رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس منظمة المرأة العربية: أتبنى قضية النازحات جراء النزاعات المسلحة

جريدة الدستور

◄ مصر متقدمة في التشريعات ولديها نصوص واضحة بقضايا "منع زواج القاصرات والختان"
◄ أنا محظوظة كونى وُجدت في بيئة داعمة
◄ مصر لديها تقدم ملفت في التشريعات من جهة منع زواج القاصرات والختان.



تحمل سيرتها الذاتية العديد من الانجازات، منها أنها زائرة فى عدة جامعات ومنها فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، مصر، تونس.

وشغلت منصب عضو مجلس جامعة الأمم المتحدة 2007-2013، وغيرها من المناصب الرفيعة التى أهلتها لتكون أول لبنانية تشغل منصب مدير منظمة المرأة العربية، خلفًا للسفيرة ميرفت التلاوى، هي الدكتورة فاديا كيوان، التي تحاورت مع "الدستور" عن أدائها اليمين القانونية لرئاسة المنظمة أمام الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، 22 مايو الماضي، وتحدثت عن أجندة أعمال المنظمة، ودورها في الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار:

-بداية.. ما الأنشطة التي تضعها المنظمة على أجندة أعمالها الفترة المقبلة؟

نهتم بعدة موضوعات، منها التربية منذ الصغر على المساواة، وتدريب المراقبين على الانتخابات بتسليط الضوء على المرأة، بحيث تتم التغطية الانتخابية في البلدان العربية من وجهة نظر نسوية.
كما توجد ورش عمل في عدة دول عربية، منها بيروت، وبالمغرب نتواصل مع السلطات لعقد ورشة عن النزاعات المسلحة وكيفية التفاوض لفض المنازعات، ولدينا اهتمام بتدريب الإعلاميين حتى تكون لديهم ثقافة حقوقية دقيقة للقضايا التي تتعلق بالمساواة وحقوق المرأة.

- سيرتك الذاتية مليئة بالعديد من المحطات المهمة الناجحة.. حدثينا عنها؟
حصلت على دكتوراة دولية في العلوم السياسية من جامعة باريس الأولى "السوربون"، كما أسّست معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، وعملت أستاذة زائرة في جامعات عدة في الكثير من الدول، وكنت ممن أسهموا في تأسيس الهيئة الوطنية لشئون المرأة، لتكون مرجعًا مهمًا في معالجة قضايا المرأة اللبنانية ومشكلاتها، وكنت ممثلة شخصية لرئيس الجمهورية اللبنانية في المجلس الدائم للفرانكوفونية، ولدي مؤلفات وأبحاث في مجالات المجتمع المدني، والإدارة الرشيدة للأحزاب السياسية، وقضايا المرأة، والأنظمة السياسية المقارنة.

- مَن الفئة المستهدفة في تدريبات مراقبة الانتخابات من وجهة نظر المرأة؟
طلبنا من عضوات المجلس التنفيذي بالمنظمة ترشيح سيدات ورجال، نقوم بإعدادهم ليصبحوا قادرين على مراقبة الانتخابات من وجهة نظر المرأة لأن المراقبة السياسية هناك من يقوم بها، أما نحن يهمنا من يقوم بخلق قصص عن النساء الناجحات ويسلط الضوء على المرأة في كل الفئات.

- كيف دار اللقاء الأخير مع الأمين العام لجامعة الدول العربية؟

تشرفت بلقاء السيد أحمد أبوالغيط يوم 22 مايو الماضى، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، كان الهدف الأساسي هو تأدية اليمين القانونية لرئاستى المنظمة، أما الحوار فكان مثمرًا، وهو لديه حنكة وتجربة وثقافة واسعة، وسألنى عن أهداف المنظمة وعملها والمشاكل وكيف نتغلب عليها، وأعطانى رأيه فى بعض القضايا.

-هل كانت له توصيات بخصوص المنظمة؟

حثني على عمل جولة بالدول العربية في أقرب وقت، كذلك أوصاني بتعزيز العلاقات مع الجهات الوطنية المصرية.
ولا بد هنا من لفت النظر إلى الريادة التى لعبتها مصر، فكلنا نعرف أنها وراء المبادرة لتأسيس المنظمة العربية للمرأة، وأول خطوة كانت ببصمات مصر عليها، فحين تمت الإشارة إلينا باتخاذ مقر بالقاهرة كلف الجيش المصري بتقديم المقر في منطقة مصر الجديدة، وهي خطوة رمزية كانت تدل كم كانت مصر مهتمة بقضايا المرأة العربية، لنواجه من وقتها عام 2003 وضع عربي فيه أحداث متلاحقة ونازحين من جراء النزاعات المسلحة.

- ماذا عن رؤيتك للقارة السمراء خاصة تأثير ما يحدث بالسودان على المرأة السودانية؟
يقال إن مستقبل العالم بين أيادي القارة السمراء، وجمهورية مصر العربية تدير الاتحاد الإفريقي، وهذا يزيد المهام على أكتافها، ونرى اهتمامًا واسعًا بالمنطقة، لا سيما بعد الإدارة المصرية لها، أما في السودان فنحن نتابع ونرى السيدات في الشارع يطالبن بتعزيز الديمقراطية، وأعتقد أن المرأة السودانية ستكون جزءًا من المشهد، لأنه بالمرحلة السابقة كانت النساء في السودان موجودات كقيادات وسط صناعة القرار أما اليوم والغد فسيكون هناك وجود أكثر.

- كيف تشتبك منظمة المرأة العربية مع القضايا الملحة للمرأة فى الشارع المصرى مثل (التحرش - الزواج القسرى - الختان)؟

مصر لديها تقدم ملفت في التشريعات ونصوص واضحة من جهة منع زواج القاصرات والختان، أما التحدى هو أن ينسجم الواقع مع الانتصار التشريعى، ونحن كمنظمة متعاونون مع المجلس القومي للمرأة للعمل على المستوى الشعبي لتطوير الذهنيات والثقافة السائدة، وندعم الجهود المصرية التى هي قائمة حتى اليوم لتطوير التشريعات ولدينا مجال آخر فيما يخص النشاطات بمصر لا يتصل مع القضايا الحساسة سابقة الذكر، لكن يشتبك مع تمكين المرأة، ولدينا حوار حول إمكانية القيام بعمل مشترك مع جهات مصرية لفائدة المرأة من الناحية الاقتصادية.

-كيف تنظرين إلى قضية إدمان النساء؟
هو موضوع حساس، ولم يكن يستحوذ على اهتمامنا من قبل لقاءنا مع الإعلاميات، لكننا سننظر إليه ضمن موضوع أكبر وهو "صحة المرأة"، الذي يندرج هو الآخر ضمن موضوعات منها الصحة الإنجابية، المعالجة النفسية للفتيات اللاتى تعرضن للعنف بالنزاعات المسلحة، كل هذا يكون جزءًا من التدريب والتثقيف سواء للنساء الريفيات أو بالعشوائيات أومن لديهن مشروعات لمنظمات نسوية.

- ماذا عن طموحاتك خلال مدة رئاستك للمنظمة؟

عندى طموح كبير في ثلاثة موضوعات أعتبرها قضيتي، الأول موضوع دعم النازحات (نساء وفتيات وأطفال) لأنه مؤلم جدًا، حيث صار ملايين الأشخاص بالملاجئ المؤقتة والخيام، وعلى إثر ذلك تفاقمت أزمات مثل خروج الأطفال من المدارس، زواج القاصرات، تحرش، عنف الأسري، عمالة الأطفال، كلها أمور متأتية من وضع استثنائي مؤلم عنوانه النزوح من النزاعات المسلحة.

أما الثاني فهو التربية، يهمنا كمنظمة معالجة الثقافة الخاطئة الموجودة عند الناس، والتمييز تجاه الفتيات وأطلق على هذه القضية "ملاحقة التمييز من المهد إلى اللحد".
وأخيرًا تطوير قدرات البرلمانيات والوزيرات العربيات من خلال برنامج يكون له حيز كبير من الاهتمام.

- ما أكثر الشخصيات التي أثّرت في حياتك؟
تأثرت بشخصية العميد ريمون إده، الذي نطلق عليه في بلادنا "ضمير لبنان"، فقد أثّر في شخصيتي من القوة والشجاعة في تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية من دون مواربة، أو الإمساك بالعصا من المنتصف.

- من الحافز والمشجع لكِ؟
كل من حولى. عائلتى كلها كانت مشجعة فأنا محظوظة كوني وُجدت في بيئة داعمة، سواء الأسرية أو بوطنى لبنان حيث توجد الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، ووزيرات بالحكومة وبرلمانيات كفاءات على صلة بي وجميعهن يشجعونني، وما يجعلني أستمر في الكفاح وتحدي العقبات شعورى بأن من حولى لديهم انتظارات وتوقعات كبيرة، ما يزيد حماستي، ودائمًا لديً قناعة أن الغد أفضل.

-ماذا عن بدايات انشغالك بقضايا المرأة؟

لم يكن لدى اهتمام صرف بقضايا المرأة، أنا أستاذة علوم سياسية، ومسارى أكاديمي جاءتنى من خلاله فرص كبيرة، حيث تعينت عضو مجلس الأمم المتحدة 6 سنوات باليابان، من قبل أمين عام الأمم المتحدة، كما حاضرت في كبرى الجامعات بالعالم، لكن بالصدفة انضممت للعمل بإعداد مؤتمر بيجين فى بداية حياتي المهنية، وقتها لعبت دورًا فاعلًا بتشكيل الوفد اللبناني، وإعداد تقرير لبناني لبيجين، وتدريجيًا كنت أكتب وأبحث وأحاضر عن المرأة، ثم جاء يوم كلفت بمهام رسمية من قبل الحكومة اللبنانية أولًا كعضو للهيئة الوطنية لشئون المرأة، ثم صرت ممثلة لبنان للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للمرأة منذ تأسيسها عام 2003.

- بعض الدول لا تزال خارج المنظمة التي تضم 16 دولة فقط، فما خطتك لهذه الدول؟

لدينا اتصالات مع الدول العربية غير الأعضاء لتشجيعها على الانضمام، ونأمل في استجابتها خلال مدة قيادتي المنظمة، أو على أقل تقدير التعاون المؤقت من خلال برامج للشراكة العربية والإقليمية في كل ما يخص قضايا المرأة.