رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خاص.. "الدستور" تنشر خطة "الآثار" لإنشاء وتجديد ٥ متاحف فى ٢٠١٩

جريدة الدستور

- بينها أول متحف بالشراكة مع القطاع الخاص بهدف تنشيط السياحة فى البحر الأحمر
تمتلك وزارة الآثار خطة طموحة، خلال العام الجارى، لإنشاء وتجديد مجموعة من المتاحف بمحافظات مختلفة، يجرى العمل عليها حاليًا لافتتاحها خلال الأشهر المقبلة، لتكون وسيلة جديدة لتنشيط القطاع السياحى فى مصر.
ومن بين أبرز المشروعات التى تعمل وزارة الآثار على تنفيذها، تحت إشراف ورعاية مباشرة من وزيرها خالد العنانى، الانتهاء من متحف شرم الشيخ وكذلك متحف الغردقة الذى يعد أول متحف يقام بالشراكة مع القطاع الخاص.
هذا إلى جانب متاحف أخرى بمحافظات كفرالشيخ والغربية وأسوان، ومشروع ترميم هرم زوسر وقصر الأمير يوسف بمنطقة نجع حمادى بقنا. وتنشر «الدستور» فى التقرير التالى، خريطة العمل بهذه المشروعات، وإلى أين وصلت، وأهميتها الأثرية والسياحية.

شرم الشيخ: يضم 1200 قطعة أثرية.. التكلفة 300 مليون.. وقاعة لكبار الزوار من الرؤساء والشخصيات المهمة
بدأ العمل فى متحف شرم الشيخ عام 2006، على مساحة 50 فدانًا، وجرى الانتهاء وقتها من الأعمال الخرسانية والمبانى على مساحة 14 ألف متر مربع، ثم توقفت الأعمال فى 2009، بسبب مشكلات إنشائية ومعمارية فى التصميم، ثم عاد العمل فى بداية العام الجارى، بتكلفة إجمالية تخطت 300 مليون جنيه.
وقال المهندس وعد أبوالعلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، إن مبنى المتحف، المكون من دور واحد، كان يضم فى تصميمه السابق 6 قاعات عرض وبدرومًا، لكن بعد استئناف العمل به، جرى تعديل التصميم ليصبح قاعتين لعرض الآثار، الكبرى منهما على مساحة 1200 متر مربع لعرض الآثار الفرعونية، وصممت بنظام الميزانين لاستغلال ارتفاع أسقف المبنى، والصغرى على مساحة 500 متر تخصص للحضارات المختلفة التى مرت على مصر.
ويضم متحف شرم الشيخ فى قاعته الأولى نحو 700 قطعة أثرية، وفى الثانية نحو 500 قطعة أثرية، على أن يجرى اختيارها من مخازن المتحف المصرى بالتحرير، والمخازن المتحفية بعدة مناطق أثرية.
وأضاف «أبوالعلا»، لـ«الدستور»، أنه يجرى حاليًا اختيار القطع التى سيتم نقلها من المتحف المصرى وبعض المخازن بمختلف المحافظات بما يخدم سيناريو العرض، لافتًا إلى استغلال باقى المساحة بمبنى المتحف لإقامة منطقة للكافتيريات، وأخرى للمكاتب الإدارية، وتجهيز قاعة لكبار الزوار من رؤساء الدول والشخصيات المهمة.
وذكر أنه «تم استغلال المساحة الهائلة خارج مبنى المتحف لإقامة أرضيات لاند سكيب ومنطقة للبازارات وأخرى للمطاعم والكافتيريات، إضافة لنظام إضاءة متطور، ليصبح المتحف منطقة جذب سياحى أثرى مناسب للمنطقة الساحلية الموجود فيها، خاصة أن موقعه يؤهله لفتح أبوابه لفترة مسائية».
ونوه إلى تخصيص مركز للحرف البيئية، ليضم محلات لصناعة المنتجات السيناوية وعرضها للبيع، وتخصيص مبانٍ لإقامة الأثريين والمرممين والإداريين العاملين بالمتحف ممن سيتم نقلهم من محافظات إقامتهم للعمل به.
ولفت إلى تأمين المتحف وتزويده بأحدث أجهزة المراقبة والإنذار، وتخصيص غرفتين واحدة داخله للتأمين أثناء وقت العمل، وأخرى فى أوقات الإغلاق لإحكام المراقبة الأمنية، بالتعاون مع جهاز الحماية المدنية بوزارة الداخلية.
من جانبه، قال الدكتور محمود مبروك، مصمم العرض المتحفى بالمشروع، إن العرض سيمثل وجبة خفيفة ومتنوعة للسائحين من خلال قاعتين، الأولى تضم قطعًا أثرية فرعونية وتحديدًا القطع التى تعبر عن الحياة اليومية للمصرى القديم، وسيتم عرضها بشكل معين لتوضيح عدة جوانب فى حياة المصرى القديم، مثل الصحة والعمارة والأعمال اليدوية والصناعات المختلفة التى برع فيها، إضافة لعرض أدوات الزينة.
وأضاف «مبروك» أن القطع سيتم اختيارها بمعايير فنية عالية، لتعكس الطريقة التى عاش بها المصرى القديم، وتتناول أسلوب حياته، وكيف أنه منذ آلاف السنين امتلك أثاثًا منزليًا، وابتكر السرير والملعقة وسفرة الطعام، كما برع فى الأزياء سواء للملوك أو الكهنة أو المواطنين والفلاحين، حيث كانت لكل منهم أزياء خاصة، كما برع فى فن التجميل وابتكر أدوات الزينة والشعر المستعار والحُلى.
وأشار إلى تخصيص جانب من القاعة للحياة الأخرى التى اعتقد فى وجودها المصرى القديم، وما يمثلها من قطع أثرية مميزة مثل الأثاث الجنائزى، لذا تمت الاستعانة بنموذج كامل لمقبرة لتوضيح فكرة الحياة الأخرى، وما كانت تمثله للمصرى القديم، لعرضها فى المتحف.
وقال: «هناك جانب آخر بنفس القاعة يعكس الحياة البرية واحترام المصرى القديم لها، عبر الاستعانة بالعديد من مومياوات الحيوانات التى تم اكتشافها فى منطقة سقارة نهاية العام الماضى، مثل القطط والصقور والنسور والتماسيح والجعران ومومياوات لثعبان الكوبرا».
وأشار إلى أن السائح الذى سيزور المتحف، سيتعرف على الحياة التى عاشها المصرى القديم، وكيف أنها كانت متطورة ومتقدمة عن سائر بلدان العالم فى هذا الوقت.
وكشف عن أن القاعة الأصغر من العرض المتحفى، ستضم معروضات من كل الحضارات التى مرت بها مصر طوال تاريخها الطويل، وستسمى قاعة «الحضارات»، وتضم قطعًا أثرية من العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية، إضافة لحضارات لم تستوطن بمصر، لكن أثرت فيها مثل الحضارة الصينية التى مرت من خلال طريق الحرير.
وأشار «مبروك» إلى أنه لأول مرة سيتم عرض حمّام رومانى كامل، موضحًا: «عندما جاء الرومان لمصر أصبحت هناك حمامات شعبية بما تحويها من قاعات للبخار وأخرى للمناقشات ومغطس، وظلت هذه الحمامات حتى العصر الإسلامى».
ونوه بعرض نموذج أثرى لغرفة من الحضارة العثمانية، تضم الزخارف المختلفة وكل القطع التى تعبر عن هذه الحضارة، وغرفة أخرى عن الحضارات الصحراوية مثل السيناوية والسيوية، وتشهد عرض خيمة بها كل ما تمثله هذه الحضارات من زخارف وبراقع من الذهب والفضة وقطع الأثاث البسيطة.
واختتم: «تتم كتابة بطاقات شرح القطع فى الوقت الحالى، وتوفير تابلت بجانب كل قطعة، ليتمكن الزائر من معرفة طريقة تركيب وفك القطع خاصة التى تقع ضمن الأثاث الجنائزى».

طنطا: إعادة تأهيله بـ17 مليون جنيه.. وقاعات عرض جديدة
تستكمل الوزارة، خلال الفترة الجارية، أعمال تجهيز متحف طنطا المغلق منذ 15 عامًا، بسبب المشكلات الهندسية التى تم حلها، حيث يجرى نقل القطع الأثرية إليه للبدء فى تنفيذ العرض المتحفى، ومن المقرر افتتاحه خلال العام الجارى. وقال المهندس وعد أبوالعلا إن أعمال الترميم بدأت فى متحف طنطا خلال العام الجارى، موضحًا: «وجدنا أنه بحاجة إلى تدعيم لجميع أعمدته وأساساته وتم تنفيذ ذلك، وأُعيد تقسيم المتحف بشكل جديد لتصميم قاعات عرض مختلفة بميزانية بلغت 17 مليون جنيه». ويعد المتحف الأثرى الوحيد الموجود بمحافظة الغربية، ويضم نحو 8500 قطعة أثرية من العصور الفرعونية والرومانية واليونانية.

الغردقة: مساحته ٣ آلاف متر.. وأرباحه 50% لـ«الآثار» و50% للمستثمر
يعد متحف الغردقة أبرز المشروعات التى تنفذها الوزارة لأول مرة بالشراكة مع القطاع الخاص. وقال اللواء هشام سمير، مستشار وزير الآثار للشئون الهندسية، إن بناء المتحف أوشك على الانتهاء، ويجرى تنفيذ اشتراطات الوزارة لتأمين مبناه، وتجهيزه بأحدث الكاميرات وأجهزة الإنذار، على أن يتم افتتاحه فى الربع الأخير من العام الجارى.
وتعاقدت الوزارة مع مستثمر مصرى، ليتولى إنشاء المبنى على أن تتسلمه الوزارة عقب الانتهاء من تجهيزه، لنقل الآثار إليه وإدارته، وتُقتسم أرباحه بنسبة 50% للوزارة و50% للمستثمر.
ويستهدف قرار الوزير بالشراكة مع القطاع الخاص فى المتحف دعم وتنشيط السياحة بالغردقة، خاصة مع عدم وجود إمكانيات مالية لديها لإقامة المشروع بالمدينة، فى ظل وجود العديد من المشروعات الأثرية المتوقفة فى مصر منذ 25 يناير 2011، لعدم اكتمال أعمالها الإنشائية.
ويقع المتحف على مساحة ٣ آلالف متر مسطح، ويتكون من دور واحد، ومن المقرر أن تعرض به 1042 قطعة أثرية سيتم جلبها من مختلف المخازن بمحافظة البحر الأحمر وخارجها.
وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إن المتحف يتم تصميمه طبقًا للمعايير العالمية للمتاحف، وستديره مجموعة محترفة من أثريى الوزارة.
ويعمل سيناريو العرض بالمتحف، على إظهار الجمال والرفاهية فى الحضارة المصرية عبر العصور، حيث يشهد عرض قطع تجسد وسائل الراحة فى المنازل وأثاثها وأدوات الزينة التى استخدمها المصرى القديم من زينة شعر وملابس وكريمات وعطور وإكسسوارات.
ويتناول العرض المظاهر الرياضية كالصيد النيلى والبرى، إلى جانب الآلات الموسيقية وصور من حفلات بها رقص وعزف، بداية من العصر الفرعونى وحتى العصور الحديثة، فى محاولة للربط بين الحضارات المختلفة.
ومن المقرر استخدام مكملات للعرض، مثل نموذج لاستخلاص العطور، إضافة لقطع تبين كيف كان المصرى القديم يزين مقبرته، عن طريق عرض تابوت أثرى مذهب.

أسوان: تغيير تصميم «إلفنتين» ليناسب العصر الحالى
أعادت الوزارة العمل فى متحف جزيرة «إلفنتين» بأسوان قبل شهرين، ليكون عقب الانتهاء منه أحد أهم المعالم فى المدينة الجنوبية.
وقال رئيس قطاع المشروعات إن المتحف بدأ إنشاؤه منذ سنوات طويلة ولم ينته حتى الآن، مضيفًا: «وجدنا أنه من الضرورى إنهاؤه نظرًا لموقعه المهم».
وأضاف: «لا يصح أن يزور السائح جزيرة إلفنتين ويجد المتحف مغلقًا طوال هذه السنين، لذلك سنحاول افتتاحه خلال العام الجارى».
وتواجه الوزارة مشكلة فى تصميم المتحف الذى يضم طرقًا تتفرع منها عدة غرف، لاستخدامها فى العرض المتحفى، لكن لم يعد يصلح ذلك التصميم فى العصر الحالى، لذلك اضطرت الوزارة لتغيير التصميم بالكامل، مع مراعاة الجزء الأثرى الموجود فى المتحف الذى يعود عمره لـ100 عام.
وشهد التصمم الجديد تحويل الغرف الصغيرة إلى قاعة عرض متحفى كبيرة، واستغلال البدروم للمكاتب الإدارية ومعمل الترميم ودورات المياه، وتتم دراسة تجهيز المسطح الموجود أمام المتحف لبناء كافتيريات، لتضم الجزيرة فى شكلها الجديد معبدًا ومتحفًا لعرض الآثار الخاصة بها.

تأمين جسم هرم زوسر من تحت الأرض حتى قمته
يعتبر مشروع ترميم هرم زوسر، أهم التحديات أمام وزارة الآثار، حيث يجرى العمل على إنهائه وافتتاحه خلال العام الجارى، بتكلفة 80 مليون جنيه.
وبدأ العمل فى المشروع عام 2006، وكان مخططًا أن ينتهى عام 2009، لكن تعطل العمل، لتنفيذ عدة توصيات لليونسكو، ليتوقف نهائيًا عام 2011، ثم استؤنف العمل به مرة أخرى عام 2017.
وتتمثل أزمة المشروع فى وجود 30 مترًا من الممرات والسراديب على خمسة مستويات أسفل الهرم، والتى تضم تابوت الدفن، وكان يجب تأمين هذه الممرات إنشائيًا للحفاظ على ثبات الهرم.
وجرى تأمين جسم الهرم من تحت الأرض حتى قمته للحفاظ عليه، مع الالتزام بكل المعايير الأثرية التى تضمنتها المواثيق الدولية والمحلية.

ترميم قصر الأمير يوسف بقنا وافتتاحه خلال أشهر
بدأت الوزارة ترميم قصر الأمير يوسف بمنطقة نجع حمادى بمحافظة قنا، منذ مطلع العام الجارى، بتكلفة 20 مليون جنيه، على أن يتم افتتاحه خلال أشهر.
وقال وعد أبوالعلا إن القصر بحاجة للترميم وتجديد شبكة الكهرباء به منذ سنوات طويلة، وهو يتبع قطاع الآثار الإسلامية.
وعلى الرغم من أن القصر غير مفتوح للزيارة، إلا أنه من الممكن استغلال الحديقة الخاصة به لتنظيم الحفلات والمؤتمرات بما يتناسب مع طبيعة الأثر، لذلك يتم تجديد المنطقة المحيطة أيضًا لتصبح جاهزة، حيث تم تركيب أرضيات لاند سكيب وتجديد الأسوار وإضافة نظام إضاءة مناسب.