رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شغّل مخك".. دراسة حديثة: الاعتماد الدائم على «جوجل» يُضعف وظائف المخ

جريدة الدستور

كشفت دراسة حديثة نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن أن الاعتماد الدائم على شبكة الإنترنت، خاصة محرك البحث «جوجل»، يؤثر سلبيًا على وظائف المخ والتركيز، ويؤدى لفقدان الذاكرة بشكل تدريجى.
وذكرت أن كثرة استخدام الإنترنت تقلل الاعتماد على التفكير الذاتى والذاكرة البشرية، ما يضعف عمل الدماغ ويخفض من أنشطته، إذ يتلقى المخ أى معلومات يريدها بسهولة من خلال «ضغطة زر»، وهو أمر يهدد عقل الإنسان بشكل عام.
ذكرت الدراسة أن الاعتماد على محركات البحث بشكل مستمر يؤثر بشكل سلبى أيضًا على المهارات الاجتماعية للأشخاص، ويضعف لديهم القدرة على التلقى واستنباط الأشياء والمعلومات وتذكّرها.
وواصلت: «قضاء وقت كبير على الإنترنت يقلل من قدرة الشخص على التركيز فى مهمة واحدة، ومن الممكن أن يهدر وقتًا أكبر خلال عمليات البحث دون الاستقرار على معلومات ثابتة، إذ تظهر له أكثر من نتائج بأكثر من تحليل، فيحتار بينها ولا يخرج بنتيجة محددة، ما يسفر عن ضياع التواصل الفكرى بالغرض الرئيسى للبحث».
وتابعت: «تغيرت حياتنا بشكل كامل من خلال الوصول إلى كميات لا حصر لها من المعلومات بلمسة زر واحدة، وأصبح الإنترنت فى الوقت الحالى أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه فى حياتنا اليومية فى كل مكان، كما أنه يشكل جانبًا وظيفيًا مهمًا للغاية للحياة العصرية، ولكن يجب إدراك أنه يمكن أن تكون له عواقب بعيدة المدى».
واكتشف فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة والمنتسبين لجامعات مختلفة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا أن الإنترنت له تأثير على وظائف الدماغ، تحديدًا فى محاور اليقظة والاهتمام والذاكرة والإدراك الاجتماعى.
وكشف البروفيسور جيروم ساريس، المعد الرئيسى للدراسة، عن أن استخدام شبكة الإنترنت يمكن أن تكون له عواقب بعيدة المدى على طريقة تكيف الدماغ البشرى، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يغير أداء الدماغ ويغير النسيج الاجتماعى.
فيما أوضح جوزيف فيرث، من معدى الدراسة، أن التدفق غير المحدود للإشعارات من الإنترنت يشجعنا على الاستمرار فى استخدامه، الأمر الذى يقلل من قدرتنا على الحفاظ على التركيز فى مهمة واحدة.
وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يؤدون عدة مهام على الإنترنت بانتظام، أو المتعاملين بشكل مستمر مع مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مثل Facebook، يعانون كثيرًا بسبب فقدانهم التركيز، فستجد أنهم يستخدمون جهاز الكمبيوتر تارة والتابلت تارة أخرى أو التليفون، فيتفرق تركيزهم بين كل هذه الأجهزة.
وأردفت أن من سلبيات الإنترنت تقديمه المعلومات فى صورة وجبات جاهزة دون أن يُعمل المستخدم عقله فى استنباطها، كما أن الأبحاث أكدت أن مستخدمى الشبكة العنكبوتية أقل احتفاظًا بالأفكار والبيانات داخل عقولهم لأنهم يؤمنون بأنه من السهل استعادتها عبر محركات البحث.
ورأت الدراسة أن تلك الظاهرة تغير من الطبيعة البيولوجية للعقل وآليات تلقيه المعلومات، حيث تصبح المستقبلات العقلية لديه ضعيفة مع مرور الوقت لأن عملها معطل نتيجة تلقى البيانات بسهولة.
وكشفت أيضًا عن أن الاستخدام الدائم لمواقع التواصل لا يقوى الروابط الاجتماعية كما يظن البعض بل يضعفها، والدليل على ذلك نتيجة الحصر الذى أُعد على مجموعة من مستخدمى تطبيقات، مثل Facebook وTwitter وInstagram، وغيرها، التى بينت أن مجموع أصدقائهم ثابت ولا يزداد.
وذكرت أنه رغم الآثار السلبية الناتجة عن الاستخدام المتواصل للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، فإنه يمكن للكبار الاستفادة منها بشكل صحى عبر تلقى المعلومات التى ترشدهم فى مراحل الشيخوخة وتغذية أوقات فراغهم بتلقى المعارف المتعددة، الذى من شأنه تنشيط عمل الأدمغة والحواس، ويساعد على كسر العزلة وتنمية التفاعلات الاجتماعية.
وقالت «ديلى ميل» إن هناك عدة طرق يمكن للإنسان أن يتبعها من أجل تقليل الوقت الذى يقضيه على شبكة الإنترنت، أو مواقع التواصل الاجتماعى، مشيرةً إلى أنه من الأفضل تحديد جداول للاستخدام محددة بفترات زمنية معينة، أو استخدام تطبيقات تفيد الحياة الشخصية أو العملية.
وأوضحت أن العديد من الأشخاص يستخدمون هواتفهم بمجرد استيقاظهم، خاصةً إذا كانوا يستعملونها كمنبه، وهو ما يسبب خطورة على العين، موضحة: «من الأفضل لتلك الشريحة استعمال منبه تقليدى للاستيقاظ، مع إبقاء الهاتف خارج غرفة النوم». واقترحت إيقاف تنبيه الإشعارات على تطبيقات التليفون لتجنب قضاء وقت طويل فى استخدام الإنترنت.