رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كالّو» فى الدماغ.. الإفراط فى استخدام الموبايل يؤدى لنمو زوائد عظمية فى الجمجمة

جريدة الدستور

كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن أن الأضرار التى يسببها الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة لا تقتصر فقط على حاسة البصر، إنما تؤثر بشكل سلبى على تركيبة الهيكل العظمى، خاصة على الجمجمة واليدين.
نقلت الصحيفة عن علماء فى جامعة «صن شاين كوست» الأسترالية قولهم إن غالبية الناس فى زماننا الحالى يقضون الكثير من أوقاتهم فى استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، ما يؤدى إلى نمو زوائد عظمية فى رءوسهم وتحديدًا فى المنطقة الخلفية.
وأوضح العلماء أن أعدادًا متزايدة من البشر ينمو لديهم ما يسمى «العظم القذالى» فى قاعدة الجمجمة، وفى الوقت الحالى يمكننا الإحساس بتلك الكتل العظمية بأصابعنا، أو رؤيتها فى رأس شخص أصلع.
وحسب الصحيفة، يعتبر الأشخاص الأصغر سنًا هم الأكثر عرضة لنمو هذه العظام وتطورها لديهم بشكل أسرع، إذ أظهرت الأبحاث العلمية أن «العظم القذالى» أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و30 عامًا.
وأجرى العلماء أبحاثًا مفصلة حول هذه الظاهرة، شهدت فحص نحو ألف جمجمة لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و86 عامًا.
وقال ديفيد شاهار، كبير الباحثين: «لقد كنت طبيبًا منذ 20 عامًا، وخلال العقد الماضى فقط اكتشفت أن مرضاى لديهم هذه العُظيمات التى تنمو على الجمجمة بشكل متزايد»، موضحًا أن السبب فى أن «العظم القذالى» أكثر شيوعًا لدى الشباب هو كثرة استخدام تلك الشريحة الهواتف المحمولة.
وأضاف أن قضاء ساعات طويلة فى استخدام الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر يشكل ضغوطًا كبيرة على الأجزاء الأقل استخدامًا من الجسم، ويؤدى إلى حدوث تغييرات جذرية فى تلك الأجزاء.
وذكر أن استخدام الهواتف فترة طويلة من شأنه الإفراط فى استخدام العضلات التى تربط الرقبة مع الجزء الخلفى من الرأس لأنها المسئولة عن الإمساك بالجمجمة، خاصة أن وزن رأس الإنسان يبلغ حوالى 5 كيلوجرامات، مشيرًا إلى أن الجسم يتفاعل مع حالة الإرهاق التى يتعرض لها هذا الجزء، وبالتالى يسمح بنمو طبقات جديدة من العظام فى الهيكل العظمى لتعزيز وتوسيع المنطقة. وتابع «شاهار»: «تم التحقيق على نطاق واسع فى الاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالإرهاق الناتج عن استخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، وتبين أن هناك خطورة كبيرة تتعرض لها الرقبة والكتفان والساعدان».
وكشف عن أنه رغم عدم تسبب الكتل العظمية التى تنمو فى الجمجمة فى أى آثار ضارة فهى لا تزول أبدًا، مردفًا: «الخطر الحقيقى من هذه الكتل أنها قد يزداد حجمها ويتواصل نموها مع الوقت». وحذّر الأطباء من استخدام الهواتف الذكية ذات الشاشات التى تعمل باللمس «تاتش» دون وجود قلم للكتابة، لأنها تؤدى إلى الإصابة بالتهاب الأوتار، خاصة فى إصبع الإبهام. وأضحوا أن هناك تليفونات مثل «I Phone» تتمتع بمساحة شاشة كبيرة لكن لا يُرفق بها قلم، ما يؤدى إلى زيادة التهابات أوتار اليد، لأن الإمساك والنقر على الشاشات فى آن واحد أمر مرهق للعضلات والعظام.
وبحث العلماء فى جامعة «مالقة» الإسبانية أسباب تعرض الأصابع لالتهابات، وأجمعوا على أنها ناتجة عن كثرة استخدام التليفونات المحمولة، مشيرين إلى أنه فى حالة استعمال الأقلام تنخفض وظائف المخ فيخفف ذلك من احتمالية التعرض لالتهابات فى الأنامل وفى عظام اليد.
وقال البروفيسور راكيل كانتيرو، المعالج الطبيعى، إن ضمور الإبهام يزداد كلما زاد استخدام الإنسان أصابعه فى الكتابة على الهاتف الذكى، حيث ترتفع احتماليات الإصابة بالتهاب الأوتار.
وأعرب العلماء عن قلقهم تجاه الاستخدام الواسع للشاشات التى تعمل باللمس لدى تلاميذ المدارس، موضحين أنه مع انخفاض معدلات الكتابة بالأقلام يمكن أن يخسر الإنسان إبهامه، كما أن استخدامات اليد المرهقة يمكن أن تؤثر على الدماغ.
وأوضح باحثون أنه تم ربط الاستخدامات المتطورة للأصابع بحدوث تغيرات فى نشاط المخ، حيث جرى رصد أنشطة مختلفة فى قشرة الدماغ عند الإفراط فى تحريك اليدين.
ورأى الباحثون أن تطور اليد البشرية أعطى الإنسان فرصة للتطور وامتلاك إمكانيات تنفيذ أنشطة أكثر تعقيدًا، متسائلين: «هل تؤدى اليد التى لا تُستخدم بشكل صحيح لتأخر الوظائف العقلية؟ أو بعبارة أخرى، هل التكنولوجيا ستقلل من وظائف عقولنا؟»، مشيرين إلى أن الوقت والعلم سوف يجيبان عن هذا السؤال فى المستقبل.