رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة في كتاب "أنا بخير" للياباني ريوهو أوكاوا

ريوهو أوكاوا
ريوهو أوكاوا

إن نقطة الانطلاق الحقيقية للحياة هي أن تعيش ببساطة دون تكلف، ولا تشغل نفسك بالارتياب في الآخرين.

ففي كتاب "أنا بخير: كيف تجتاز الأوقات الصعبة" للكاتب الياباني ريوهو أوكاوا، ينصح المؤلف بالعيش خالي البال، مثل طفل ينسى جميع هموم اليوم بعد نوم هانئ في الليل، ويرى أنه من الضروري إزالة الأعباء التي تثقل العقل والتعقيدات التي تقيده، كما لو أنك تكنس خيوط العنكبوت بمكنسة.

إذا كان لديك مواطن ضعف أو عيوب تدركها باستمرار، فأنت محظوظ جدًا، فهناك مثل يقول "الباب الذي يحدث صريرًا يدوم فترة أطول" ويعني هذا أن من يعانون من مشاكل صحية أو ضعف بدني يعيشون مدة أطول لأنهم يعتنون بأجسادهم، أما الأصحاء الذين يعملون على مدار الساعة فهم يحتاجون في الغالب إلى توخي الحذر.

لن تصل إلى النجاح في الحياة من خلال مقارنة نفسك بالآخرين، قيم نفسك على أساس النمو الذي أحرزته مقارنة بفترة سابقة في حياتك.

كل يوم يمر في حياتنا نواجه فيه العديد من الأمور التي يمكن أن تكون بذورًا للسعادة أو بذورًا للمتاعب والقلق.

فإذا كنت تبحث عن الدروس المخبأة في كل شيء، وتكتشف الفوائد الكامنة في كل مشكلة فستنمو بصرف النظر عما واجهته من مشكلات.. مثل كرة الثلج التي تنمو وتكبر عندما تتدحرج على المنحدر، وإذا نظرت لحياتك بهذا الشكل فإن كل موقف تواجهه وكل شخص تلتقي به في الحياة هو بمثابة معلم لك، وكل العلاقات التي تنشئها ستقدم لك دروسًا وعبرًا تستفيد منها.

إذا تقبلت الآخرين كما هم، فعليك أن تتقبل نفسك كما هي، عش حياتك على طريقتك، عش على أفضل نحو ممكن بما قسم الله لك.

تقبل أن البشر مخلوقات غير كاملة إلى حد ما وأن الآخرين يرتكبون الأخطاء ويصابون بالفشل لكنهم يتعافون مرة أخرى ويستخدمون ما تعلموه لتحسين حياتهم.

الثقة بالنفس لا تعني المغالاة في تقدير ذاتك أو الغرور، بغض النظر عن المصائب التي تحدث لك في الحياة، تعمل الثقة بالنفس على منع وصول الضرر إلى أعماق قلبك مثل طبقة الزيت التي تغطي ريش الطائر المائي وتمنعه من الغرق.

السعادة والتعاسة من صنع عقل المرء أو بعبارة أخرى، كل شيء يتوقف على البذور التي تغرسها في عقلك.

تنبع معظم مشاكل الحياة من تزعزع العقل، من لديهم عقل ثابت مستقر يتمتعون بسلام داخلي عميق ويمتلكون القوة ويكونون جديرين بالثقة ولديهم إصرار للتغلب على جميع الصعاب.

لن تتردد عقولنا عندما ندرك في أعماق قلوبنا أننا مرتبطون بالله، لكن إذا اضطرب هذا الاعتقاد وبدأت تتقبل فكرة أنك تحت رحمة القدر كورقة شجر طافية على نهر، فستفقد الثبات والاستقرار تمامًا.

من الضروري في جميع الأحوال أن تؤمن بالله في أعماق قلبك، عندئذ يصبح ما يبدو محزنًا لك ذا غاية أو معني، لا تفكر أبدًا أن الله يريد لك الألم ربما تصبح أقوى عندما يموت أحد أفراد العائلة أو عندما تفارق صديقًا فقد تقابل شخصًا يفوقه روعه وربما تعثر على رفيق أفضل عندما تنفصل عن شريكك.

في الأوقات العصيبة تمسك بإيمانك بالله وبمحبتك له، عندما تحيط بك الهموم من كل جانب لا تحنى ظهرك لتقترب من الأرض ولكن تحل بالشجاعة وأدر وجهك ناحية الشمس وارفع رأسك، فهذا هو التعبير عن حبك لله وامتنانك له.

أيًا تكن التجارب التي تنتظرك، فإنك ستزداد قوة ما دمت تذكر أنك تتعلم الدروس والعبر من كل مشكلة تعترضك.

لا يبتليك الله إلا بمشاكل تستطيع حلها، فالله لا يضع أمام المرء مشكلة صعبة جدًا لا يستطيع حلها، ربما تعتقد في نفسك أنك غير قادر على تحمل العبء لكن الله يعلم أن العبء مناسب لك تمامًا، لتفسير ذلك تصور أن رجلًا يحمل أكياسًا ثقيلة على ظهره ربما يكون قادرًا على حمل أوزان أثقل لكنه يتجنبها ويحمل الأوزان الخفيقة فقط، وإذا أعطي مزيدًا من الوزن سيعتقد أنه سينهار لكن عندما يضاف إليه حمل آخر بعد برهة يصمد ويستمر في السير.

وينطبق الأمر نفسه على العمل أيضًا، فعندما تزداد أعباء العمل ربما يعتقد المرء أنه لن يكون قادرًا على النهوض بهذه الأعباء فينتابه القلق.

وعندما تشعر أنك وصلت إلى حدودك القصوى من المهم أن تفكر فيما إذا كنت قد فعلت كل ما ينتظره الله منك، وما يعرف أنك قادر على القيام به بنجاح.

وعندما تكبر تجد أن ما كانت تبدو مشكلات كبيرة يصعب حلها أصبحت أمرًا لا يستحق أن تقلق بشأنه.

لا تسعى نحو الكمال، من المهم أن تركز على التحسين بشكل مستمر.

فكر مثل عداء المسافات الطويلة بدلًا من عداء المسافات القصيرة، من المهم أن تضبط سرعتك وتبذل جهدًا إضافيًا حتى تتمكن من تحقيق أفضل النتائج الممكنة على المدى الطويل.