رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وَحْدَتى السوداء

جريدة الدستور


صباحُ المُنْحَنَيَاتِ الثُعبانية
والمَضَايق المُغلَقة
صباحُ الأباطيلِ
التى باتت تُؤلِفُ الحقيقة
صباحُ الخُرافات العصرية
يُرَوِجُها الثعلبُ عَنْ توبته
صباحُ المُرَابِينَ
يصفُونَ الموتَ بأنه القرض الوحيد
الذى لا ينـتظرونَ مِنِّى أنْ أردَّه
صباحُ النبوءةِ الخَرْقَاء
بأن كأسىَّ الفارغةَ اليومَ
ربما امتلأتْ فى الغد
صباحُ العواصم المعدنية التى زرتُها
لتستأجر ذِمَّتِى بلا مقابل
صباحٌ عَلَىَ اللِّصِ الذى سرقنى
بينما أراهُ يحتسى شاىَ المساء مع جَنَاب المأمور!
صباحُ النُدبَة الكبيرةِ أسفلَ البطن
صباحُ الجِراحةِ الغائرة
بين الضِلعِ الثالث والكبد
صباحُ الوردة التى خاصمها المَيْسَمُ
فخانته عِندَ أول مُنعطَفْ
صباحُ اللقمةِ المُرَّةِ
أحملُها عَلَى كَفِّى
وأقولُ إنها خَطِيبتى
صباحُ الحبِّ
الذى تتباكىَ الحكيماتُ مِنُ عِلَّتِه
صباحُ الرِبَاطِ الذى لَم يَعُدْ مُقدسًا
صباحٌ علَىَ سَطْلِ البيرة
شربتُه مع امرأةٍ لَمْ تخنى سوى مرةٍ واحدة!
صباحُ الإرادة المُنكسرة
وهىَ تهشُّ الذبابَ تَزْجِيةً للوقت
صباحُ الأصدقاء المُخْلِصين
يحرقون نعشى
حتَّى يُطهرونى مِنَ الآثام!
صباحٌ عَلَىَ بلادٍ
يقولونَ لى إنها بلادى!
صباحٌ علَىَ كتابى هذا
بينما لا أعرفُ لِمَنْ أُرْسِلَهُ
صباحٌ يا وَحدتى السوداء
يا ابنةَ عَمِّى.