومًا بعد يوم، والممولون يقعون فى قبضة رجال الأمن.. وبنفس الطريقة القديمة يحاول الإخوان التسلل إلى تنظيمات أخرى، سبق وحاولوا مع تنظيم الضباط الأحرار وفشلوا وحاولوا مع أحزاب سياسية فى الثمانينيات ونجح بعضهم فى الوصول إلى مقاعد مجلس الشعب عامى ٨٤ و٨٧ عبر تحالف مع حزب العمل وحزب الوفد.. واليوم يحاولون جذب عناصر يسارية أو رجال أعمال للتسلل من خلالهم مرة أخرى إلى صدارة المشهد.. مازالت عقلية الإخوان تعمل بنفس النهج فى العمل تحت الأرض وعبر جماعتهم الإرهابية ظل عملهم تحت الأرض هو سبيلهم للصعود نجحوا مرة وفشلوا عشرات المرات، وقد تعلم الشعب الدرس وانتبهت عيون لا تغفل عن حماية الوطن لكل تحركاتهم وتساقط من يعمل معهم ومن يمول أنشطتهم ومن يحاول أن يدفع بهم مرة أخرى. مرت السنوات الست على عودتهم إلى السجون، ومازال الشعب المصرى يقدم يومًا بعد يوم بطلًا جديدًا من شبابه الذين ذهبوا إلى سيناء يحملون أرواحهم على أكفهم وهم يعلمون جيدًا أن ذهابهم قد يكون هو تذكرة إلى الجنة وأن عودتهم إلى أسرهم لا يعلم إلا الله هل تكون واقعًا أو حلمًا بعيد المنال.. هؤلاء هم شباب مصر الحقيقيون وأبناؤها المخلصون.. ليسوا مناضلين فى حجرات مكيفة وعبر منصات إلكترونية.. من يتابع أعمار الشهداء يعرف جيدًا أن زملاء لهم فى العمر يلهون الآن فى أمواج الساحل الشمالى أو يسهرون فى مقاهى وفنادق القاهرة.. من يتابع أعمار العمال فى القناة ومحور روض الفرج يدرك أن شباب مصر، سواءً فى سيناء أو الصحراء أو المصانع، قادرون على صنع المستقبل، وأن محاولات الإرهاب التى تلفظ أنفاسها الأخيرة لن توقف مسيرة وطن يعرف قائده أن وراءه ومعه شعب لا يعرف المستحيل.. وعدونا بحرق مصر فى ٢٠١٣ فأعاد الشعب بناء الدولة وعاد بهم إلى السجون.. حاولوا جعل سيناء منصة للارهاب واليوم تشهد بناء المدن والجامعات والمصانع.
حاولوا إرهاب الشرطة بالاغتيالات والتفجيرات فزاد عدد المتقدمين إلى كليات الشرطة والمتطوعين فى صفوفها إلى الآلاف عامًا بعد عام.. قالوا عن قواتنا المسلحة الكثير فتحول الجيش المصرى إلى المركز العاشر عالميًا والسادس فى قواته البحرية وفرض حمايته على البحرين الأحمر والمتوسط، وأكد للعالم أنه جيش يبنى ويعمر ويحمى ويعرف متى يحارب أو يدمر عدوه.. قالوا «طظ فى مصر» فتحولت مصر إلى القوة الأهم فى المنطقة.. نسى الإخوان الإرهابيون أنهم يحاربون شعبًا يحب وطنه ويساند قائده وأن مصر دائمًا دولة غير قابلة للسقوط.. نسوا أنها مصر.