رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخبول.. نصائح شباب السياسيين للوقاية من الأمراض النفسية للديكتاتور التركي

جريدة الدستور

نجحت دراسات علمية كثيرة فى إثبات وجود رابط بين العمل بالسياسة والإصابة بالأمراض النفسية، وأكدت أن بعض الرؤساء القدماء والمعاصرين تعرضوا لمثل هذه الأمراض، على رأسهم الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، الذى يستدل الباحثون بتصرفاته وقراراته الحمقاء على أنه مصاب بجنون العظمة والفصام.
دعمت شهادات مقربين من أردوغان نتائج تلك الدراسات التى أثبتت إصابته بأمراض نفسية، مؤكدين أن الرئيس التركى يتحرك دائمًا رفقة طبيبه النفسى الذى يقدم له المهدئات اللازمة لظهوره بشكل متزن أمام الشاشات.
كما أكدت تلك الدراسات أن سياسيين قدامى، مثل الزعيم النازى أدولف هتلر، ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق وينستون تشرشل، والرئيس العراقى الراحل صدام حسين، أصيبوا بأمراض نفسية بسبب ضغوط العمل والطموح السياسى والمكائد التى تعرضوا لها أو التى توهموا بأنهم تعرضوا لها.
وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا تناول قضية ربط العمل السياسى بالإصابة بالأمراض النفسية، ولكن على عكس الدراسات العلمية السابقة، تعمدت «الجارديان» أن ترصد آراء السياسيين الشبان حول طريقة تفادى الإصابة بالأمراض النفسية بسبب العمل السياسى، فى محاولة لحماية جيل الشباب من التحول إلى مرضى نفسيين، مثل الديكتاتور التركى «أردوغان».
التقرير حمل عنوان «كيف تحافظ على سلامك النفسى كسياسى فى أوقات صعبة»، وحدد فيه السياسيون الشبان عدة طرق للوقاية من الأمراض النفسية الناتجة عن العمل بالسياسة، خاصة فى الوقت الذى تحدث فيه وقائع ساخنة كل يوم تنذر بحروب وشيكة.
وأورد التقرير فى بدايته تصريحات السياسية البريطانية الشابة، جينا ميلر، التى اشتهرت بمعارضتها الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى، والتى نصحت السياسيين الشبان بألا يخافوا من البكاء وأن يستسلموا له فى أوقات الضغوط النفسية.
وأضافت ميلر: «عندما أشعر بالتوتر النفسى أو باقترابى من حافة الهاوية أبكى ولا أشعر بالحرج تجاه ذلك.. أدع كل شىء يخرج من داخلى، وهذا ما يجب أن نفعله لأننا بشر، دون أن نستجيب لنداء عقولنا التى تقول لنا إن السياسى الحقيقى لا يبكى ويجب أن يكون قويًا».
ومن طرق الوقاية من الأمراض النفسية الناتجة عن العمل فى السياسة ما قاله السياسى البريطانى الشاب، مقداد فرسى، الذى أكد ضرورة أن يعرف السياسى الشاب تاريخه بشكل جيد.
ويقول «فرسى»، الذى اشتهر بمحاربة الإسلاموفوبيا التى اجتاحت بريطانيا والغرب مؤخرًا: «لقد ضحى والداى مثل كل المهاجرين إلى بريطانيا وعملا ساعات طويلة كى أستطيع التعلم فى مدرسة خاصة، ظنًا منهما أنها ستمنحنى أفضل فرصة فى الحياة، وعلى الرغم من أننى قد لا أتفق مع أهمية المدارس الخاصة كمؤسسات، فإننى أفهم كم كان من المهم بالنسبة لوالدىّ أن أنجح فى الحياة، لذلك أحمل مسئولية تجاههما لا تقتصر على مجرد القيام بعمل جيد، بل تمتد للدفاع عن المهاجرين فى بريطانيا لجعل المجتمع مكانًا أفضل للجميع، ولكى أنجح فى ذلك كان لزامًا علىّ تعلم تاريخ بلادى كى أتخلص من الأمراض النفسية التى قد تصيبنى بسبب عملى فى السياسة، ومواجهة تلك التحديات».
بيل ماكيبين، من السياسيين البريطانيين العاملين فى مجال البيئة، يقول إنه للتغلب على الضغوط النفسية خلال عمله بالسياسة يحرض على الخروج من المنزل للتنزه فى الهواء الطلق، سواء كان ذلك فى حديقة المدينة أو فى الغابات أو الجبال، موضحًا: «أحد الأشياء التى نناضل من أجلها هو وجود عالم لا تزال فيه الطبيعة حاضرة، لذا من الجيد الخروج وتذكير أنفسنا بذلك.. أحاول الخروج كل يوم، فقط لبضع دقائق.. إذا كان بإمكانى رؤية السماء فهذا جيد، وفى بعض الأحيان أريد فقط رؤية النجوم لبضع دقائق، وهذا يجعلنى أشعر بأننى أفضل».
وتقول إيف إنسلر، سياسية وناشطة نسوية: «من المهم أن تدرك أن النضال طريق طويل، لذلك عليك أن تعتنى بجسدك، عليك أن تستمتع بحياتك وأن تتمتع بروح الدعابة، وإلا فإنك ستشعر بالمرارة والحزن.. الطبيعة جميلة، والرقص ملهم، والحب والجنس أمران مهمان».
وتضيف إنسلر: «المتعة هى ما يغذينا.. فى بعض الأحيان عندما نعمل فى السياسة نشعر بأنه لا يُسمح لنا بالشعور بأى إحساس سوى الألم، ولكن إذا أردنا الاستمرار فى هذا العمل لفترات طويلة فنحن بحاجة إلى الفرحة، لأن هذا ما سيمنحنا دوافع للعودة».
أما هارى جاى، السياسى المعنى بدعم المهاجرين، فيرى أن التعبير عن الغضب ضمن أهم طرق الوقاية من الأمراض النفسية التى تصيب السياسيين، ويقول: «الغضب حافز مهم، ويجب ألا نخجل منه.. من الطبيعى أن نكون غاضبين بسبب حال العالم وعندما نرى أشياء غير عادلة.. لقد قيل لنا فى كثير من الأحيان إن الغضب عاطفة سلبية وإنه يجب علينا أن نخجل منه، ربما هذا صحيح بين الأشخاص العاديين، ولكن بالنسبة للسياسيين لا يفيد أن تحزن بسبب ما يحدث حولك، بل من المهم أن تغضب ثم توجه هذا الغضب فى الطريق الصحيح، وهذا هو ما يجعلنا نمضى ونقاتل من أجل حقوق المهاجرين ولجميع الذين يتعرضون للتمييز».
وتقول باتريس كولورز، مؤسسة منظمة «Black Lives Matter»، إنه على كل سياسى شاب أن يزور طبيبًا نفسيًا من حين لآخر، موضحة: «أنا من كبار المؤيدين للعلاج النفسى، وأقول دائمًا للسياسيين الشباب فى مقتبل حياتهم إنه يجب أن يزوروا طبيبًا نفسيًا للحصول على العلاج.. ينسى الناس أن السياسيين بشر، وأننا نتعرض للمرض النفسى بسبب ما عانينا منه».