رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشنجات "الصرع".. تصيب 1% من البشر.. وتستغرق 3 سنوات للشفاء

تشنجات الصرع
تشنجات الصرع

اهتزاز شديد في الجسد مصاحبًا للتقلصات، وتقلب العينان إلى الأعلى بجانب الشفتين الزرقاوين، وتشنجات مستمرة قد تصل مدتها إلى دقيقتين ناتجة عن نشاط كهربائي غير طبيعي في جميع أنحاء الدماغ، غالبًا ما تؤدي إلى انخفاض بالغ في سكر الدم، وأحيانًا ما تتسبب في سكتة دماغية، هكذا كان حال عمر مجدي، الشاب العشريني الذي كانت تحدث له هذه الأعراض في أي مكان وأي وقت.

"بعد تالت مرة أدخل في نوبة الصرع قررت أزور الدكتور"، هذا ما يقوله "عمر" في حديثه مع "الدستور"، موضحًا أنه تعرض لنوبات الصرع المتكررة في ثلاث أيام متتالية، وفي المرة الثالثة لم يتردد في زيارة الطبيب الذي كشفت التحاليل التي أجراها أن الشاب يعاني من مرض السكري دون تناول العلاج اللازم؛ مما تسبب في تعرضه لنوبات صرع متواصلة.

نوبات الصرع ظلت تطارد الشاب في كل مكان يذهب إليه سواء في بيته أو في جامعته أثناء المحاضرات، وأثر هذا الأمر عليه نفسيًا ليتجنب الخروج من البيت لفترة كبيرة حتى يتعافى نهائيًا من المرض، وبالفعل كان قد أرشده الطبيب إلى نوعين من العقاقير المختصة في علاج الصرع، وواظب "عمر" على تناولهما لمدة شهر بجانب الحفاظ على معدل السكر في جسمه.

أوضحت تقارير منظمة الصحة العالمية مؤخرًا، أن ثلاثة أرباع المصابين بالصرع لا يحصلون على ما يلزمهم من علاج؛ مما يزيد من احتمالية وفاتهم المبكرة، وأكدت التقارير أيضًا أن 25% من حالات الإصابة بالصرع يمكن الوقاية منها، في حين أن 23% من المصابين يعانون من الاكتئاب السريري طوال عمرهم، بينما يعاني 20% من القلق، كما يواجه من 30 إلى 40% من الأطفال المصابين بالصرع صعوبات في النمو والتعلم.

"مبكرهش في حياتي قد الصرع علشان بسببه فقدت بنتي يوم ولادتها"، بتلك الكلمات بدأت آية أحمد، 44 عام، حديثها لـ"الدستور"، مشيرة إلى أن نوبات الصرع كانت تداهمها منذ الشهر الثالث في فترة حملها حتى أصابت الجنين بداخلها، ولم تكتشف السيدة أن الجنين يتأثر بتلك النوبات إلا يوم الولادة حين خضعت للعملية، وفاجأها الطبيب بأن الجنين خرج ميتًا بسبب عدم تحمله لنوبات الصرع.

مضاعفات الحمل دائمًا ما تؤدي إلى نوبات صرع أثناء فترة الحمل لكنها تسبب خطر كبير على صحة الجنين بالداخل، وتحتاج الحالة المصابة في تلك الفترة إلى متابعة جيدة مع الطبيب، لكن في حالة "آية" لم تلتفت إلى ضرورة الأمر وقتها بل اعتمدت بشكل بسيط على تناول الأدوية المضادة للصرع دون علمها بأن هذا يشكل خطرًا أكبر على الجنين، فإذا ولد سيكون مصيره التشوه الخلقي أو الوفاة الفورية.

في ذات السياق، يقول الدكتور جمال الشريف، طبيب مخ وأعصاب بالمنصورة، إن التشنجات الصرعية مرض شائع يصيب حوالي ١% من السكان، والسبب الرئيسي للمرض هو زيادة في الفعالية الكھربائية في الدماغ، ناتج عن اضطراب في النواقل الكيماوية العصبية بين الخلايا الدماغية، كما ينصح "الشريف" المريضة المصابة بالصرع التي تخطط للإنجاب بمراجعة طبيبھا قبل ستة أشھر من الزواج أو الرغبة بالحمل، لتنظيم علاجاتھا وإعطائھا الأدوية الأكثر أمانًا في فترة الحمل.

ويضيف الدكتور "جمال" أنه مع معظم الحالات يمكن منع حدوث نوبات الصرع لها بواسطة العلاج الدوائي، أو على الأقل المباعدة بينھا وتخفيف شدتھا، ولكن يوجد حالات تكون نوبات الصرع لديها شديدة للغاية مما يضطر الطبيب للمشاركة بين عدة أدوية في آن واحد، كما يوجد حالات أخرى محددة من خلال الطبيب المختص تخضع لعمليات التدخل الجراحي، وعن شرط التعافي نهائيًا من المرض يقول جمال: "يجب أن يمر على المريض ثلاث سنوات بدون حدوث أي نوبة صرع، بالإضافة إلى إجراء رسم دماغ كھربائي".

يذكر أن هناك نوعان من الصرع، النوع الأول هو الصرع العام ينقسم إلى ثلاث نوبات، "نوبة التغيب" تأتي في المقدمة لتعرف بنوبة الصرع الخفيفة، وتمتاز هذه النوبة بظهور أعراض على المصاب بها كالتحديق في الفضاء، و"النوبة الرمعية العضلية" التي تغزو الأطراف فتظهر حركات حادة غير موزونة في اليدين والرجلين، وأخيرًا "نوبة توترية ارتجاجية شاملة" التي تعتبر من أكثر الأنواع خطورة فهي تسبب فقدان للوعي، وتشنج الجسم وتصلبه.

الصرع الجزئي هو النوع الثاني من أنواع الصرع ينقسم إلى "نوبة جزئية بسيطة" تؤثر على الشخص المصان بتغيير صفات شكله، والشعور بالروائح المألوفة، و"نوبة جزئية معقدة" التي تؤثر على الحالة الإدراكية فتؤدي على فقدان الوعي المؤقت.