رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب الواحة.. فنان يحيي تراث "الطبيعة البدوية" بالرسم بالرمال

أحمد وهبة
أحمد وهبة


من داخل الطبيعة البدوية بأحجارها الرملية، ذات الألوان الصحراوية، استطاع أحمد وهبة، 60 عامًا، موظف بإحدى الهيئات الثقافية، أن يُجسد مشاهد من الطبيعة البدوية، داخل لوحات تعكس تراث حياة الواحات، بفن الرسم بالرمال.

أراد أحمد وهبة الذي ينتمي لمحافظة الوادي الجديد أن يُظهر جمال وتراث طبيعة الواحات، التي تغيرت كثيرًا عن ذي قبل، لتبقى صورة التراث القديم عالقة في الأذهان، ويبقي تراثنا موثقًا، مستخدمًا في تجسيد ذلك حبات الرمل الصخري بألوانها المختلفة، الأحمر، والأصفر، والأخضر، المماثلة للطبيعة الصحراوية.

"عشت حياة الواحة بحلوها ومرها، وأردت أن أعكس جمالها في لوح فنية من الطبيعة، تحاكي حياة الواحة القديمة" هكذا بدأ "وهبة" حديثه لـ"الدستور"، مستعرضًا أعماله المصنوعة من الرمال في معرض نظمته وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية.

وأضاف، بدأت هواية الرسم على الرمال منذ 30 عامًا، بعد أن كنت خطاطًا ورسامًا في البداية، لكنني أردت أن يكون لي بصمة خاصة، نابعة من بيئتي الصحراوية، فبدأت أن أفكر بذلك الفن، وأعمل به حتى الاحتراف، فلا يوجد في مصر، بل وجميع دول العالم، من يحترف ذلك الفن، فهو ارتبط باسمي، وأريد أن يكون رسالة، فهو يعكس جزء من التراث المصري، وهو الحياة البدوية في الواحات قديمًا.

وأوضح أن تلك اللوحات ليست فكرتها في الرسم فقط، بل تبدأ من رحلة البحث داخل جبال الواحات عن حبات الرمال الصخرية، بألوانها المختلفة، فأصعد إلى الجبل وأجمع الرمال ثم أبدأ برسم لوحاتي معبرًا عن ما يدور بذهني من تراثنا البدوي.

وتابع: أستخدم حبات الرمال، والمادة اللاصقة، واللوحات الخشبية التي أثبت عليها الرمال، وهي أيضًا لوحات خشبية طبيعية من شجر الدوم، وهو شجر متواجد في الواحات، وكان يستخدمه أبناء الواحات في أسقف المنازل، وهو معامل طبيعيًا، وخفيف يمكن تثبيت الرمال عليه، بالإضافة إلى أنه كان يستخدمه الطبقة الفقيرة من قدماء المصريين في صناعة توابيت موتاهم، فهي خشبة أثرية، فأردت أن تكون لوحاتي كل خامتها من البيئة الطيعية الصحراوية.

وأشار إلى أنه نظم العديد من المعارض الخاصة به وشارك في الكثير من المعارض الثقافية، والأشغال اليدوية، بجانب أنه صمم جداريات بشرم الشيخ، بفن الرسم بالرمال، لكنه يعاني من التهميش، وعدم الاهتمام بذلك الفن الذي يعتبر جزء من التراث يجب المحافظة عليه، وتسليط الضوء عليه خاصًا وأنه لا يوجد من يتقنه في مصر، ويمكن أن يُدرس، وتكون مصر صاحبة الريادة به.