رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمير رمسيس: كلمة السر في حياتي هي يوسف شاهين


انطلق المبدع الشاب امير رمسيس من المعهد العالي للسينما الى الوقوف خلف الكاميرا كمساعد للمخرج العالمي يوسف شاهين، ,توطدت علاقة المخرج الشاب باستاذه الكبير فى اثناء عمله كمخرج مساعد فى عدة افلام مثل "سكوت هنصور" و"اسكندرية نيويورك" حتى فعلها وحده من خلال اخراج افلامه التى لاقت نجاح سينمائي كبير مثل "اخر الدنيا" و"ورقة شفرة" و"كشف حساب"؛ ومن ثم توقف رمسيس فى استراحة محارب ليستأنف مسيرته الابداعية، فقدم الفيلم الوثائقي بجزئيه "عن يهود مصر"من انتاج صديقه هيثم الخميسي.
ينظر رمسيس لموسم أفلام العيد باعتباره ناجحًا جماهيريًا كما تقول أرقام الإيرادات، مؤكدًا أن إعادة إنتاج الأفلام الكبيرة هو تطور إيجابي في سوق الإنتاج السينمائي، لكنه أشار إلى أن فكرة التمصير أو إعادة إنتاج تيمة ما هي "خطرة جدا وتحتاج إلى دراماتورج قوي"، حسب قوله، لافتًا إلى وجود فارق كبير في استقبال الجمهور لفيلمي "شمس الزناتي" و"حملة فرعون" وكلاهما رؤية مختلفة لـ"العظماء السبعة".
بدأت فكرة فيلم "يهود مصر" من خلال عمل أمير كمخرج مساعد فى فيلم "اسكندرية نيويورك"، كان هناك مشهد لليهودي يوصي البطل بوضع الزهور على قبر شقيقه الذي عاش ودفن في الأسكندرية، ولكن شاهين رأي حذفه لاسباب فنية حيث جاءت مدة الفيلم طويلة للغاية، ولكن على الرغم من حذف المشهد إلا انه دارت نقاشات داخلية بين صناع الفيلم وعدد من العاملين في الوسط تهاجم هذا المشهد وتهاجم ظهور شخصية اليهودي في الفيلم وهذا الأمر الذي أثار التسأؤل لدي امير رمسس..إلى هذه الدرجة لم نعد نستطيع تقبل الاختلاف؟!، وما ساعد رمسيسفى مقابله عدد من اليهود المصريين اثناء رحلة عمل فى باريس فقابل عدد منهم، وتواصل مع بعض من أفراد عائلة هنري كوريل اليهودى المصري الممنوع من دخول مصر مما دفعه رمسيس للتفكير جديا في تقديم فيلم ليس روائي عن هنري كورييل وحدة ولكن عن يهود مصر عمومًا.فقدم ذلك الفيلم الذى راهن على نجاحهبدعم من المنتج هيثم الخميسي، وقد كان بالفعل،حيث استغرق العمل مايقارب اربعة سنوات من الجهد ليثمر نجاحا جعل عرضه بالمعهد العربي ببايس احد الانتصارات التى حققها الفيلم بعد انتصاره على الرقابة واجهزة الدولة الامنية ودور العرض التى عرضت منه ثلاث نسخ فقط متفرقة على شاشات دور العرض
"مسألة عرض وطلب"، هكذا يرى رمسيس عدم اهتمام دور العرض بالفيلم التسجيلي اوالقصير، يقول: "ربما هي عملية تحتاج لوقت، فمنذ اعوام لم يتخيل الجمهور انه يوما سوف يذهب لمشاهدة فيلم اوروبي خارج نطاق المهرجانات ولكن سينما زاوية استطاعت فعل ذلك تدريجيا في تغيير نظرية الافلام الامريكية والهندية المنتشرة في دور العرض المصرية، ومثل الفيلم التسجيلي "يهود مصر" الذى كان فكرة مستهجنة وممتلئة بالمغامرة. ولكن الامر الواقع ان كل قاعة تم غرض الفيلم فيها وصلت نسبة ايراده اليومي الاول والثاني اعلى من غيره مقارنة بالقاعات المجاورة له مما يثبت ان للافلام التسجيلية جمهور يبحث عنها".يرى رمسيس انه لا يكفي ان يكون المجهود على صانع الافلام وعلى المغامرة المحدودة المتاحة امامه "ولكن لابد من التشجيع التدريجي وزيادة المبادرات حتى يعتاد الجمهور على وجود الفيلم التسجيلي كبرنامج مستقل في دور العرض".
المخرج الشاب هو كذلك واحد من القائمين على مهرجان الجونة السينمائي، يتحدث عن هذه التجربةالتي بدأتعن طريقالفنانة بشرى في بدايات 2016 "وذلك نتاج سنوات طويلة من التزامل في لجان تحكيم عدة والاحتكاك السينمائي في مجالات مختلفة"،لم يتردد في القبول للحظة عندما شعر بحماسها لتأسيس مهرجان مختلف ورؤية مغايرة للمشهد المهرجاني في مصر، حسب قوله؛ مشيدًا بالمهرجان الذى وصفه بأنه"احتل مساحة مهمة في المشهد السينمائي في المنطقة لعوامل عدة، من اهمها برنامجه السينمائي واختلاف شكل العمل وروح الفريق والتخطيط طويل المدى"، ويتنبأ بأن المهرجان سوف يستمر على نفس المستوى من الجودة. في الوقت نفسه يؤكد رمسيسان العمل بمهرجان الجونة قد عطل من مشاريعه الفنية لعدة اعوام، ويتمني ان يكون هذا العام هو الاخير من عطلة المشاريع، وربما الوضع المتردي للصناعة حاليا قد يكون عائقا امام ظهور فيلمه الجديد الى النور؛ ونفى فكرة التشاؤم التي قد نعتقد فيها عنه لتفكيره في اختيار بلاد غير مصر.
يعود الحديث مع رمسيس إلى بقية اعماله السينمائية،يصف فيلمه "بتوقيت القاهرة" بأنه من اهم التجارب التى قام بكتابتها واخراجها،ولم يواجه الصعوبات التى من الممكن ان يواجهها المخرجين فى اثناء تعاملهم مع نجوم كبار من جيل نور الشريف وميرفت امين وسمير صبري "بل كان الجميع فى قمة التعاون والوفاق"، حسب تعبيره،كما انه حصل على موافقة نور الشريف للمشاركة فى الفيلم بعد يومين فقط من لقائهما، واشار إلى أن "بتوقيت القاهرة" خرج الى الشاشة الكبيرة بمحض الصدفة، فلم يقدمه لأى من شركات الانتاج المعروفة، الا ان المنتج سامح العجمي قرأ سيناريو الفيلم ليبدى رأيه كصديق وأبدى رغبته فى انتاج هذه النوعية من الافلام، عن الفكرة نفسها يقول إن المحفز الاكبر فى زيادة حماسته للانتهاء من كتابة الفيلم الذى يجول بخاطره منذ 2008حتى ظهر للنور فى 2013 كانت فتوى دينية تزعم ان زواج الممثلين فى اعمالهم الدرامية حقيقى لانه يحقق احد شروط الزواج وهى الاشهار، ومن ثم قام بتأليف حكاية ثالثة تضاف الى حكاية يحي شكري المصاب بالزهايمر، والثانية قصة الحبيبين الذان يمران بفترة حرجة وحاسمة من حياتهما.الفيلم حصل على جائزتين بمهرجان خريبكة للفيلم الأفريقى بالمغرب وكانتالجائزة الأولى، هى جائزة لجنة التحكيم، والثانية جائزة أفضل ممثلة دور ثانى لآيتن عامر "ولم تكن هذه المرة الأولى التى يحصل فيها فيلم "بتوقيت القاهرة" على جوائز، فسبق وحصل على جائزتين بمهرجان وهران بالجزائر، الأولى جائزة أفضل ممثل، للنجم الكبير نور الشريف، وحصلت على الجازة لثانية لأفضل سيناريو".
بسؤاله عن اخر افلامه خانة اليك من تأليف لؤي السيد وماتم توجيه تهم الاقتباس اليه، اشار رمسيس بشكل قاطع ان الفيلم غير مأخوذ عن اى فيلم اجنبي وانه متأكد من ذلك والا على من يدعى ذلك فليواجه السيناريست بادعائه. أما عن الدراما فى مخططات امير رمسيس القادمة نفى تماما انه فى طريقه لاخراج مسلسل درامى بعد تجربته من خلال الدراما المغربية من خلال مسلسل صالون شهرزاد فقد كانت الصدفة من هيأت له تلك الفرصة لإخراج المسلسل المغربي من خلال منتجه العمل شرعت في تنفيذ مشروع فني جديد وأرادت أن يكون ذو طابع مصري في الأداء وأن يتم تصويره بطريقة سينمائية، فعرضت عليه المسلسل وتم عرضه على قناة ''وديزيم المغربية ولم يكرر تجربة الدراما ثانية بعد تأثره-على حد قوله- بالاحترافية الشديدة التى يتمتع بها الانتاج الدرامي المغربي والذى غاب عن الدراما المصرية
اكد امير رمسيس على ان الافلام المصرية لا تصل الى القائمة القصيرة الاولى فى قائمة الاوسكار لان هذا يحتاج ان يتم عرض الفيلم فى امريكا بواسطة التعاقد مع موزع يقوم بتوزيع الفيلم الى ان يكون لدينا منتجين عندهم هذا الطموح وقادرين على المغامرة، بينما يختلف الأمر في المهرجانات الأوروبية و التي من الممكن ان نعرض أفلامنا المصرية على هامش برامجها أو المشاركة فيها ولكن أيضا نادرا ما يخرج فيلم مصري ليكون منافسا في المسابقة مما يتطلب الكثير من الخطوات للوصول الى الهدف.
عن اول عمل روائي له قال رمسيس ان رواية "نشيد الانشاد " التى صدرت عن دار "اكتب" والتى تدور احداثه عن ومن باريس التى اطلق عليها صفة المدينة الرمادية فقد قرر ان يخوض تجربة كتابة الرواية مثلما مر بها عدة مخرجين مثل بازوليني وبرتلوتشى ورأفت الميهي وقد حاول رمسيس بقدر استطاعته ان يتجنب كتابة الرواية على نسق السيناريو وانما ارادها من البداية تجربة حكي سردية عن المدينة الفرنسية وليس فى نيته ان يحولها الى فيلم سينمائي.
اما عن مشاريع المخرج امير رمسيس القادمة قال انه انهى كتابة سيناريو فيلم بعنوان "دم بارد" حيث يدور حول الاحوال السياسية المتعلقة بالبلاد خاصة فى هيمنة تنظيم داعش على الساحة وأوضح المخرج والسيناريست أن السبب وراء امتناعه عن إعلان موعد بدء تصوير الفيلم أو حتى الإعلان عن المرشحين لبطولته حتى الآن، يرجع إلى عدم اتفاقه مع الشركة التي ستتولى إنتاج الفيلم حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن هناك عدة مفاوضات تجمعه مع عدد من الجهات الإنتاجية حاليًا ولم تنتهِ بعد.