رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات زوجة شجاعة


أول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هى سونورا لويس سمارت دود، من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة فى عام ١٩٠٩م، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية فى يوم الأم. أرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت. وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام ١٨٩٨م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة. ولذلك قدمت «دود» عريضة تُوصى بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات. وتتويجًا لجهود سونورا دود احتفلت مدينة سبوكين بأول يوم أب فى ١٩ يونيو عام ١٩١٠م، وانتشرت هذه العادة فيما بعد فى دول أخرى.
عن قيمة الرجل ومكانته قالت امرأة فرنسية بعد زواج دام ١٧ عامًا «إنه تفكير هادئ لى كأمرأة بعد ١٧ عامًا من الزواج، عشتها يومًا بعد يوم إلى جانب رجل. ما معنى أن تكون رجلًا؟ الرجل هو أجمل مخلوق خلقه الله وصوره- فهو يضحى بقطع الشكولاتة التى بين يديه ليعطيها لأخته وهو يضحى بشبابه وصحته من أجل زوجته وأولاده، من خلال عمله بشكل متواصل، وأحيانًا لأوقات متأخرة، دون أى تذمر أو شكوى، كما أنه يحاول بناء حياة عائلته ومستقبل أولاده، ولو أدى به ذلك إلى الاشتغال بعملين- وهو يكافح ويناضل بشكل دائم، ثم يتحمل عتاب أمه وأبيه وتوبيخ رئيسه فى العمل. وفوق ذلك كله، فاللوم كل اللوم يقع على رأسه دائمًا إذا خرج للترفيه عن نفسه قليلًا، فهو إنسان غير مسئول.. وإذا بقى فى المنزل، فهو رجل كسول. إذا وبَّخ أبناءه إن أخطأوا فهو متوحش.. وإذا لم يوبخهم فهو متساهل. إذا منع زوجته من العمل فهو متسلط. وإذا تركها تعمل فهو مستغل.. إذا سمع كلام أمه فهو خاضع. وإذا سمع كلام زوجته فهو عبد». وتنهى هذه المرأة الشجاعة اعترافها بقولها: احترموا كل رجل فى حياتكم، فأنتم لن تعلموا أبدًا كمَّ التضحيات التى يبذلها من أجلكم. ورغم ذلك، فالأب هو الوحيد فى العالم الذى يتمنى أن يصبح أولاده أفضل منه فى كل شىء. الذى يرضى عن أولاده ويدعو لهم بالخير وهو فى قمة خيبة أمله منهم، الذى يتحمل أبناءه صغارًا إذا دعسوا على قدميه، ويتحملهم كبارًا إذا دعسوا على قلبه، الذى يعطى أولاده أفضل ما يملك، بل كل ما يملك، إن لم يستطع أن يُقدم لهم أفضل ما فى العالم. الذى إذا طلب أولاده منه أن يأتى لهم بنجمة من السماء، أحضر لهم الشمس والقمر والنجوم، بل وحاول أن يحضر لهم السماء إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، الأم تحمل أطفالها ٩ أشهر فى أحشائها، كذلك الأب يحمل ويضع أبناءه فى عقله وتفكيره العمر كله. نداء الى معاشر حواء.. رفقا بـ«آدم» فهو إن قصر أو أخطأ أحيانا.. يبقى هو إنسان ولديه مشاعر وعليه ضغوط الحياة.. فالتمسوا له العذر، فهو الأب والأخ والزوج والابن.. وهو لكِ كل شىء.. فالعالم بأسره يكون بخير ما دام رب العائلة بخير.