رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "المدرّي" الذي كسر الزمان مدراته

جريدة الدستور

من المهن التى اندثرت فى الصعيد وذهبت بلا رجعة مهنة المدري أو صاحب المدراة.

وقد كان "المُدَرِّي" لا غنى عنه بين المزارعين خاصة في موسم حصاد القمح، ويُشتق اسم المدَرّي من المدراة.. والمدراة هي آلة مكونة من عصا، صنعت من الخشب الزان، مربوطة بكف خشبي من خمسة أصابع، وهي تشبه "شوكة الطعام" لذا يسمونها شوكة المدارية، كان ينثر بها المدَرّى تبن الجرن، مع اتجاه الهواء ليعزل التبن عن الغلّة. وحتى ثمانينات القرن الماضى، كان المدَرّى موجودًا ومطلوبًا يتخاصم المزارعون للفوز به، ولما ظهرت "الدرّاسة الحديثة" الملقبة "بالهوّاية" والتى تعزل التبن عن القمح تلقائيًا، انتهت مهنة المدرّى وانكسرت مدراته إلى الأبد؛ فقد تغير اتجاه المهنة، وانقرض إثر ذلك ممارسوها تماما، وبات "المدّري" من التراث.