منذ احتجازه وحتى إطلاق سراحه.. القصة الكاملة لتورط "بلاتيني" في قضية مودنيال قطر
«استجواب ميشيل بلاتيني».. عنوان تصدر العديد من الصحف الفرنسية والبريطانية والعربية، ليفتح آتون الاتهامات المطاردة لمونديال قطر 2022 مرة أخرى، وعلى مدار الساعات الماضية، تصاعدت ردود الأفعال وتلاحقت التساؤلات حول مصير الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم تارة، وإمكانية سحب تنظيم البطولة من قطر تارة أخرى، وهو المطلب الذي طالما دعت إليه العديد من الدول التي نافست الإماراة الخليجية خلال عملية التصويت في عام 2010.
وبعد الإعلان عن إطلاق سراحة صباح اليوم الأربعاء، ترصد «الدستور» في السطور التالية تفاصيل استجواب «بلاتيني»، وأبرز التعليقات الدولية حول احتجازه.
«نبأ الاحتجاز»
صباح أمس الثلاثاء، ألقت السلطات الفرنسية، القبض على الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ميشيل بلاتيني، في إطار التحقيقات بتهم الفساد المتعلقة بحصول قطر على حقوق تنظيم كأس العالم 2022.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفتي «الاندبندنت» و«التليجراف» البريطانيتين، نقلًا عن صحيفة «ميديا بارت» الفرنسية، إنه تم توقيف «بلاتيني»، بسبب قرار منح كأس العالم 2022 إلى قطر، وتم نقله إلى مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة لاستجوابه.
واحتجز «بلاتيني» كجزء من التحقيقات التي تجريها باريس، وتتعلق بالتصويت على حق استضافة كأس العالم 2022، والذي جرى عام 2010، وفازت بحق استضافته قطر.
«بيان محاميه»
من جانبه، أصدر وليام بوردون، محامي «بلاتيني»، بيانًا للتعليق فيه على واقعه اعتقال موكله، ووفقًا لما ذكرته صحيفة «الميرور» البريطانية، قال محامي «بلاتيني» إن موكله بريء من جميع التهم وأنه يتعاون مع جميع الاستفسارات.
وأضاف في بيانه: «بعد الاستماع لميشيل بلاتيني في نفس التحقيق بالمحكمة المفتوحة في العام الماضي، يتم الآن استجوابه لأسباب تقنية».
وقال «بوردون»، إن الأمر ليس توقيفًا، لكنه جلسة استماع كشاهد في السياق الذي يرغب فيه المحققون، مضيفًا: «يعبر بلاتيني عن نفسه في الاستجواب بهدوء ودقة، كما أنه يجيب على جميع الأسئلة، بما في ذلك الأمور المتعلقة بشروط منح فرنسا استضافة يورو 2016».
وتابع: «بلاتيني لم يقم بأفعال يلوم نفسه بشأنها، كما أنه أبلغ السلطات بأنه لا يعرف بعض الحقائق التي تقع خارج محيط سلطاته»، واستطرد قائلًا: «ميشيل واثق تمامًا من الخطوات المقبلة فيما يتعلق بالتحقيقات».
«تعليق الفيفا»
وفي أول تعليق له، أعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، عن استعداده للتعاون الكامل مع سلطات أي دولة في العالم حيث تجري تحقيقات متعلقة في أنشطة لكرة القدم.
وردًا على سؤال وكالة «نوفوستي» الروسية عن موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم حول اعتقال ميشيل بلاتيني، قال الإتحاد الدولي: إن «الفيفا على استعداد كامل للتعاون مع سلطات أي بلد في العالم حيث تجري تحقيقات متعلقة بأنشطة لكرة القدم».
«ردود الأفعال»
وتناولت الصحف البريطانية، باهتمام بالغ نبأ استجواب «بلاتيني»، إذ اعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، احتجازه بمثابة أول خطوة عامة علنية في إطار التحقيق بشأن قرار قطر.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه تم وقف «بلاتيني» و«بلاتر» من قبل الفيفا بعد حصول «بلاتيني» على مليوني فرنك سويسري من قبل الفيفا في عام 2011 ؛ وزعم كلا الرجلين بأنه كان مدفوعًا لعمل بلاتيني كمستشار فيفا لكرة القدم، والذي أنهى عمله قبل تسع سنوات في عام 2002.
وجاء في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أنه تم الكشف عن تورط قطر بشكل مثير للجدل بصفتها الدولة المضيفة لكأس العالم 2022، بعد روسيا عام 2018، مشيرة إلى الإمارة العربية نجحت في منافسة من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، إلا أن هذا الفوز نشب عنه عدد من القضايا المتعلقة بقرار اختيار قطر، بما في ذلك مخاوف حقوق الإنسان والعمالة الأجنبية وغيرها.
وأوضحت، أنه في عام 2014، اعترف بلاتيني أيضًا بعقد اجتماع سري مع مسؤول كرة القدم محمد بن همام، قبل وقت قصير من الإدلاء بصوته لصالح قطر.
«إطلاق سراحه»
وفي الساعات الأولى صباح اليوم الأربعاء، أعلنت السلطات الفرنسية، إطلاق سراح «بلاتيني»، بعد استجوابه لعدة ساعات في إطار تحقيق حول فساد في منح قطر حق استضافة مونديال 2022.
وقال وليام بوردون محامي «بلاتيني» في تصريح لشبكة «سي.إن.إن.» الأمريكية: «نعم، أطلق سراح بلاتيني دون توجيه تهمٍ أو دعاوٍ، ولم يكن هناك داع لكل هذه الضجة حول الموضوع».
«أسئلة التحقيق»
وعقب الإفراج عنه، أدلى «بلاتيني» البالغ من العمر 63 عامًا، بأول تصريح له لدى مغادرته مركز شرطة مكافحة الفساد في نانتير غرب باريس.
وقال في تصريحات صحفية: «كان التحقيق طويلًا، لكن بالنظر إلى عدد الأسئلة، لا يمكن إلا أن يكون طويلًا بما أنني سئلت عن كأس أوروبا 2016، كأس العالم في روسيا، كأس العالم في قطر، وفيفا».
«مطالب بريطانية»
وجاء استجواب «بلاتيني» ليجدد المطالبة بسحب تنظيم المونديال من قطر، وإسنادها لدول أخرى كانت تنافس الإمارة الخليجية على استضافة البطولة، وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة «ذا صن» البريطانية، عن رغبة الجماهير الإنجليزية، في سحب البطولة من قطر وإسنادها لانجلترا، لاسيما بعد توالي الاتهامات الموجهة للدولة الخليجية، منوهة إلى أن إنجلترا كانت واحدة من المرشحات الأصلية لاستضافة البطولة.
وقال أحد المتابعين: «أتمنى منح تنظيم مونديال 2022 إلى إنجلترا، لا أحد يريد الذهاب إلى قطر»، وعلق آخر: «إذا تم تجريد قطر من حق تنظيم المونديال، فإن إنجلترا هي الدولة الوحيدة التي لها الحق في تنظيم البطولة».
وغرد متابع: «إنجلترا هي مهد كرة القدم ولديها العديد من الملاعب وبنية تحتية رائعة، يجب أن نسترد حقنا في استضافة مونديال 2022»، فيما قال آخر: «يجب أن يعود الحق لأصحابه، وأن يكون مونديال 2022 في منزله بإنجلترا».
«غداء الإليزيه»
من جانبها، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن مأدبة الغداء التي حضرها الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في قصر الإليزيه بباريس، كانت وراء تورطه في هذه القضية.
وأفادت الصحيفة البريطانية، أنه في 23 نوفمبر 2010، وصل أيقونة كرة القدم الفرنسية ميشيل بلاتيني، إلى قصر الإليزيه لتناول الغداء مع الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وكان من بين الضيوف الآخرين مسؤولون قطريون، وعلى رأسهم الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان وليًا للعهد آنذاك.
وقالت الصحيفة، إنه بعد تسعة أيام من الغداء، فازت قطر بحقوق استضافة كأس العالم 2022، مشيرة إلى أن تسلسل الأحداث وضع «اجتماع الإليزيه» في قلب التحقيق العالمي حول شبهة الفساد، ما أدى إلى سقوط «بلاتيني».
وأوضحت «فايننشال تايمز» أن المحققين يسعون إلى التحقق مما إذا كان «بلاتيني» قد تلقى رشاوى في مقابل تصويته لصالح قطر، وفقًا لشخص قريب من «بلاتيني»، مما يؤكد ما أوردته التقارير الفرنسية في صحيفيتي «ميديا بارت» و«لوموند».
ونوهت الصحيفة البريطانية، إلى أنه تم احتجاز صوفي ديون، مستشار «ساركوزي» الرياضي آنذاك، بالإضافة إلى «كلود جيان»، المستشار المقرب للرئيس الفرنسي.