رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأول مرة.. باحثون يزيلون الفيروس المسبب للإيدز من المجموع الوراثي لفئران حية

جريدة الدستور

قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم نجحوا، ولأول مرة في تاريخ البحث العلمي، في إزالة فيروس العوز المناعي البشري (HIV) الذي يسبب في حالة عدم علاجه مرض متلازمة العوز المناعي المكتسب ( الإيدز)، من المجموع الوراثي لحيوانات حية.

أوضح الباحثون أنهم حققوا هذا النجاح العلمي باستخدام مزيج من العقاقير الحديثة ومقص كريسبر كاس 9 الجيني.

وحسب الباحثين في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم الثلاثاء في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" المتخصصة، فإنهم لم يجدوا أثرًا لدى 5 من إجمالي 13 فأرًا تم علاجها بهذه الطريقة، وذلك بعد بدء العلاج بفترة وصلت إلى 5 أسابيع.

وأكد الباحثون تحت إشراف كامل خليلي، من جامعة تِمبل، بولاية بنسلفانيا، وهاوارد جيندل مان، من جامعة نِبراسكا، أن هذه الطريقة العلاجية الجديدة طالت أيضا تلك الفيروسات التي تظل غير نشطة في المجموع الوراثي لخلايا الجسم، وهو ما لا تنجح فيه الوسائل الطبية المستخدمة حتى الآن.

كانت الإصابة بفيروسHIV تعتبر حتى الآن حكمًا بالإعدام على الشخص المصاب، حيث كان لا يرجى شفاؤه.

أصبح من الممكن الآن وقف تطور الفيروس المسبب للإيدز، باستخدام عقاقير مضادة للفيروسات القهقرية.

كما أثبتت دراسات أيضًا أن فيروس HIV يصبح غير معدي، إذا استخدم علاج فعال لوقف انتشاره.
غير أن مصابي الفيروس يضطرون لتناول هذه الأدوية مدى الحياة، ويمكن أن تتسبب في آثار جانبية إذا تم تعاطيها فترة طويلة.

وليس من الممكن حتى الآن التداوي من الإيدز، ورغم أنه بإمكان العلاج الحد من انتشار الفيروس لدرجة أن آثاره لا تظهر عند تحليل عينات المصابين، أصبحت الأدوية المتاحة حاليًا لا تؤثر على الفيروسات التي تصبح كامنة في خلايا الجسم.

وتوجد هذه الفيروسات الكامنة في أعضاء مختلفة من الجسم، مثل الأمعاء أو المخ. وعند توقف المرضى عن تعاطي العلاج، يعاود الفيروس الانتشار. ويهدف الباحثون لمهاجمة هذه الفيروسات الكامنة باستخدام وسائل علاجية جديدة.

حقن الباحثون الفئران بمادة اسمها "ليزر ارت" تخفض نشاط فيروسات HIV على مدى عدة أيام، واستخدموا المقص الجيني في قص المجموع الوراثي للفيروس من الحمض النووي للخلايا المصابة.

وبتكرار العلاج انخفض مستوى الفيروس لدى نحو ثلث الحيوانات الخاضعة للتجارب إلى مستوى لم يعد من الممكن معه إثبات وجود الفيروس، في حين ظل الفيروس موجودا في الفئران التي عولجت بإحدى الطريقتين فقط، وليس بهما معا.