رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‎"هرم اللاهون"..القصة الكاملة لآخر الاكتشافات الأثرية

جريدة الدستور

"كنا مستنيين افتتاح الهرم من زمان، موقعه كويس هيشجع السياحة أكتر على الفيوم"، هذا ما يقوله محمد زكريا، أحد القاطنين بمحافظة الفيوم، والذي استعد صباح اليوم لزيارة "هرم اللاهون" بعد أن أعلنت وزارة الآثار افتتاحه، معبرًا في حديثه لـ"الدستور" عن سعادته بجهود الحكومة المصرية في إكتشاف أماكن آثرية جديدة في محافظة الفيوم تشجع على السياحة الداخلية.

يضيف زكريا، أنه كان يعتاد على زيارة هرم اللاهون منذ أكثر من ثلاث سنوات لحبه الشديد في ذلك المكان الآثري، مصطحبًا معه ذويه في كل مرة يذهب إلى هناك، لكن لم يستطع الاقتراب منه قبل افتتاحه، بينما اليوم يمكنه الدخول والتصوير بجانبه، ويقول أيضًا أنه سيفتح سوقًا لتجار التحف الفنية، وأصحاب الجمال والخيول مثل ما يحدث في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة.

هرم اللاهون يُعد أحد أهرامات مصر الذي بناه الملك سنوسرت الثاني من الأسرة 12، ويقع فى قرية "اللاهون" التي كانت تسمى في الماضي "را- حين" وتعنى فم البحيرة، وكانت منطقة اللاهون قديمًا عبارة عن مستنقعات وبركًا، وكانت تضم أيضًأ مسلة "أبجيج" المصنوعة من الجرانيت الوردى ذات الشكل الغريب، فهى مستديرة عند القمة، وليست مدببة كغيرها من المسلات، واسم الملك سنوسرت الأول منحوت عليها من الأمام، وقد بُني الهرم من الطوب اللبن فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترًا على مشارف مدينة اللاهون.

سنوسرت الثاني أو كما كان يسمى قديمًا "سيزوستريس الثاني"، كان رابع فراعنة الأسرة الثانية عشرة، بدأت فترة حكمه منذ 1882 ق.م. حتى 1872 ق، بعد أبيه الملك امنمحات الثانى، واشترك معه في الحكم خلال أعوامه الأخيرة، بنى الهرم الخاص به في اللاهون بالقرب من محافظة الفيوم، واهتم سنوسرت الثاني كثيرا بمنطقة الفيوم من تطوير الزراعة، كما بنى القنوات ونظامًا كبيرا للري من بحر يوسف إلى ما سيصبح فيما بعد بحيرة قارون، وبني هناك أيضًا قناطر لحجز وتخزين المياه خلال فترة الفيضان لاستغلالها بعد ذلك وأضاف شبكة صرف في المنطقة.

يعتبر هرم اللاهون من أهم المباني الأثرية في منطقة الفيوم الذي اختير موقعه حتى يطل على كل وادى النيل ومدخل الفيوم، ويتميز البناء بأن نواته كلها عبارة عن كتلة من الصخر الطبيعى ارتفاعها حوالى 40 قدمًا، وكان سنوسرت الثانى أول من يشيد هرمه فى الجنوب الشرقى من الفيوم بمنطقة اللاهون، ويضع مدخله فى الجنوب الشرق بدلا من الجانب الشمالى التقليدى، فى اتجاه النجوم الواقعة بالقرب من القطب الشمال، وتوجد أكمة صخرية يعزلها خندق عن الصخر الأصلى استعملت كنواة لمبنى الهرم، ومثلما شيد المهندس المعمارى "إنبى" دعامة من الجدران المشيدة من الحجر الجيرى امتدت بطول محاور التخطيط متداخلة مع شبكة عشرة جدران داخلية، خمسة ممتدة من الشمال إلى الجنوب، وخمسة من الشرق إلى الغرب.

أعلنت وزارة الآثار أنها افتتحت هرم اللاهون، صباح اليوم، مع محافظة الفيوم لتكون منصة سياحية جديدة، بالإضافة إلى الإكتشافات الآثرية التي وجدتها الوزارة في منظقة الهرم بعد الإنتهاء من أعمال ترميمه، فقد وجدوا داخل الهرم مجموعة من القطع الأثرية مثل "الصل الذهبى" الذى كان يوضع فوق التاج الملكى، واكتشفوا أيضًا بجواره مصطبة مقبرة الأميرة سات حتحورات أيونت، ومقبرة مهندس الهرم "إنبى" فى الجنوب، و8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، وفي المنطقة ذاتها توجد جبانة اللاهون، ومدينة عمال اللاهون.

اكتشفت وزارة الآثار المصرية مؤخرُا عدة مناطق آثرية بمختلف أنحاء الجمهورية، كان أبرزهم مقبرة الكاهن "واح/ تي" الكاهن المطهر، والمشرف العام على القصور الملكية في عصر الفرعون "نفر / إير / كا / رع" ثالث ملوك الأسرة الفرعونية الخامسة، فتلك المقبرة تعود إلى أحد كبار الموظفين في عصر الأسرة الخامسة التي يرجع تاريخها إلى 4400 عام، وعُثر داخلها على أكثر من 60 تمثالاً منحوتًا بألوان زاهية، ورسومات جيدة تعرض أنماط حياة المصري القديم، وأنشطة حياته اليومية.

في ذات السياق، أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية أنه تم اعتماد نحو مليار و270 مليون جنيه لدعم الاكتشافات الاآثرية وتطوير المناطق السياحية خلال العام الحالي.