رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واقع أليم.. كيف يعاني طلاب الدمج في امتحانات الثانوية العامة؟

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة

لم تمنعهم إعاقاتهم البسيطة من الكفاح والاستمرار في التعليم، بل كانت دافع قوي لهم للإصرار على مواصلة المسيرة، بل واللحاق والتفوق على من هم في مثل سنهم، إلا أن الظروف المحيطة لم تكن مساعدة لهم في شيء.

هم طلاب الدمج، الذين يعانون من إعاقات ذهنية وحركية بسيطة، وسمحت لهم الحكومة المصرية بالتعليم والدمج مع الطلاب العاديين في المدارس الحكومية، وعدم تخصيص مدارس لهم مثل ذوي الاحتياجات الخاصة.

امتحانات الثانوية العامة التي تجرى حاليًا، شهدت شكاوى عدة من طلاب الدمج لعدم مطابقة الامتحانات التي يؤدونها للمواصفات التي أقرتها وزارة التربية والتعليم، بشأن امتحانات نظام الدمج، فاحتوت على أسئلة مقالية وصعبة.

تقول "لينا" والدة أحدى طالبات الدمج في الثانوية العامة، أن امتحان مادتي اللغة العربية والإنجليزية، حملا أسئلة مقالية، لم يستطيع طلاب الدمج الإجابة عليها، أو فهمها، لاسيما أنها تخالف مطابقات الوزارة.

تقول: " نظام الدمج ده أتعمل للطلاب اللي عندهم صعوبات تعلم أو نسبة الذكاء اقل من الطبيعي وحالات التوحد والحالات الخاصة بيبقى ليهم نظام خاص في الامتحانات، ودي تاني سنة يحصل فيها مشاكل والامتحانات تيجي مش مختلفة".

توضح أن القرار صنف الدمج على حسب الإعاقة الذهنية أو الحركية، وكل تصنيف له نسبة معينة من الأسئلة، لا يجوز أن تخرج ورقة الأسئلة عنها، أو تكون متشابه مع ورقة الطالب العادي.

وبحسب القرار رقم 252 الصادر في 5 أغسطس عام 2017 من وزارة التربية والتعليم، فإن نظام ورقة أسئلة طلاب الدمج كالآتي: "1- الإعاقة الذهنية وبطيء التعلم والشلل الدماغي والتوحد ومتلازمة داون تكون امتحاناتهم 100% أسئلة موضوعية.

أما الإعاقة البصرية 60 % أسئلة موضوعية و 40% أسئلة مقالية وحجم الخط 24 بونت، والإعاقة السمعية 65 % أسئلة موضوعية 35% أسئلة مقالية، والإعاقة الحركية 50% أسئلة موضوعية و 50% أسئلة مقالية وهي المواصفات للتعليم العام والفني والتعليم المجتمعي.

وسبق واشتكى أولياء أمور طلاب الدمج في الصف الثالث الثانوي خلال العام الماضي، بمذكرة إلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، مطالبين فيها بوقف تطبيق المعايير الجديدة لامتحانات طلاب الدمج من أصحاب الإعاقات البصرية والسمعية والحركية، وقال أولياء الأمور فى شكواهم أنه لم يتم تدريب أبنائهم على الشكل الجديد للأسئلة.

وأوضح أولياء الأمور أن النظام الجديد يحدد نسبة من الأسئلة المقالية لكل فئة من فئات الدمج بعكس النظام في العام الماضي الذي كان يعتمد علي أسئلة «صح وخطأ» و«أكمل» و«توصيل الجمل».

وأشار أولياء الأمور إلى أن المعايير الجديدة لطلاب الإعاقة السمعية تمثل أعباء إضافية على الطلاب الدمج، بدلًا من مساعدتهم، مشيرين إلى أن طلاب الدمج من ذوي الإعاقة البصرية والسمعية مصنفين ضمن الطلاب بطئ الفهم وهو ما يعني أنهم حتى لو استعانوا بمن يكتب لهم فلن يتمكنوا من تحقيق الإجابة النموذجية.

ليست ابنه "لينا" فقط من عانت من امتحانات الثانوية العامة، لكن أيضًا "راندا" والدة إحدى الطالبات من ذوي الدمج، والتي توضح أن المعاناة ليست في الامتحانات فقط، ولكن أيضًا في المناهج.

تقول: "من المفترض أن بعض الدروس يتم إلغائها لدى طلاب الدمج عن الطلاب العاديين، لكن ذلك لا يحدث، في الغالب يدرسون مناهج الطلاب العاديين ويمتحنون نفس امتحاناتهم".

"فكرة الدمج هي فكرة غير سليمة تعليميًا"، هكذا علق أشرف الفضالي، خبير تعليمي، على فكرة دمج أصحاب القدرات الخاصة مع نظرائهم في المدارس الحكومية؛ مرجعًا أسبابه إلى أن طالب القدرات الخاصة يحتاج لبيئة تعليمية مهيئة لاستقباله بدايًة من الجو العام المحيط به في المدرسة حتى المدرس وهو أمر غير متاحًا في المدارس الثانوية الحكومية، مضيفًا أن ما يحدث هو إخلال بالعملية التعليمية لأن المعلم قد يساعد طالب الفكر المتأخر في الامتحانات كنوع من تقدين العون له.

أوضح "الفضالي" في حديثه لـ"الدستور"، أنه إذا كانت المدارس الثانوي العام غير مؤهلة لاستقبال طالب الدمج فهذا الأمر لا ينتقص من المدرس أو المعلم، إذ أن طلاب القدرات الخاصة لهم مدارس فكرية خاصة بهم، وهذه المدارس يوجد بها معلمين مؤهلين من خلال دورات تدريبية على كيفية التعامل مع أصحاب الفكر المتأخر.

بحسب وزارة التربية والتعليم، كان وفق خطتها تدريب (21500) معلم وأخصائي ومدير مدرسة بمدارس الدمج والتربية الخاصة، والتعليم المجتمعي على برنامج وزارة الاتصالات الذي يتضمن تدريب (30000) معلم بنهاية 2018 ويعتبر هذا البروتوكول، استكمال للمرحلة الأولى التي تم من خلالها تدريب، (4088) معلم تربية خاصة ودمج خلال العام الدراسي 2015/2016، وهذه التدريبات تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعلمين وإكسابهم مهارات وطرق التعامل مع الطالب ذوى الإعاقة.

وأكدت الوزارة، أن هناك 17229 من الطلاب تم دمجهم بالمدارس العامة والخاصة خلال العام الدراسي الماضي.
الدكتورة أمينة خيري، المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم، تؤكد أن مدارس التربية الفكرية تستقبل جميع أصحاب القدرات الخاصة بشتى أنواع الإعاقة والتي تختلف من شخص لأخر.

وتوضح خيري في تصريح لـ"الدستور" أن المدارس بها التسهيلات كافة التي تتيح لأصحاب القدرات الخاصة التعامل بشكل أسهل خلال اليوم الدراسي، مشيرة إلى أن جميع المدارس تسعى إلى توفير جميع احتياجات الطلاب.

وتشير المتحدثة باسم التعليم، إلى أنه يتم تفعيل كود الإتاحة الذي يُمكن أصحاب الإعاقات الحركية بالتعامل والتحرك داخل المدرسة بكرسي متحرك بشكل أسهل.