رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بطل فشنك".. الدستور تكشف القصة الكاملة لـ"نصاب الشهامة" بالإسكندرية

جريدة الدستور

أثار منشور زعم صاحبه على مواقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" رؤيته لمحاولة اختطاف فتاة تحت تأثير المخدر، بنفق قناة السويس في منطقة محرم بك وسط الإسكندرية، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك".

الرواية التي نشرها صاحب "البوست" عن الفتاة، أصبحت حديث موقع " فيس بوك، خلال يوم واحد، الأمر الذي أعتبره رواد موقع التواصل الإجتماعي، بطولة وشهامة، بعد أن تزامنت الواقعة مع عودة فتاة متغيبة من محافظة الشرقية إلى منزلها في نفس اليوم بعد أن كانت مختفية لمدة يومين، زاعمين أنها هي من كانت متواجدة في الإسكندرية، وكانت مخطوفة، وتم إنقاذها بسبب شهامة هذا الشاب، إلا أن الواقعة قد شابهها بعض الغموض، لعدم وجود أي دليل عليها سوي رواية صاحب المنشور.

تواصلت "الدستور" مع صاحب المنشور والذي أكد أنه من قام بتصوير الواقعة، بداية من نفق قناة السويس، وقام بمطاردة شخصين كانا يستقلان "سكوتر" وبينهما فتاة تحت تأثير المخدر، واستنجد بأحد رجال الشرطة الذي طارد الشابين، وتم القبض عليهما، لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل أخرى، وأبدي اعتراضه على النشر، ثم بدأ بنشر الرواية مفصلة على "جروبات" موقع فيس بوك لتستيقظ الإسكندرية، على قصة شهامة شاب أنقذ فتاة من الاختطاف.

في الوقت الذي تغنى رواد مواقع التواصل بتلك الشهامة، وبدأت الصفحات الخاصة بمحافظة الشرقية، ترسل برقيات الشكر للشاب المسؤول عن رجوع ابنة الزقازيق، كانت هناك حلقة مفقودة، فلا يوجد أي محضر رسمي بتلك الواقعة، ولا نشر أهل الفتاه المتغيبة من مدينة الزقازيق أي تفاصيل.

حاولت" الدستور" البحث عن حقيقة تلك الواقعة، وتواصلت مع والدة الفتاة "رضا محمد الفولى" الطالبة بالصف الثالث الثانوي، والتي تغيبت عن منزلها عندما خرجت إلى موعد درس الفيزياء في 21 يونيو، ولم تعود إلى المنزل، مما جعل عائلتها تنشر على موقع التواصل" فيس بوك" صورة لها لمن يستدل عليها.

وقالت والدة "رضا" لـ"الدستور" إن ابنتها عادت أول أمس عن طريق أحد الأقارب في محافظة الإسكندرية، ونفت صحة ما تداول أن ابنتها هي الفتاه التي ظهرت في الصور الخاصة بالمنشور المثار على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت قائلة:" ابنتي رجعت إلى المنزل في سيارة أجرة، عن طريق أقارب لنا، ولم نتسلمها من قسم شرطة، وليست هي فتاة الإسكندرية المتداول صورها، مطالبًا من ينشر على موقع فيس بوك بتوخي الدقة، لأنه يسبب أثرًا نفسيًا لعائلة بأكملها".

ومن جانبه، قال مصدر أمني بمديرية أمن الإسكندرية، إنه تم إجراء الفحص والتحري على ما تم تداولته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بقيام أحد الأشخاص بإنقاذ فتاة، حاولا شخصين اختطافها على دراجة نارية.

وأكد أن تلك الواقعة لا يوجد لها أي محاضر تم تحريرها داخل أقسام الشرطة، فالشخص الذي حكى الرواية أكد أنه كان يوجد أمين شرطة بإدارة المرور، وألقى القبض عليهما وتسليمهما لقسم شرطة محرم بك، وهذا أمر غير صحيح، فلا يوجد محضر بالقسم ولم يجرى تسليم أي فتاة ولا إلقاء القبض على أي أشخاص بكوبري محرم بك كما ذكر على الفيس بوك.

وأشار إلى أن الجهات الأمنية تحاول الوصول إلى صحة الواقعة بعمل التحريات خاصة وفحص كاميرات المراقبة بالمنطقة، لإثبات أي دليل لرواية الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يوجد أي محضر أو بلاغ بثلاث أقسام شرطة واقعة بنطاق الكوبري، ولا يوجد أمين شرطة سلم شباب أو فتاة لأي قسم كما قال، مضيفًا أن كل ما نشر عاري تماما من الصحة وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الواقعة.

على الرغم من نفى والدة طالبة الثانوية العامة بالشرقية، وتأكيد المصادر الأمنية، إلا أن الواقعة كانت ينقصها دليلًا آخر وهو من هي الفتاة التي كانت مخدرة حسب رواية صاحب المنشور، وأين رجل الشرطة الذي طارد الشابين وألقى القبض عليهما.

الأمر الذي اتضح عندما تواصلت "الدستور" مع علاء محمود الشاب الذى ظهر في الفيديو والصور الذي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يعلم عن الأمر شيئًا إلا في وقت متأخر عندما رأي صورته على "فيس بوك".

وقال علاء لـ"الدستور" لا أعلم ما دفع هذا الشاب لتصويري، ولماذا لم يسألني إذا تشكك بالأمر، موضحًا أنه لم يتم القبض عليه، ولا يوجد أي صحة للمطارات وللرواية التي أثارها ذلك الشاب مدعي الشهامة.

وأضاف علاء محمود 20 عاما، طالب بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، بأن الاسكوتر الذي قال عنه صاحب المنشور مسروق، هو ملكي وبأوراق رسمية، وأن الشاب الآخر الذي كان يستقل الاسكوتر معه، هو شقيقه مروان طالب بالثانوية العامة، أما الفتاة، فهي شقيقتهم ميار 21 عامًا، وهى تعاني من إعاقة، وهم كانوا في طريقهم إلى المكان المخصص التي تتلقي به جلسات التخاطب، موضحًا، بأنهم لا بد أن يستقلون "الاسكوتر " بهذا الشكل حتى لا تتعرض شقيقتهم للسقوط، بسبب إعاقتها.

وأشار إلى أن الشخص الذى أدعى، تلك الأكاذيب، غير سوي، ليسرد رواية كاذبة، لتحيطه بعض الشهرة، ويصفونه البعض بالشهامة وهو لا يعرف عنها شيئًا، فهو لم يتحقق من شئ، وقام بالتصوير ليبني قصة شجاعة وهمية على حساب أشخاص آخرين.