رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطبيب الذي لقب بـ"الساحر المصري" يتحدث لـ "الدستور": وفاة أبي سبب دخولي كلية الطب

الجراح المصري كريم
الجراح المصري كريم أبو المجد

الجراح المصري «كريم أبو المجد» والملقت بـ«الساحر المصري»، هو رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمي وزراعة الأمعاء بمستشفى كليفلاند الأمريكية، ولد في عام 1952 هو جراح مصري أمريكي، من مواليد مدينة المنصورة، أكمل دراسته في كلية الطب جامعة المنصورة عام 1976 وفي عام 1987 حصل على درجة الدكتوراه في أمراض الكبد من خلال التعاون المشترك بين جامعة إيموري في أتلانتا وجامعة المنصورة، في عام 1989، انضم إلى جامعة بيتسبرغ للحصول على زمالة في زرع الأعضاء، نجح الدكتور كريم أبو المجد إجراء واحدة من أدق وأعقد جراحات الجهاز الهضمي على مستوى العالم، لطبيبة من بنجلاديش ظلت تعاني لسنوات من آلام مبرحة في جهازها الهضمي، ولد كريم أبو المجد من مواليد مدينة المنصورة، أكمل دراسته في كلية الطب جامعة المنصورة عام 1976 وفي عام 1987 حصل على درجة الدكتوراه في أمراض الكبد من خلال التعاون المشترك بين جامعة إيموري في أتلانتا وجامعة المنصورة، في عام 1989، انضم إلى جامعة بيتسبرغ للحصول على زمالة في زرع الأعضاء، وكشف الدكتور كريم أبو المجد خلال حوار له مع "الدستور" عن كثير من جوانب حياته سواء العملية أو الشخصية.


لماذا لقبت بـ"الساحر المصري"؟
لقبت بالساحر المصري لأننى بعدما تقدمت فى زراعة الاحشاء التي تشمل المعدة والبنكرياس والقولون، اكتسبت خبرة كبيرة فى الجهاز الهضمي على مدار 30 عامًا مضي، وجاء لقب الساحر تحديدًا بعدما كنت أقوم بمساعدة من لديهم مشاكل مستعصية وأحلها بطريقة سليمة ولا كانوا يحتاجون حينها إلى زراعة الأعضاء ولذلك تم تسميتى بالساحر المصري؛ لأننى كنت أساعد جميع الحالات التي لا يقدر أحد أن يساعدها حتى إذا كان جرّاح.

ماهى أصعب الحالات التى قمت بإجرائها؟
أصعب الحالات عندما بدأت عمليات زراعة الأمعاء بداية من الكبد وكان لى الشرف بأن بدأت زراعة الأمعاء التى كانت تفشل فى السبعينيات والثمنينات، والدكتور «توماس ستارزل» وهو أول من قام بإجراء عملية زراعة كبد ناجحة أجراها توماس ستارزل فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسند لى فكرة زراعة الأمعاء وبفضل الله كان لى القدرة على تحقيق هذا العمل وهى كانت أعضاء مستحيل زراعتها فى الماضي، وبناء على هذا خلال الـ 30 سنة الماضية فقد كانت ثلث حالات زراعة الأمعاء فى العالم أنا من قمت بها وحققت أفضل النتائج ولى أكثر من 400 بحث يحظي به العالم كله وحوالى 30 أجزاء من الكتب وقمت بتمرين أكتر من 2300 جراح حول العالم.

ماذا عن طبيبة بنجلاديش؟
أنها من الأشخاص الذين كانوا مهددين بفقد الأمعاء، فتاة بنجلاديش "المرضي اللى بيتولدوا بعيوب خلقية فى الأمعاء والوضع يكون غير طبيعي وهذا الوضع يؤدي إلى التفاف الأمعاء حول نفسها، وهؤلاء المرضي بيموتوا ونسبته يصل لحوالى 500 لـ 600 فى الـ 1000 للكبار والصغار، ولذلك تكمن تفاصيل العملية فى أن نضع الأمعاء والقولون والاثنى عشر فى وضعهم ونثبتهم فى أماكنهم حتى لا يتحركوا ويتغير مسار الأوعية الدموية، وقد قمت بعمل حوالى 70 حالة من أمريكا الشمالية والجنوبية وأنجلترا وأستراليا، وأنا فى صدد كتابة مقال عن هذا المرض لكى يتم تعليم الأطباء الجراحين فى الجهاز الهضمي، ويسعدنى أن يلتف حولى دكاترة جامعة القاهرة.

كيف ستساعد الشعب المصري خلال السنوات المقبلة؟
لدى رغبة شديدة أكرمنى بها الله أن أساعد الشعب المصري، خاصة غير القادرين بالخبرة التي اكتسبتها خلال العقود الماضية وأنقل الخبرة في خدمة الأطباء حديثي التخرج، وهذا المجال من المجلات الدقيقة التى ستخدم الشعب المصري والدول العربية والإفريقية، وخلال الـ3 سنين الماضية قررت أذهب إلى مصر مرتين أو 3 مرات كل 4 شهور لكى أخدم المرضي المحتاجين اليها ولا يستطيعون عملها لذلك فأملى الشديد استمراراية هذا العمل ويستوجب وجودى الدائم فى مصر بعد عمل مستشفى خيري متخصص فى مصر على منوال 57357 وعلى منوال مجدى يعقود وقد خطوت خطوات كبيرة فى هذا الموضوع بمساعدة الحكومة ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق أملى لمصر فى الشهور المقبلة وخلق الكوادر العلمية والفنية لتحقيق هذا الأمر:" أتمنى أن اشوفه خلال السنوات القادمة".

كيف يصل إليك المرضي على مستوي العالم؟
أود أن أؤكد أن السوشيال ميديا لها دور كبير فى أن يصل لي المرضى على مستوى العالم، وذلك من خلال تشخيص الإشاعات الطبية والتحاليل من خلال الواتس آب أو الماسنجر فالسوشيال ميديا لعبت دور كبير فى خدمة عدد كبير من المرضي فى جميع انحاء العالم.

ماذا عن والدك ووالدتك.. وكيف ساعدوك؟
والدى توفى وأنا فى سن السادسة وأمى التى ربتنى انا وأخواتي، وقد دخلت كلية الطب فى جامعة المنصورة وكانت الرغبة فطرية لأننى فقدت ولدى فى سن صغير وكنت كل ما أفكر فيه هو تعلم الطب ومنع الحزن والألم الذي حدث لى منذ وفاة والدى أن أمنعه عن الأطفال الآخرين، ويشاء القدر أن أختى الكبرى توفت فى حالة ولادة بعد تخرجي من الجامعة وهذا عمل على زيادة الأمل لدى أن أقضي رسالتى كإنسان قبل طبيب، وكل المدارس التى التحقت بها حكومية وكان ذلك فضل الحكومة لى، كنت أذهب حوالى 5 كيلو فى المدرسة الاعدادية سيرًا على الأقدام، وحينما التحقت بالجامعة كنت أحصل على المراكز الأولى.


ماذا عن عائلتك ؟
لدى ابنين أدم وأحمد، أدم يبلغ من العمر 32 عامًا وأحمد 30 عامًا يعملون فى مجال الاقتصاد ولم يتزوجوا بعد، وهم فخورين دائمًا بكونهم مصريين ويرسمون تاتو على جزء من جسمهم وهو "النيل" ومكتوب عليه "مصر تجري فى عروقي"، زوجتى تذهب معي لمصر باستمرار ولها دور كبير فى خدمة مصر والمصريين.

ماهى أكثر الاشياء التى كانت تثير إعجاب الأمريكان بشأنك؟
كل الأمريكان يعرفون عنى حبى وتقديري لأمى ودفنها في المقابر السعودية عام 2013 وكانت علاقتى بها الجميع يتحدث عنها دائمًا.

ما رأيك فى جراحة زراعة الأمعاء ومدى نجاحها؟
نسبة النجاح 90% فى أول سنة ومع المدى الطويل بعد 5 سنين تصبح النسبة 60% فتقل عن نسب زراعة الكبد؛ لأن الجسم يعتاد على الكبد المزروع مع الوقت على عكس الأمعاء.

ما رأيك فى "تبرع حديثي الوفاة" بأعضائهم؟
القوانين تحمي المريض والمتبرع، وما ينقص في مصر "تبرع حديثي الوفاة" بأعضائهم، وهذا يحتاج إلى منظومة اجتماعية للتوعية، فهو موجود في كل دول العالم ماعدا مصر، والمعوقات بسيطة، ونحتاج الدور الريادي في هذا الموضوع، بحيث يكون التبرع من "حديثي الوفاة" وليس الحي فقط، وقد اجتمعت مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ولم يكن لديه أي مانع من الناحية الدينية حدول التبرع بحديثي الوفاة، قائلًا: "كل الدول بدأت من الصفر لكن عندنا التشاؤم أكبر من التفاؤل، وأورام الجهاز الهضمي أعلى نسبة أمراض تودي بحياة الشباب".

ماذا شعرت عندما علقت الطبيبة البنجلادشية على شفائها عقب إجراء العملية لها؟
كنت أشعر بغاية السعادة عقب إجراء العملية لها ونجاحها، حيث تعد العملية الأولى من نوعها التي تجرى في مصر والوطن العربي، وهي عبارة عن إعادة ترتيب للأمعاء الدقيقة لفتاة من بنجلاديش، وشارمن آتر شوما- 24 عاما- تدرس الطب، ورغم دراستها إلا أنها والأطباء المعالجون في بنجلاديش وخارجها فشلوا طوال سنوات في اكتشاف أسباب الألم التي تعاني منها، وقالت بعد نجاح الجراحة، إنها ظلت تبحث عن أسباب آلامها التي كانت تعاني منها حتى توصلت إلى الدكتور كريم أبو المجد، الذي نجح في تشخيص الحالة، بعد ان أرسلت إليه الملف الطبي الخاص بحالتها، وقالت أيضًا أن هذه الجراحة تصل تكلفتها في الولايات المتحدة الأمريكية 500 ألف دولار، ونظرا لظروفي المالية التي لم تتمكن من مجرد السفر فقط إلى أمريكا.

ماهى قصتك مع الدكتور توماس ستارزل؟
عند عودتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1989 تعرفت على الدكتور توماس ستارزل، وهو صاحب لقب أبو زراعة الأعضاء الحديثة وقد اسند لى مشروع زراعة الأمعاء والأحشاء بالكامل، وفي عام 1990 قمت بإجراء أول عملية زراعة أمعاء ووصل عدد عمليات زرع الأعضاء الأن إلى 2500 عملية قام هو بنصفها تقريبا.

ماهى العقاقير الطبية التي كان لك دور واضح فيها؟
لعبت دورا حيويا في إنشاء وتطوير العقار FK 506 المعروف باسم طبيا تاكروليموس والهدف من العقار تثبيط المناعة لتقليل مقاومة الجسم للعضو المزروع بالتالي إنجاع عملية زرع العضو الجديد، كما كونت فريقًا ساهم في القيام بحوالي 450 عملية في مجال زراعة الأعضاء.

كيف تساهم زراعة الأمعاء فى إنقاذ حياة المرضي؟
عمليات زراعة الأمعاء تنقذ حوالى 150 مريض سنويا ممن لديهم الفرصة للحصول على هذه العملية ولكن هناك الكثيرين يموتون قبل أن يجدون هذه الفرصة.