رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حكايات طرح النيل".. السيد نجم يرصد التجربة المجتمعية المصرية فى 50 عاما

جريدة الدستور

صدر حديثا رواية "حكايات طرح النيل" للكاتب السيد نجم، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

الرواية يتصدرها "نواف العجرودى" الولد الذي بدأت تجربته الحياتية قبل ثورة عام1952م، خطا موازيا للتجربة المجتمعية المصرية، حتى قبل عام2011 م.

"نواف" منذ طفولته إعتبرته العائلة من الأشقياء، طرده الجد، ليهيم بين طرقات القرية "كفر العوانس"، حيث تعرف على الطفل "الجعر"، الذى يبدو نقيضه في كل الصفات، ويوصف بالصديق اللدود.

ما أنبت الحقد من "الجعر" على "نواف"، أن الأخير يملك حاسة فى أنفه تمكنه من التعرف على كل الروائح التقليدية والغريبة، حتى أنه يتمكن من معرفة دخائل الناس من روائحهم! وجد فيه سكان القرية وسيلة للتنبؤ بما هو آت، وسؤاله حلا لمشاكلهم.

بتلك الميزة، تمكن نواف من العمل فى فبريكة السجائر بالإسكندرية، وإنتاج توليفات جديدة، نال بسببها الأموال الكثيرة. فشيد دارًا كبيرة له ولأولاده، كما خصص حجرة كبيرة كمضيفة لأى عابر سبيل، وفيها يتناولون الأطعمة والشاي الساخن ويثرثرون.

أنجب نواف أربعة من البنين والبنات: "عاصم" درس علوم الذرة، وملحد.. ويرى فى سلوك أبيه بالمضيفة نوعًا من الجهل. والبنت "روح".. حصلت على الدكتوراه في الآثار، وتنقب بجوار قلعة قايتباى لتؤكد أن القلعة لم تبنى بأحجار منارة الاسكندرية، وترى في أبيها ونبوءاته الكذب. والإبن "مصيلحي"، طالب الحقوق لم يحقق رغبة أبيه أن يصبح وكيلا للنائب العام، أصبح طريد الشرطة لإنضمامة إلى الجماعات التكفيرية، يرى في أبيه الجهل والشعوذة. أما "حفيظة" فلم تكمل تعليمها وتزوجت من "همام" الذى يعد نموذجًا للتحايل على القانون في القرية، بات من أثرياء القرية، يعمل تحت حماية العمدة وزوجته، وهو من دبر لرفع قضية حجر على الأب "نواف العجرودى".

زمن الرواية هو اليوم السابق لذهاب "نواف" للمحكمة.. خلال الأربع والعشرين ساعة يتم سرد الرواية على فصول.. يتم تناول محطات هامة لتاريخ مصر، بداية من إنشاء مديرية التحرير، حرب 56، حرب 67، وإنشاء التنظيمات السياسية مع هيئة التحرير ثم الإتحاد القومى ثم الإتحاد الاشتراكى العربى وغيرها، بما يسمح بقراءة لمجريات أحداث عامة، وأحداث خاصة لشخصيات الرواية.. وكيف أصبح "نواف" غير مرغوب من أبنائه!.

الجامع لأغلب الشخصيات، ذلك "الخص" المصنوع بعيدان الغاب، شيده "نواف" و"الجعر" خلال فترة الصبا على طرح النيل. وأصبح الخص المكان الخفي الظاهر الذى تلتجىء إليه شخصيات الرواية، هربًا من الشرطة أو من ضيق المعيشة، أو لنقل هربًا لأى سبب.. من هنا كان عنوان الرواية، "حكاية طرح النيل".

وتعد رواية "حكايات طرح النيل" الرواية الحادية عشرة من مسيرة السيد نجم في مجال الابداع الروائي، باﻹضافة الى العديد من المجموعات القصصية والدراسات في مجال أدب المقاومة والثقافة الرقمية.