رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب التوكتوك.. هل تنجح أكتوبر في حظره؟

جريدة الدستور

حرب دائرة منذ سنوات بين الأحياء وأصحاب التوكتوك؛ لمنع حظر سيرهم فى الشوارع الرئيسية والميادين، وضبطيات كثيرة تمت ضد أصحاب التكاتك غير المرخصة ولكن دون جدوى، وأرجع البعض صعوبة التخلص من التوكتوك لعدم وجود بديل واعتماد الكثير من المواطنين عليه.

وإزاء ذلك وضعت وزارة التنمية المحلية بديلًا، عندما أعلنت أن الحكومة قررت قبل أسبوعين الترخيص لسيارات الفان في المدن كوسيلة نقل، واقتصار عمل التوك توك في القرى والأماكن غير المخططة والحارات والنجوع.

"الدستور" عرضت القصة الكاملة لحظر سير التوتوك في شوارع أكتوبر وتواصلت مع أحد خبراء النقل لبحث أسباب الحرب الدائرة بين الأحياء والتوك توك ولماذا يصعب السيطرة عليه؟.

سكان أكتوبر: أكتوبر كانت المدينة الفاضلة وحولها التوكتوك إلى عشوائيات
صابر عوض، من سكان المنطقة الثانية بأكتوبر، قال إن جهاز مدينة أكتوبر اتخذ أكثر من مرة قرار بمنع انتشار التوك توك ومع ذلك نجده متواجد في الشوارع والطرق الرئيسية مما يتسبب في ازدحام شديد في الشوارع بالإضافة إلى أنه وسيلة غير آمنة وتحدث بسببه الكثير من الحوادث التى نقرأها يوميًا.

وتابع جهاز أكتوبر رغم محاولاته الدائمة لمحاربة هذه الظاهرة السلبية إلاأنه مازال غير قادر على القضاء عليها بل تغلغل التوك توك في كثير من المناطق، مشيرًا تقدمت بشكوي إلى جهاز المدينة بعد أن وجدت التوكتوك وصل إلى مكان سكني فى المنطقة الثانية "الصفوة".

فضل محمد، مهندس ومن سكان مدينة السادس من أكتوبر، قال أكتوبر كانت بالنسبة لنا المدينة الفاضلة التي ننعم فيها بالهدوء والنظافة والرقي، مضيفًا أسكن في المدينة منذ عام 1994 أي ما يقارب أكثر من 20 عاما، وكانت المدينة مثال للهدوء والنظافة والأمان حتى تبدل الحال إلى الأسوأ.

وتابع أصبحنا نعاني من انتشار الباعة الجائلين على الأرصفة والقمامة المنتشرة فى الشوارع حتى وصل الأمر إلى انتشار التوكتوك أيضا، موضحًا أن التوكتوك الاجعة الكبرى التى عانى منها سكان المدينة لأن أغلب سائقيه من البلطجية الذين عاثوا فى المدينة فسادًا.

واستطرد ميدان الحصري تحول حاله تمامًا وأتمنى أن يتحرك الجهاز وينقذ الميدان من الباعة الجائلين وأن تنفذ خطة المحافظة لمنع إنتشار التوكتوك فى الشوارع، وإيجاد حلول بديلة عنه حتى لايؤثر على المواطنين الذين يستخدموه.

خبير نقل: ضم التوكتوك للمنظومة الإقتصادية وتحصيل ضرائب عليه أفضل الحلول
يرى الدكتور إبراهيم مبروك، استاذ هندسة السكة الحديد بجامعة الأزهر، أنه حينما تتجه أجهزة المحليات سواء في المدن الكبيرة والأحياء كالسادس من أكتوبر أو الأقاليم نحو حظر التوك توك أو تحجيم تواجده دومًا ما يفشل مخططها، فوسيلة النقل حينما تتواجد يصبح الاعتماد عليها من قبل المواطن.

وأكمل أزمة تواجد التوك توك تكمن في عدم تقنين وضعه حتى الآن، فترخيصه أمر حتمي حتى يدخل في منظومة النقل بشكل ثابت ومع الوقت يصبح له جدوى اقتصادية، فبعد أكثر من عشر سنوات على انتشاره في مصر لا يوجد احصائية محددة عن أعدادة فى الشوارع ولا النسبة التي يمثلها من واردات مصر.

وأضاف " إبراهيم " أن العشوائية المتعلقة بالتوك توك بدأت من استيراده كامل مهربًا في شحنات كبيرة والآن يأتي مصر قطع غيار ويُصنع بالداخل وكل هذا لا يدخل في دائرة الاقتصاد النظامي من جمارك وضرائب.

وأشار " مبروك " أن على المحليات والمرور تسهيل ترخيص قائده لمن هم فوق السادسة عشر، وعدم السماح لهم بقيادته في الطرق السريعة فمؤخرًا أصبح تواجده على الطريق الدائري الذي نحدد بسرعة 120 كيلو متر للسيارات وطريق الكورنيش والمعادي وغيرها الذي لا تقل فيهما السرعة عن 90 كيلو متر.

ذكر " مبروك " انه يمكن الاستفاده من التوك توك والدراجات النارية داخل المدن الكبيرة كوسيلة تنقل داخلية فلا تزيد السرعة عن 30 كيلو متر، فهناك مدن كبرى استطاعت استخدامه بشكل قانوني وجمالي نستطيع أن نستعين بتجربتها مثل الهند وبعض دول أوروبا مثل لندن كما أنه يُستخدم الأن في مدينة الجونة السياحية في الغردقة.

الفان بديل الحكومة للتوكتوك
وقررت وزارة التنمية المحلية ترخيص سيارات الفان بديلًا للتوكتوك، وأكدت الوزارة مصدر دخل جيد للأسر وسائقي التوك توك الذي سيُحظر سيره في كل الشوارع الرئيسية بجميع المحافظات، والمخالف سيتعرض للعقوبات.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التى يقرر فيها المسئولين حظر انتشار التوكتوك، ففى 2015 أثناء تفقد وزير الإسكان وقتها مصطفى مدبولى اثناء تفقدة لميدان الحصرى، وأعطى مهلة 10 أيام لمنع التوك توك في الشارع تمهيدًا لمنعه نهائيًا داخل المدينة.

وفى 2016 أى بعد قرار وزير الإسكان بعام كامل نشر أحد سكان مدينة 6 أكتوبر صورة لبعض التكاتك وهي تسير بحرية فى شوارع أكتوبر الرئيسية ووصفها بأنها تحدي صارخ من التكاتك لقرار وزير الإسكان وتعليمات جهاز المدينة.

الأرقام الرسمية تقول أن عدد التكاتك في مصر بلغ أكثر من 5 مليون توكتوك حسب تصريحات نجلاء سامي، نقيب سائقي التوك توك، خلال العام الحالي.

فيما يؤكد تقرير رسمي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد التكاتك المرخصة فقط في مصر بلغ 99 ألف توك توك حتى نهاية عام 2016، ويشكل نسبة كبيرة من إجمالي عدد المركبات المرخصة والموجودة في شوارع مصر حتى نهاية عام 2016، حيث تبلغ نحو 9.351 مليون مركبة ما بين سيارات ملاكي وأجرة وأتوبيسات وسيارات نقل وموتوسيكلات.