رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها "الخوف من الحسد".. لماذا استخدم المصريون القدماء الكحل؟

جريدة الدستور

مازلنا نحن المصريين حتى الآن نفك طلاسم الحياة المصرية القديمة، ومازلنا مفتونون بالملكات اللواتى صنعن مكياجهن بتلك الحبكة التى مازالت التكنولوجيات الحديثة تحاول الوصول إليها، لاسيما مكياج العين الدراماتيكى، فمن الواضح أن المصريين كانوا فخورين بالكحل، وكان واحدا من الأشياء التى كانت تستخدم بإستمرار، ولكن هل فكرنا لماذا كل هذا التعلق المفرط بقلم نستخدمه الآن أو لانستخدمه حسب رغباتنا؟.

في وقت مبكر من 4000 قبل الميلاد، كانت الملكات المصريات والنساء والرجال النبلاء على حد سواء يقتنين الكحل ويستخدمونه، وفى ذلك الوقت كانت بعض النساء يطبقن الكحل على عيون أطفالهن حديثي الولادة، والسبب وراء ذلك أن القدماء كانوا يخافون من العين الشريرة "الحسد" بصرف النظر عن الخرافات النى نعرفها الآن مثل الأحجار الزرقاء الفيروزية، وعين حوس، حيث كانوا يعتقدون أن العيون بدون مكياج تكون عرضة للحسد، ولذلك كان الرجال والنساء يضعنه على الجفنين العلوى والسفلى لحماية أرواحهم.

لم يكن هذا هو السبب الوحيد، بل لأن المصريين القدماء كانوا يعانون من العديد من المشكلات الصحية مثل التهابات العين بسبب غبار الصحراء وبكتيريا النيل والحشرات، ولذلك شملت المكونات الطبيعية صنع الكحل لعلاج الإلتهابات وتحسين البصر، وهو كذلك يحمى من أشعى الشمس الشديدة لما يحتويه من أكسيد الزنك.
ووصل تأثير مصر فى نمو الكحل إلى الثقافات البابلية واليونانية والرومانية، وبعد سقوط الإمبراطورية الروماينة إمتد إلى بقية القارة الأوروبية، حيث أسىء استخدامه، واعتبر مجرد مستحضر تجميل.