رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقائع خاصة لأطفال تعرضوا للضرب في الحضانات الأهلية

جريدة الدستور

الساعة الثانية ظهرًا، "منال" ٢٥، ممرضة، تتلقى اتصالًا هاتفيًا من مُشرفة الحضانة التي تترك ابنتها لديها، تطلب منها المجيء سريعًا إلى الحضانة الكائن في منطقة المرج، بسبب صراخ ابنتها المستمر، وعدم قدرتهم على تهدأتها.

ذهبت السيدة مسرعة إلى حضانة طفلتها، لتجدها تصرخ بشدة وتحاول المديرة مداراتها عنها، بدعوى أن درجة حرارتها مرتفعة فقط، وحين استفسرت عما حدث، أخبروها بأن أحد زملائها قام بعضّها في وجنتها أثناء لعبهما سويًا.

تقول: "علامات سحل وجروح في وجهها وجسمها، مفيش علامات عض، فيه حرق في إيدها اليمين، ووشها زي ما يكون حد سحلها في الأرض، حسيت أن فيه حاجة غلط، وشكيت في الموضوع، فروحت عملت محضر، وتقرير طب شرعي".

توضح أن تقرير الطب الشرعي أكد تعرض ابنتها للسحل والحرق وليس العض كما قيل، لافتة إلى أن المشرفة اعترفت في تحقيقات النيابة العامة، أن المسؤولة عن الأطفال قامت بضربها، بسبب حديثها المتزايد، مؤكدة أنها لم تكن المرة الأولى التي تصاب ابنتها بتلك العلامات في الحضانة.

تختتم:"الحضانات الأهلية مهملة، مفيش أي اعتناء بالأطفال، والمعاملة عنيفة من المشرفين، ودي مش المرة الأولى اللي بنتي يحصلها كدة، حصل قبل كدة وقالوا وقعت، وكتير من زمايلها وأماتهم اشتكوا من الحضانة دي".

" منال" هي واحدة ضمن سيدات كثيرات، تتعرض أطفالهن إلى الضرب والمعاملة السيئة في الحضانات الأهلية، والتي يتركن فيها أطفالهن خلال ساعات عملهن، ويعمل بها مشرفين غير مؤهلين للتعامل مع الأطفال، وفق وقائع خاصة استعرضتها "الدستور".

فهناك أمل 30 عامًا، التي تروي تجربتها لـ"الدستور" مع إحدى دور الحضانات في منطقة مدينة نصر، تقول: "لجأت إلى إحدى دور الحضانة بالقرب من مسكننا، كي أترك فيها ابنتي لبضعة ساعات فقط، وذلك بعدما تأكدت بنفسي من صاحبة الحضانة أنها مرخصة، ومن كونها مكان منظم ومهيئ وعلى أتم استعداد لاستقبال الرضع والأطفال دون سن المدرسة، وبالفعل تعاقدت مع هذه الحضانة".

"ومع مرور الوقت بدأت تظهر بعد المشكلات، فذات مرة وجدت بعض الخدوش على وجه بنتي، وفي اليوم التالي عندما ذهبت إلى الحضانة لمواجهة المشرفات وصاحبة الحضانة، قالوا أن أحد الأطفال هو من فعل ذلك وليس لنا دخل، لم يكن معي أي إثبات ضد كلامهم، فصدقتهم"، تقولها أمل.

وتابعت، هذه المرة لم تكن عادية، فمنذ يومين بعدما مررت على الحضانة وأخذت ابنتي وذهبنا للمنزل، شاهدت على جسدها أماكن داكنة وعلامات ضرب وخدوش، وعلى الفور ذهبت إلى طبيب لعرض البنت عليه وهو ما أكد لي أن أحد ما قام بضرب البنت بصورة بشعة، وعندما طلبت من صاحبة الحضانة برؤية الكاميرات وتفريغها، رفضت وتهربت من طلبي، فقمت بعمل محضر في قسم شرطة مدينة نصر .

وفقًا لقرار مجلس الوزراء رقم (86) لسنة 2005م بلائحة تنظيم دور الحضانة، فتنص المادة 20، على بعض الشروط التي يجب توافرها في مربية الأطفال وهي أن تكون مؤهلة ومتدربة في مجال تربية الطفل، وعليها أن تجتاز فترة عمل تجريبية، وتٌقيم عملياً لتثبيتها أو عدم تثبيتها بناءً على كفاءتها.

أما المادة 23 من القانون المذكور سابقًا، فتنص على مهام مربية الأطفال، وتؤكد على توفير البيئة الآمنة التي يتعلم الأطفال من خلالها الثقة بأنفسهم وبالكبار وبغيرهم من الأطفال، تخطيط النشاطات اليومية التي تساعد الأطفال على حل مشاكلهم للتعبير عن أفكارهم والتعرف على العالم من حولهم، وتمكينهم من اكتساب المهارات الحياتية، إيجاد نوع من المشاركة مع الوالدين من أجل المساهمة في التنمية الشاملة والمتكاملة للأطفال، وأخيرًا متابعة حالة كل طفل تشك في تعرضه لأي شكل من أشكال إساءة المعاملة خارج الحضانة مع إدارة الحضانة، والتي تقوم بدورها بتقديم تقرير للوزارة.

بحسب تقرير صدر عن وزارة التضامن فقد وصل إجمالى دور الحضانات المرخصة 14 ألف و272 حضانة، منها حضانات مملوكة لوزارة التضامن، وتديرها جمعيات "مسندة " ويبلغ عددها 2666 وحضانات تديرها جمعيات مملكوكة لوزارة التضامن وغير مسندة لها وتبلغ عددها 3383 حضانة

أما الحضانات الخاصة بالإفراد وعددها 8037 حضانة وحضانات تابعة لشركات ومصانع وهيئات وتبلغ عددها 186 حضانة.

بحسب أخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى نهاية 2016، فإن عدد الأطفال فى المرحلة العمرية من الميلاد وحتى أربعة سنوات بلغ 10 ملايين و431 ألف و590 طفل، وقد بلغ عدد الأطفال الملتحقين برياض الأطفال التابعة لوزارة التربية والتعليم فى الفئة العمرية من "4-6 سنوات" مليون و359 ألف و238 طفل.