محمد فودة يكتب: الرئيس والمنتخب.. زيارة "التحفيز" ورفع الروح المعنوية

لم أُفاجأ بحرص  الرئيس عبدالفتاح السيسى على لقاء أعضاء فريق المنتخب الوطني لكرة القدم خلال تدريباته باستاد الدفاع الجوي، الرئيس دائما، وكما اعتدنا منه، لا يدع مثل هذه المناسبات للصدفة، كما أنه لا يترك حدثا مهما إلا ومنحه القوة، وأعطاه القدر الكافي من الاهتمام والمتابعة، طالما أنه بنهاية الأمر يصب في مصلحة مصر.

وبالطبع؛ فإنه لا يخفى على أحد أهمية بطولة كأس الأمم الإفريقية التى تستضيفها مصر يوم 21 الشهر الجاري، فالبطولة بحد ذاتها من البطولات المهمة على مستوى العالم، فما بالنا وأنها تأتي فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وهو ما يعطي دلالة قوية على حرص الرئيس بأن تكون استضافة مصر لهذا الحدث الإفريقي المهم مميزة، ولافتة للنظر، وتقدم صورة ذهنية للعالم كله بأن مصر صاحبة أعظم حضارة في التاريخ قادرة على أن تشارك في رسم ملامح الحاضر أيضا.

ونلمس ذلك بوضوح في تشديد الرئيس خلال الزيارة على أهمية تحلي أفراد المنتخب بالانضباط والسلوك الراقي، بما يعكس كونهم واجهة لحضارة مصر وعراقتها، فضلا عن أن ذلك يبرز أيضًا قيمة مصر وشعبها العظيم.

لذا فإنني أرى أن زيارة السيد الرئيس لمعسكر المنتخب يمكن أن نطلق عليها "الزيارة الملهمة"،  نعم هي بكل ما جرى خلالها تعد بكل المقاييس زيارة ملهمة للاعبين، إذ استهدف الرئيس من ورائها تحفيزهم ورفع الروح المعنوية لهم وإعطاءهم جرعة من الثقة والإصرار على تحقيق حلم الفوز بالبطولة.

هذا الأمر في تقديري الشخصي سيكون له عظيم الأثر في حث أعضاء الفريق الوطني لكرة القدم على بذل قصارى الجهد من أجل الحصول على هذه البطولة، خاصة أنها تقام على أرض مصر.

كما أن تلك الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس للمنتخب تسهم أيضًا وبشكل لافت للنظر في تعظيم الثقة لدى الفريق، وأعضاء الجهاز الفني، لأنها حينما جاءت على هذا النحو من الأهمية جعلتهم يشعرون جميعا بحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم، خاصة أن ملايين الجماهير تعلق الكثير من الآمال على تحقيق مكسب تاريخي جديد، بحصد بطولة كأس الأمم الإفريقية.

وكما نعلم، فإن كرة القدم هي لعبة شعبية فى المقام الأول، ليس فى مصر وحسب؛ بل بجميع أنحاء العالم، لذا فإن تحقيق البطولات في لعبة كرة القدم من شأنه أن يدخل البهجة والسعادة على قلوب الجماهير بل ويساعد أيضا على صنع حالة مزاجية مرتفعة جدا لدى المواطن العادي، وهو ما ينعكس بالإيجاب على المجتمع ككل.

إن اهتمام رئيس الدولة وحرصه على زيارة المعسكر التدريبي للمنتخب الوطنى لكرة القدم يحمل دلالات ورسائل فى غاية الأهمية، تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه البطولة تحظى برعاية واهتمام كبير لدى جميع قطاعات الدولة، إذ تعكس واجهة مصر الحضارية وعراقتها إلى جانب إبراز قيمة الدولة وشعبها العظيم.

وبعيداً عن كل ما سبق؛ فإن هذه البطولة لها مردود مالي وفوائد اقتصادية جمة يمكن لمصر أن تنجيها من تنظيمها، فضلاً عن أنها تمثل فرصة لتنشيط العلاقات الثنائية بين الهيئات المصرية الاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري داخل القارة السوداء.

وإننى إذ أشارك جماهير الكرة المصرية الرغبة القوية فى تنظيم دورة ناجحة بكل المقاييس فإنني أتطلع لفوز مصر ليس بكأس البطولة فقط، وإنما باحترام وتقدير العالم لنا أيضا، وهو أعظم المكتسبات التي يمكن أن نجنيها من وراء البطولة.