رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجاسوس مرسى.. هل صلى الله عليه وسلم؟!


ليس جديدًا أن نقول إن جماعة الإخوان ورم سرطانى تمت زراعته فى جسد أمتنا للقضاء عليها، وليس جديدًا أن نقول إنها ارتبطت منذ نشأتها بأجهزة مخابرات غربية، وليس جديدًا أن نقول إنها تجاهر بتلك التبعية وأصبحت تحج إلى البيت الأبيض، وتطوف حول مبنى المخابرات الأمريكية، وتسعى بين الكونجرس ومنظمات حقوق الإنسان، كل هذا أصبح معلومًا للكافة، ورغم ذلك فإن هذه الجماعة تعيش! هل تعرفون على أى شىء تعيش؟ تعيش وتقتات على المظلومية، تبكى وتدعى أنها مضطهدة، فهذه هى وسيلتها الوحيدة فى اجتذاب المشاعر، ومن خلال تلك المظلوميات الوهمية تنجح فى تجنيد الشباب الجدد، والتأثير على نفوسهم وإخضاعهم للسيطرة التامة، ومن خلال السيطرة على المشاعر تقوم الجماعة بعمل فى برمجة ذهنية للشباب الذين يقعون فى مصيدتهم، وتوجههم لارتكاب ما تريد من جرائم، بزعم أنهم أصبحوا جنودًا فى جيش الإسلام، أو بالأحرى فى جيش الله المقدس.
تكذب جماعة الإخوان الإرهابية وتبالغ فى الكذب، فتدعى أن تعذيبًا بشعًا وقع على أفرادها فى السجون فى الفترة الناصرية، يكتبون الكتب والمقالات عن حسن البنا، ويقولون عنه إنه الإمام الشهيد، ويزعمون أنه قُتل لأنه كان يريد نشر الإسلام! وكأننا كنا فى أمة لم تسمع عن الإسلام ولم تعرفه ولم تتدين لله به، وفى كل عصر كانت تخرج مظلومياتهم للرأى العام، فتدلس وتغيّر حقائق التاريخ، تجعل من سيد قطب شهيدًا تم تعليقه على أعواد المشانق، وهو فى حقيقة الأمر إرهابى خطط للقتل وسفك الدماء وقاد تشكيلًا عصابيًا إجراميًا، ثم روجوا الأساطير الكاذبة عن الفترة التى سبقت إعدامه ليجعلوا منه بطلًا أسطوريًا طاهرًا نورانيًا ربانيًا، كما يقولون، والشباب الذى تمت السيطرة على مشاعره يصدق كل شىء، حتى الأشياء التى لا تُصدق على الإطلاق. ولذلك فإن قادة الإخوان حولوا تشكيلهم العصابى الذى احتل بالقوة أحد ميادين القاهرة ميدان رابعة، حولوه فى عيون الغافلين إلى اعتصام سلمى! وكأن من يقطع الطريق ويمنع مرور الناس ويحمل السلاح ويروِّع الآمنين يمارس عملًا سلميًا! وعندما أخذت الدولة تمارس سلطتها فى تنفيذ القانون، وتشرع فى فض هذا الاعتصام الإجرامى المسلح إذا بهؤلاء المجرمين يطلقون أسلحتهم النارية على الشرطة المصرية فيقتلون ويسفكون الدماء، وعندما أخذت الشرطة فى الدفاع عن نفسها ووطنها فتفتح لهم مسارات آمنة ليخرجوا من اعتصامهم، فخرج من خرج وبقى ثلة من المجرمين أخذوا يطلقون الرصاص على جنود الدولة المصرية، فهل كان من المفترض أن تقوم شرطتنا بالتصفيق والتهليل لهم! هؤلاء يواجهون دولة، ويستقوون بالأمريكان والاتحاد الأوروبى، وعندما قُتل منهم من قُتل من المجرمين إذا بتلك الجماعة تحوِّل الأمر إلى مظلومية تماثل «كربلاء» وكانت المشكلة الكبرى ليست فيهم، ولكن فى أولئك البسطاء الذين صدقوا الإخوان وأخذوا يذرفون الدموع على هؤلاء القتلى، وذرف الدموع على قتلى الشرطة التى تحمى الدولة أولى، ولكن ماذا نقول فى الجاهلين الذين استطاعت الجماعة قيادة أذهانهم وعقولهم!.
وعندما مات الجاسوس محمد مرسى فى المحكمة تحوَّل فورًا إلى شهيد، فقد سنحت لهم الفرصة ليصنعوا مظلومية جديدة، ولكى تتم المظلومية على أكمل وجه إذا بهم يروجون أن مرسى أثناء الغُسل كان عابسًا، لأن أحد ضباط الشرطة كان حاضرًا مع من يقومون بالغُسل! وعندما خرج الضابط ابتسم مرسى، وكان ينقصنا فقط أن يقولوا إنه ابتسم وتنفس الصعداء!! ثم روَّجوا أنهم وجدوا جسد مهدى عاكف أثناء دفن الجاسوس مرسى سليمًا كأنه كان نائمًا، لم تطرأ عليه أى تغييرات، وسبحان الله كأن قادة تلك الجماعة أنبياء، ثم كان فجورهم الأكبر عندما قالوا عنه: «محمد مرسى صلوا عليه وسلموا تسليما»! ولا أظن أن أحدًا قد وصل به الفجور إلى هذا الحد، وأظن أنه عندما يموت محمد بديع سيرفعونه إلى مصاف الآلهة، ولا عجب فقد كانوا من قبل يقولون على خيرت الشاطر إنه يوسف هذا العصر، وإنه خرج من السجن إلى القصر، وكتبوا عن حسن البنا مقالًا بعنوان «حسن البنا رضى الله عنه»، بالإضافة إلى كم من الخرافات والأوهام التى سيعيشون عليها لسنوات.
وكلنا يتذكر محاولات المظلومية الفاشلة التى حاولوا صناعتها لقتلة النائب العام الشهيد هشام بركات، ولكن الله أخفق محاولاتهم فهو القائل «إن الله لا يصلح عمل المفسدين» ومن قبل فشلت محاولات مظلومية مهدى عاكف، ولكنها رغم فشلها إلا أن تلك الجماعة تعتبر أن تلك المظلوميات هى خشاش الأرض الذى تقتات به ليمد لها فى عمرها، ولو أعمل الشباب، الذى يقع ضحية لتلك الخدع عقله لأيقن أن كل بضاعة تلك الجماعة عبارة عن أوهام وترهات وأكاذيب، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق لنا عقولًا وأعينًا وآذانًا، وطلب منا أن نستخدمها، ولكن بعضنا آثر أن يُغلق عينيه ويصم أذنيه ويسلم عقله لغيره ليفكر بدلًا منه، لذلك قال الله سبحانه وهو يذم الإنسان الذى يفعل ذلك «لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل» وما ذم الله هذه الخصال إلا لأنها تسلب من الإنسان حريته فيكون تبعًا لسيدٍ يأمره وينهاه، فلا يفكر إلا كما يفكر سيده، ولا يرى ولا يسمع إلا بعين وأذن هذا السيد، هذا هو مجتمع العبيد، حيث تنهزم طائفة العبيد نفسيًا أمام أميرهم ومرشدهم، فترى أنه المُخَلص، وأن ما يقوله هو الصواب، فإذا قال أحد من غير سادتهم كلمة حق تخالف قول «السيد» فإنها عندهم باطل، وإذا اصطفت الجماهير بالملايين ناقمة على سادتهم، دلس عليهم السادة وقالوا: «إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون» ساعتها لن ترى أبصارهم إلا أنهم شرذمة مستأجرة من أجل محاربة دين سيدهم الذى هم عليه، فإذا ارتفعت أصوات الجماهير غاضبة منهم ومن سيدهم فأصبحت كالهدير «جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوْا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا» هم فى الحقيقة لا يسمعون إلا سيدهم، ولا يفهمون إلا منه ولا يرون غيره، ولكن هل سيكون سادتهم معهم يوم القيامة عندما يقفون بين يدى الله سبحانه وتعالى؟ هل سيدافعون عنهم كما دافعوا هم عنهم فى الحياة الدنيا؟ هذا هو اليوم الذى يفر فيه المرء «من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه» سيقول كل واحد من سادتهم لهم فى هذا اليوم: نفسى نفسى. لا والله ليس هذا هو الإسلام الذى عرفناه فأحببناه واعتقدناه، ما هم عليه لا علاقة له بالإسلام، ولا أظن أن جماعة من الجماعات قامت بتشويه الإسلام، كما فعلت تلك الجماعة، بل إننا نعرف أن معظم الشباب الذين اتجهوا إلى الإلحاد كان الدافع لإلحادهم تلك الصورة المشوهة التى قدمتها تلك الجماعة للإسلام، ولكننى أثق أن هذه الكلمات لن تصل إلى الإخوان، فالعبيد لا يفهمون.